أكد خبير استراتيجي أن السودان سيتقاسم مع تركيا في جمع شتات جماعة الأخوان المحظورة بعد طردها من قطر مؤخرا. وفيما توقعت المصادر أن الخطوة القطرية جاءت بهدف التقارب القطري الخليجي، وتجنب الحرج البالغ، أكدت أن عصا قطر في المنطقة لازالت تتمثل في حكومة الخرطوم التي نجحت هي الأخرى في احتضان الكثير من عناصر الجماعة، فيما اختيرت الخرطوم كمعبر للوصول إلى قطر، أو تركيا بعد التشدد المصري على الطائرات المتوجهة إلى الدوحة لمنع تسرب تلك العناصر. وأشارت المصادر إلى أن هدف الخرطوم ربما بإجراء تغيير شكلي لا نوعي لنظام الحكم بالتحالف مع المعارضة السودانية على الساحة، يهدف إلى إبعاد الشبهة الأخوانية، لكنها لازالت تحتفظ بالكثير من العناصر الأخوانية وتعطيها الأمان التام، وتعيش في مزارع خاصة بمعزل عن عيون الكثير من السودانيين، خاصة أن الخرطوم باتت تحتفظ بالكثير من المناطق حسب مصادر استخباراتية تعتبر مغلقة ولا يقترب منها أحد ، فيما لا يعرف المجاورون لها من يدخلها أو يخرجها في ظل السيارات المعتمة. إلا أن الكثير من المحللين أكدوا أن الخرطوم تراهن على مسألة الوقت وإطالة أمد المفاوضات مع المعارضة، حتى يتم تمرير العاصفة ضد الأخوان، ثم استعادة عافيتها، وما يعزز ذلك، غياب الحراك الشعبي على الساحة السودانية، وعدم تململ الشارع بشكل كبير ليجبر الحكومة على إضافة القلق الشعبي إلى الضغوطات الخارجية لتحديد السرعة في الاستجابة لتغيير نظام الحكم من أخواني إلى تقاسم مع المعارضة. وأوضحت المصادر أن البشير نجح في تمرير الكثير من العناصر الأخوانية لقطر، فيما لازال يحتفظ بالبعض، في انتظار الإشارة القطرية أو التركية، فيما إذا كان الإجراء القطري تكتيكي ومؤقت، لحين الانتهاء فيما يعرف بالحرب ضد داعش. وكررت المصادر التأكيدات على أن العلاقات السودانية المصرية مرشحة للتباعد في أعقاب الخطوة القطرية، حيث أتاحت لمصر الإثبات للعالم بأن جماعة الأخوان خطر ويجب محاربته، فيما السودان لازال يحتفظ بالكثير من تلك العناصر التي تراها مصر خطرا ضدها.