الخرطوم- مع اقتراب موعد الانتخابات العامة في السودان مطلع أبريل المقبل، بدأت الأوساط السياسية السودانية تتساءل عن المستقبل السياسي للرئيس الحالي عمر البشير وإمكانية أن يقدم على إعادة ترشيح نفسه، أم أنه سيخلي المكان لصالح نائبه الفريق أول بكري حسن صالح، الممثل الثاني للمؤسسة العسكرية والذي حصد المناصب العليا في فترة وجيزة وبصورة مفاجئة. البشير ذكر منذ عام 2012 أنه لن يترشح مرة أخرى، ليلتزم الصمت حول هذا الموضوع بعدها، إلا أن مسؤول أمانة التنظيم في حزب المؤتمر الوطني حامد صديق لم يستبعد إمكانية ترشح الرئيس عمر البشير لدورة رئاسية جديدة بجانب الترشح لرئاسة الحزب حسب دستور ولوائح المؤتمر الوطني. ويعتبر العديد من المتابعين للشأن السوداني أنه لا يمكن التأكيد على أن تصريح البشير حول عدم ترشحه سيكون الموقف الثابت والأخير، باعتبار أن عديد القرارات الرئاسية والتصريحات تم التراجع عنها لاحقا. بالمقابل يرى آخرون أن مؤشرات كثيرة في السودان تؤكد عدم ترشح الرئيس الحالي لولاية رئاسية جديدة في العام القادم 2015. ومن بين هذه المؤشرات الحالة الصحية للبشير، الذي خضع في الأشهر الماضية إلى عدد من العمليات الجراحية. إلى جانب ذلك، فقد اتخذ البشير عددا من الترتيبات، أثارت شكوكا موضوعية حول رغبته في عدم الترشح، من ذلك التغييرات التي أقدم عليها داخل المؤسسة العسكرية والتي ضمن من خلالها بأن تبقى المؤسسة العصب الحيوي في الدولة، ليضمن بذلك حماية من المطاردات الدولية في جرائم الحرب المتهم بها. ومن بين هذه الترتيبات صعود الفريق أول بكري حسن صالح -المعروف بولائه له ومرافقته منذ انقلاب الإنقاذ في يونيو 1989- في تراتبية المنظومة العسكرية ليكون الرجل الثاني داخل المؤسسة. ويؤكد صلاح الدومة أستاذ العلوم السياسية والمحلل السياسي السوداني المعروف، بأن التوجه العام للحكومة يمضي نحو تعيين بكري حسن صالح خلفا للبشير. وأشار المختص السياسي إلى أن البشير باعتباره صاحب الكلمة العليا والوحيدة في السلطة فهو يرى أن الخيار المناسب هو بكري حسن صالح وخاصة أن كل أجهزة المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم) أجهزة شكلية وبالتالي ستقوم بتأييد رأي البشير في تنصيب بكري رئيسا للجمهورية.