بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    شمس الدين كباشي يصل الفاو    لجنة تسييرية وكارثة جداوية؟!!    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    المريخ يتدرب بالصالة    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة    ياسر عبدالرحمن العطا: يجب مواجهة طموحات دول الشر والمرتزقة العرب في الشتات – شاهد الفيديو    وزارة الخارجية القطرية: نعرب عن قلقنا البالغ من زيادة التصعيد في محيط مدينة الفاشر    المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية    البيان الختامي لملتقى البركل لتحالف حماية دارفور    الداخلية السودانية: سيذهب فريق مكون من المرور للنيجر لاستعادة هذه المسروقات    مدير شرطة ولاية النيل الأبيض يتفقد شرطة محلية كوستي والقسم الأوسط    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    تدرب على فترتين..المريخ يرفع من نسق تحضيراته بمعسكر الإسماعيلية    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي.. وعينه على الثلاثية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    السودان..توجيه للبرهان بشأن دول الجوار    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    تجارة المعاداة للسامية    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    سوق العبيد الرقمية!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العصبية والشوفيتية والعنصرية في السودان
نشر في الراكوبة يوم 16 - 10 - 2014

هذه الاشياء لها القدح المعلي في تمزيق مجتمعنا ، وسببت في تقطيع الوطن وستفتت الباقي , قبل يومين انتشر في المواقف الاسفيرية ان الشاعر المبدع الحلنقي قد قال في برنامج تلفزيوني ,, ان اعطاء اغنية الي ملحن غير جيد يماثل اعطاء الابنة الجميلة الي جنوبي ,, ووضح لسعادتنا ، ان الاستاذ الحلنقي لم يتطرق ابدا للجنوبي . وفرحت . لان الحلنقي قد اثري وجدان الشعب السوداني بكلمات غنائية رائعة . ولكن ما نسب الي الحلنقي هو ما يدور في رأٍس اغلب اهل الشمال .
والحلنقة جزء من قبائل الشرق العريقة . وتنسب الكلمة حلنقا الي السياط التي يحملونها دائما . وهم رعاة ابل وفرسان البوابة الشرقية . ونخطئ نحن اهل الوسط ونصف البجة عن قصد او عن جهل بالخاسة . وهذه كلمة قبيحة مثل كلمة بربري التي يستعملها المصريون لوصف السودانيين . عن قصد او عن جهل .
وفي نهاية الثمانينات اخذت الشيخ عبد الله النهيان ابن عم ابناء شيخ زايد الي كسلا واخذنا الاخ احمد ترك الي مضارب الرشايدة . وكان االرجل النبيل احمد ترك ابن امراء الهدندوه يمازح الشيخ راشد ويقول ان احد ابناء الهدندوة قد تزوج باحدي بناتهم . وكان الشيخ يخرج من طوره ويتشنج . والاخ احمد يضحك. ويقول الشيخ راشد ,ان ذالك من المستحيلات ويغضب . وبعض الرشايدة قد زوجوا بناتهم للجعليين . و عاملوا الجعليين كانداء لهم .
وبعض اهل السعودية لا يقبلون بالرشايده ويقولون انهم لايمتون لعبس بصلة كما يزعمون . وهم من هتيم . وهتيم غجر لا اصل لهم . والمواقع السعودية مليئة بهذا النقاش . وانا ارفض تفرقة الرشايدة في السعودية . وارفض تفرقة اي بشر . وساعود لموضوع الرشايدة .
ولقد كتب قلوب باشا في كتابه عن الجزيرة العربية ان الملك عبد العزيز بن سعود كان يقول ان نساء قبيلتة قبيحات . ولكن نساء شمر جميلات وهن لا يغطين وجوههن . وعندما سالوه لماذا لا يسترون اجسامهن قال ان اهل شمر لا دين لهم . ويقول اهل السعودية ،ان شمر قوقاز اتي بهم الاتراك .؟ والمعروف ان اهل نجد لا يزوجون بناتهم الي الحجازيين . ويقولون عليهم طرش البحر . الشوفينية موجوده في اغلب المجتمعات . وعندنا هي علامة عدم الثقة بالنفس والغباء والجهل . فكل اهل الوسط هم اما نوبيون او بجا بقليل جدا من الدماء العربية . ولكن مركب النقص يدفع بعضنا لادعاء الجنسية العربية التي يرفض اهلها ان يسبغوها علي الرشايدة وشمر الذين يشابهونهم في الشكل . ويشاركونهم الارض ، اللغة والدين .
