لم تتوقف فضائح الدبلوماسيين الذين زج بهم نظام البشير في الخارجية السودانية، على الملحق العسكري بسفارة السودان في القاهرة والأموال التي ضبط بها، بل كشفت المصادر أن هناك ملفا متكاملا عن الفساد في السفارة يعتبر من المسكوت عنه لعدة سنوات، إذ أبقت وزارة الخارجية على مدى 20 عاما، على ملحق إداري في سفارة السودان بالقاهرة، بعدما تم تعينه سياسيا، لقرابته الواضحة للرئيس البشير. وقالت المصادر أن هناك الملحق "الدبلوماسي" يدعى عبدالرحمن صالح يعمل في السفارة منذ أكثر من 20 عاما، ولم يتم نقله أو تحريكه أو حتى إعادته ولو شكليا للخرطوم وتدوير انتقاله أسوة بالدبلوماسيين الاعتياديين، وجاء تعيينه سياسيا بمعنى أنه لم يتدرج في مناصب الوزارة من قريب أو بعيد أو يخضع للتعيين وفق معايير الخدمة العامة، ولم يعرفه أي من الدبلوماسيين الأصليين في الوزارة. وأكدت المصادر وجود علاقة استخباراتية غامضة يمسك بها المدعو عبدالرحمن باعتباره أحد المندسين من أبناء النظام السوداني في الجالية السودانية في مصر، مما يكرس لها الوجود المزدوج وتسريب التقارير الاستخباراتية من هنا إلى هناك. وفي فضيحة أخرى قالت المصادر أن قنصل السودان السابق في قنصلية أسوان السفير أيمن زكريا المحسوب على الحزب الاتحادي المشارك في الحكومة عقد صفقة قبل عدة أعوام، استغنى بموجبها عن شقق مملوكة للسودان كانت مقرا للقنصلية، في موقع متميز في المدينة، ليستأجر مقرا للقنصلية عبارة عن عمارة بمبلغ تجاوز عشرات الآلاف من الجنيهات، ليتوسع في سكرتارية تخدم شكله الاجتماعي وليس للأمر أي علاقة بخدمة السودانيين العابرين والذين يجدون صعوبة في الدخول لمقر القنصلية ولا يجدون حتى المقاعد الكافية داخل المقر، فيما هناك عشرات المكاتب للمعينين في سكرتارية كل دبلوماسي، فيما أكدت المصادر أن هناك صفقة تمت في وضح النهار لاستئجار العمارة، في ظل غياب الرقابة التامة والحقيقية، فيما حول السفير شقق القنصلية إلى سكن مستأجر للملحقين الإداريين بعدما روج للخارجية أن الموقع لا يفي بالغرض رغم أنه عبارة عن طابقين كاملين في عمارة وكان يفي بالغرض تماما من حيث استيعاب السودانيين، لكنه استغنى عن الأملاك، وفضل الإيجار لتبديد أموال الشعب، بما يخالف أعراف وقواعد وقوانين الخارجية التي لا تسمح باستئجار شققها لأعضائها، خاصة أنهم يتقاضون بدل سكن، الأمر الذي يجعلهم يجمعون بين السكن المجاني وبدلات السكن. وأضافت المصادر أن السفير المرضي عنه من خارجية البشير، تمت مكافئته بتحويله قنصلا عاما لقنصلية السودان بالإسكندرية، في ظل عدم الرغبة في العودة للخرطوم، خاصة أن له ارتباطات معينة بمصر، وأنه يمثل الكوادر الشابة في الحزب الاتحادي الأصل.