بعد ان رجعت من اعالي النيل بعد نهاية المدرسة الثانويبة ، وقضاء الاجازة مع تاج راسي فقوق نقور او مصطفي طيب الله ثراه ، حتي بدات في كتابة رواية الحنق وكنت في الثامنة عشر من عمري . والرواية تعالج الشوفينية والعصبية . واطلقت اسم مصطفي علي بطل الرواية . كما قمت باهداء كتاب حكاوي امدرمان لذكراه . ويحمل صديقي الآخرمصطفي كتبا طيب الله ثراه دماء النوبة. والسودانيون يغنون للماظ البطل وهم من المورو . وهؤلاء من النوبة . ويطلقون علي المنظمات والمدارس اسم البطل علي عبد اللطيف وهو جنوبي نوباوي او نوباوي جنوبي . انها المحن السودانية . اننا نعظم ونهين نفس البشر .
وقبل ان ينشر الكتاب كنا نناقش قضية جنوب السودان. وعندما ادافع عن الجنوب والجنوبيين وافحم البعض ، حتي يلجئون للسلاح الاخير ,, اسي انت بتقبل تعرس اختك لي جنوبي ؟,, وكانت ابتسامات النصر تختفي عندما اقول بملئ الفم اني ساكون فخورا وسعيدا بزواج بنتي او اختي من جنوبي . لان من احببت وعاشرت من الاخوه الجنبيين او النوبة ، كانوا احسن مني والكثيرين خلقا وادبا . واضيف ان والدتي كانت متزوجة من دينكاوي . فوالدي رحمة الله عليه كان دينكاويا بالانتساب .عاش جل حياته في الجنوب . وارتبط بالدينكا خاصة وتعلم لغتهم واجادها لدرجة انه وضع لها الحروف والقواعد وكان يدرسها في كلية غردون. وكتب عن تاريخ اهله الدينكا وكان يعتبر ويفخر بانتسابه الي الدينكا . وكنا نناديه في المنزل ببنج وتعني الرجل الكبير . وكان فخورا باسمه الدينكاوي ماريل وتعني الثور الكبير الابيض نسب لشيبه المبكر .
من الممكن جدا انني كنت اردد نفس الكلام الذي يردده اغلب اهل الشمال فيما يخص الآخرين اذا لم تكن امي ضنقلاوية الا ان مسقط راسها هو جبال النوبة , ولقد تزوج خيلاني بنوباويات . وتزوجت احدي بنات خالي برجل يحمل دماء النوبة . وتزوج والدي بمنقلة من بنات رمبيك وهي والدة عمر بدري . وتفتحت عيوننا علي شكل الدينكا والمورو والزاندي ونحن اليهم ونحبهم . وتعطينا رويتهم سعادة وشعورا بالانتماء . ولقد قلت انني لا يمكن ان اعمم . ولكن اذا كان امامي طريق خطر وخيرت في اختيار رفيق فساتوقع ان يكون نوباويا او احد فرسان المورلي فهم اشجع البشر ؟ واذا طلبت النصيحة فساتوقعها من الدينكا . لانهم والشلك اكثر الناس اتزانا وميلا للشوري . ولكني في نفس الوقت لن ارفض من اعرف عنه الشجاعة والحكمة ولن اعمم وليس كل حنوبي بمقبول وليس كي شمالي بمرفوض. وكنت اقول اني احترم الدينكا وتمنيت لو انني منهم . ولكني في طبعي اقرب الي النوير وهم متمردون ويمتازون بالعناد . وليس هنالك حكم مطلق .
وكنا نشاهد والدي المفتش يجالس الدينكا والنوير ويتحدث بلغتهم ولا يفارقهم الا بقلب مثقل . ولم ينسجم ابدا مع مجتمع الشمال بعد عودته . وعندما كنا في شمال اعالي النيل خارج ملوط في الستينات في رحلة صيد اسرع احد اطفال الدينكا ليخبرنا ان فديت في القرية . وكان هنالك لحل نزاع كعادته . وهي قد اتي الي الدينكا في طفولته . وكان ذالك زوج خالتي وصديق ابي . ايوب ياو وتعني الرجل الثري. ويذكره الدينكا في اغانيهم . وهو من امدرمان ، جعلي من اسرة العمدة المقبول العوض . كان الرجل الوحيد الذي يعرف كل لهجات الدينكا . واكبر تاجر في اعالي النيل .
وعند مرورنا علي دغل من اشجار الدوم والدليب ، قال محمد عبد الله عبد السلام او فديت لاخي كمال ابراهيم بدري ان احد اهلنا الرباطاب اتي بتصريح من مدير المديرية بنقل اشجار الدليب والدوم الواقعة من تلك المنطقة. وقام ابراهيم بدري بتمزيق التصريح . وقال له انهم ياخذون تصريحا بالشجر الواقع ولكنهم يقطعون الشجر الواقف . وعندما قال الرجل انه رباطابي وانه من اهله . كان رد ابراهيم بدري ان الدينكا كذالك اهله .
والرباطاب ومنهم جدنا الكبير محمد بدري كانوا طوافة يخاطرون بحياتهم وياتون بالاخشاب من الجنوب والنيل الازرق ونهر عطبرة بسبب فقر منطقتهم . وبابكر بدري كان يبيع اخشاب البناء لفترة في رفاعة . والغابات والصيد قضي عليه الشماليون في شمال اعالي النيل . حتي غابة الزرزور الجميلة . وتحولت الارض الي مشاريع زراعية . وانتزعت حتي العروق من باطن الارض في ما عرف بعملية ام بحتي وتحولت الي فحم . بيع في الشمال وتحولت الفلوس الي مباني شاهقة ، حمل الجنوبين فيها اقداح الموني والطوب وبنوا الشمال . ثم طردوا من الشمال . وتكدست اغراضهم واثاثاتهم لانهم لم يستطيعوا نقلها . واشتريت منازلهم بتراب الفلوس .
لقد كتبت وقلت انني لا ابرئ نفسي من الشوفينية لاننا نتلقي التعاليم الشوفينية من المجتمع الذي حولنا . فاذا اتي شخص يحمل شهادات موثقة وشجرة عائلته الهاشمية و وقررت ابنتي ان تتزوجه ساحاول لان اقنعها بعدم الزواج . ولكن اذي تقدم لها نوباوي او دينكاوي او رباطابي فمن المؤكد ان الاعتراض الوحيد هو شخصيته . ولان اصله سيذكرني باعز الناس . وسيخيفني جدا زواج ابنائي او بناتي من شوام او هنود . فتصرفاتهم تختلف عن تقاليدنا . يصعب هضمها بالنسبة لنا . ومن المؤكد من بينهم من هو خير مني . ولكن تجاربي وشعوري ضد هذه الزيجات . ولاكن لن امنع ابنائي من الزواج باي جنسية . ويبقي شعوري هم ملك لي فقط .
يردد البعض قصة الشاب من اصل جنوبي والذي التصق بشيخه الصوفي واحبه الشيخ . وعندما اراد الشاب ان يتزوج ابنة الشيخ ، قال له الشيخ انه موافق . ولكن اقترح ان تقدم الضفاضع كطعام للمدعوين . وعند استغراب الشاب قال له الشيخ انها ليست محرمة ولكن النفس تنفر منها . وهذا منطق اعرج . فنحن افارقة ، كان ولا يزال الاوربيات يفضلن الافارقة علي العرب . يوصف العرب اليوم بالخداع والجشع والخيانة واللؤم والعنصرية . وهذ ا اجحاف فوسط العرب البشر النبلاء والمعقولين. وان كان تصرفات الكثيرين تجعل الناس تنفر منهم .
انقريد قرادين وهي فوتو موديل ارتبطت بها لنصف دستة من السنين كانت تفرح عندما آخذها الي مطعم ,,ليكير,, الذي يقدم الضفاضع . وانا كنت اكل الكول والكومبا . ولا استطيع اكل الكافيار الروسي . والموضوع تعود .
وهنالك الحديث الشريف الذي رواه سيدنا خالد بن الوليد عندما قدم لهم الضب الخلوي . فدفع به الرسول صلي الله عليه بعيدا , فقال سيدنا خالد بن الوليد ما معناه .,, احرام يارسول الله ؟؟ فقال صلي الله علية لا ، ولكن عافته نفسي . فقال فجذبته الي وانا آكل والنبي صلي الله عليه ينظر الي . والسعوديون واهل الخليج يطاردون هذة الزواحف في الصحراء وهي ضخمة وياكلونها .. كل شئ نسبي . ومن الجنوبين من هم اجمل البشر . عارضة الازياء اليك ويك التي سحرت كل العالم لعقدين ، هي من الدينكا .
وبعض القبائل السودانية اتصفت بالشجاعة والكرم بشكل حصري . والبعض وصفوا بالبخل واللؤم وحب الخمر . وليس هنالك شئ مطلق . وعندما اٍسأل الكبار والمجربين ومن طاف السودان عن اهل الكرم . يكون الرد في اكثر الاحيان ، انهم المحس والزغاوة . ولكن تبقي الفكرة القديمة التي ارتبطت بمجموعة معينة .
بنتي فاطمة وسابينا متزوجات من سويديين . ولكن لاحظت انني عند اخذ الصور الفوتوغرافية . اتجنب الجلوس بجانبهم ازواجهن . وعندما لاحظت انني لا اظهر معهم حتي في حفل الزواج غيرت اسلوبي. واحفادي منهم يجعلون قلبي يخفق بشدة لرؤياهم . ولكن حسب فهمي وتفكيري المعوج . فالخواجة كان طار السما ما ياهو خواجة . وبعد العمل مع الخواجات لنصف قرن من الزمان اجدهم اقرب الي البلادة وعدم القدرة علي التصرف . ولهم العذر، لماذا الحرفنة والاستنباط والتعب ، وهم قد ولدوا وعاشوا في مجتمع منظم ومرتب ، ولهذا يغرقون في شبر موية . وما نعتبرة نحن من رجالة وشجاعة وعشائرية , وصرف كل مافي الجيب ومواجهة الفلس فيما بعد . والاهتمام بمشاكل الآخرين اكثر من مشاكل اسرنا ليس من مكونات المجتمع الاوربي . ولماذا نحكم علي الخواجات بقيمنا السودانية . ونظلمهم .
قلت لمديرة مسكن الطلبة في براغ انني لا اريد ان اسكن مع طالب شيكي . وعندما سألت عن السبب قلت لها بعفوية ،ان ديني لا يسمح لي . والشيك لم يكن يحبون الاستحمام ويخلعون كل ملابسهم قبل النوم ويتحركون بحرية وهم عراة . وبعد ايام قالت لي المديرة وهي امرأة لطيفة . لماذا يذهب الطالبات الي غرفتك ، الا يتعارض هذا مع دينك. قلت لها ان ديني يسمع بالنساء فقط . فعرفت انني امزح . وقضيت كل المدة ساكنا لوحدي .
ان هذا تصرف غيركريم من جانبي خاصة اذا اخذنا في الاعتبار انني ضيف في بلاد الشيك .
عندما كنا نلعب الكرة في جامعة لند . تقدم منا اثنان من الطلاب . فقال لي ابوبكر بدوي مصطفي ابن الوزير وابن امدرمان ورئيس الجالية في واشنطون قبل سنوات . ,, ياشوقي انا عارفك بي امور,, البلاك بور ,, او القوة السوداء بتاعتك دي حتختار لي الافريقي . لكن ده كيشة . وانحنا مغلوبين ، اختار السويدي . واخترت بوسا السويدي .
وعن طريق بوسا تعرفت باستيق . والاثنان من الطف البشر . وعندما كان ابن الاخت بابكر احمد العبيد في بيروت كان خارجا من السفارة السويدية في بيروت وكان محبطا لان موظفي الاستقبال اللبنانيين كعادة اللبنانيين في الاستخفاف بالسود ، قاموا بتوزيعه . وعندما قام السويدي امام المصعد بتحية بابكر لم يكن بابكر مستقبلا جيدا . فقام الخواجة بسؤاله عن بلده وعندما عرف انه سوداني ساله اذا كان يعرفني دعاه الي القهوه عندما عرف انه ابن اختي . وتحصل بابكر علي تاشيرة سويدية . وعندما تحصل بابكر علي شهادة الدكتوراة كان استيق السفير يخدم الضيوف في الحفل . واليوم بابكر في جامعة ابسالا ولقد احتفل بزواج ابنته في السودان لشاب سويدي لطيف . والحقيقة ان السودانيات من تزوجن باوربيين وجد اغلبهن اكرم المعاملة . ووجدوا المعقولية من ازواجهن علي اقل تقدير .
في الثمانينات اتاني في مكتب الخرطوم الاخ الدكتور عادل صغيرون . وكان معه سويدي في منتصف العمر قصير القامة لم يتمتع باي وسامة . وكان يريد ان يدخل الاسلام لانه علي وشك الزواج من ابنة طبيب مشهور وعمها كان رئيسا للوزراء . واخذته الي جدنا المهندس خضر بدري لورعه وطول باله وتمكنه من الانجليزية .
وبعد سنة كانت الناس تلومني لانني اتيت بموظف سويدي . وكانوا يعزون السبب في موت الاب الطبيب لحسرتة علي زواج ابنته من الخواجة . ولم يكن عندي دخل باحضار الخواجة . كان موظفا في الامم المتحدة ولكن السويدي الذي احضرتة هو والد ابناء خالة ابنائي . وانا لست ضد زواج السودانيات او السودانيين من خواجات . ولكن افضل زواجهن من اهلنا في السودان . والسبب هو شعور الانتماء والقرب .
عندما طار جزء من سقف المنزل ، كان ثلاثة من السويديين يصلحون السقوف ويعيدون الواح المرسيليا التي طارت . وعندما اتي الدور علي منزلي تركتهم يعملون في البرد والمطر الخفيف . واستلقيت علي اريكة . وعندما انهوا عملهم . رفضوا اي اجر لانهم جيراني , واحدهم كان طبيبا . ومن قاد العمل كان مهندسأ . وخجلت من نفسي . هل كان يمكن ان اذهب انا او يذهب طبيب سوداني ومهندس لاصلاح سقف كنقولي او حتي ابن عمهم ؟؟ وبرضوا انحنا الشرف البازخ . وحتي بعد ده كله نسبة للتربية الخطأ ، فالخواجة بالنسبة لنا اي كلام .
في بداية طفولتنا ارتبطنا بجارتنا الوالدة اوجين وهي ارمنية . واحببنا الاخوة ارتين وقاري واستفان , والبنات شوشيق وجورجيت وهنازان . وهم من الارمن . وكنا نعتبرهم اهلنا . وكانوا يتواجدون معنا يوميا .ولم يكن هذا يعجب نساء حي الملازمين وكن يدعونني يسالونني لماذا تفتح امي منزلها للخواجية ويريدون ان اجيب علي كثير من الاسئلة التي تدور برأسهن. والخالة اوجين كانت تسكن بعيدا عن زوجها الذي كان يسكن في الحواتة ولم نشاهد سوي مرة واحدة . ووقتها كان سكان حي الملازمين هم اغني اهل امدرمان . وكنا الوحيدين الذين نمتلك سيارة كبيرة بسائق ببردلوبة . ولكن والدتي تعتبر كل الناس اهلها وهي مصابة بعمي الالوان . ولم يكن جاراتنا يوافقونها الرأي . في السبعينات عندما ذهبنا لزيارة الخالة اوجين في لندن بعد ان تزوجت بانجليزي . وتزوجت اختنا هنازان بمدرسنا في الاحفاد مايكل الانجليزي، كانت الخالة اوجين تبكي بالدمع وهي تحتضن والدتي . وقالت لشقيقتي الهام ان امي كانت اقرب اليها من شقيقاتها .
لقد كان بله طيب الله ثراة اقرب رجل الي . كان اقرب من اشقائي وابنائي وكل اهلي . اذكر انني في موضوع مناشدة السودانيات بعدم فسخ جلودهن ، كتبت ، ان ابنتي نفيسة التي تعمل في الخطوط الجويه النرويجية الآن قبل انخراطها في الحامعة . تقول علي رؤوس الاشهاد انها لن تتزوج باي رجل اذا لم يكن داكن اللون. حتي لا يكون اطفالها شقرا وبعيون زرقاء مثل ابناء اخواتها . او يكونون في قبح اهل امها من شمال السويد الذين لهم لون الاشباح وحتي شعرهم ابيض وليس حتي باشقر . والسويديون يحاولون مستميتين عن طريق الشمس او السولاريوم او الكريمات التخلص من لونهم الشاحب . نفيسة تربطها صداقة طويلة مع فتاتين من توقو . وتغضب عندما يستغرب الناس لقولها انها افريقية مثل صديقاتها . وتقول انها افريقية لان والدها افريقي . واعنفها واقول لها ان الزواج المبني علي اللون هو زواج خاطئ . ولكنها مصممة. ومن الممكن انني في داخلي اوافقها .
انا لم ولن استطع ان افهم ان الانسان يمكن ان يرفض الآخرين بسبب اللون او القبيلة او العرق . وحتي اذا بقيت بعض رواسب الشوفينية عندنا ونحن في النهاية بشر لنا عقدنا ، الا اننا كبشر نتمتع بالعقل يجب ان نتغلب علي هذة الامراض . وعدم تركها يتعارض مع الدين الاسلامي لقد قال محمد صلي الله عليه وسلم ما معناه ,, اتركوها انها منتنة . ووصف التمسك بها ببعض الحاهلية . فاما ان نكون مسلمين او علي اقل تقدير بشر اسوياء او لا نكون بمسلمين ونمارس الشوفينية والعصبية. انا لا ابرئ نفسي ، ولكن اعلم ابنائي لان يكونوا خالين منها .
كركاسة
كلنا مقصرون
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.