الخرطوم: رغم تطمينات قادة حزب المؤتمر الوطني، في أكثر من تصريح بأن التحضير للمؤتمر العام الرابع للحزب في الفترة من 23 إلى 27 أكتوبر الجاري، بأن مجريات الأمور تبدو على ما يرام للتحضير للمؤتمر العام بعد إكمال الترتيبات له، لكن ثمة من يرى في الاتجاه الآخر بأن شجراً يسير، وأن توتراً ربما يصاحب انعقاد المؤتمر العام أن لم يحدث انشقاق داخل صفوف الحزب الحاكم، بسبب التنافس على منصب رئاسة الحزب ومرشحه لرئاسة الجمهورية، بين المؤسستين العسكرية والحركة الإسلامية، في معركة اقل ما توصف بأنها بمعركة (البقاء) ما يعيد للأذهان انقسام الإسلاميين الشهير في الرابع من رمضان 1999م. واقل من أسبوع وتحديداً الخميس المقبل هو موعد انعقاد المؤتمر العام للمؤتمر الوطني، الذي اُختير له أرض المعارض في ضاحية بري بالخرطوم مقراً لانعقاد المؤتمر بدلاً عن المركز العام للمؤتمر الوطني، بحسب ما أفاد نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني، البروفيسور إبراهيم غندور في وقت سابق، الذي وضع له الحزب الحاكم ما يزيد عن (5) مليارات جنيه لميزانية المؤتمر وسط إرهاصات ومخاوف من حدوث صراعات داخل الحزب. 5 مرشحين للرئاسة وبحسب ما رشح من أنباء وبرز إلى السطح فإن خمسة أسماء سيتم الدفع بها في اجتماع شورى الحزب الحاكم المقرر يوم غدٍ الإثنين، وبرزت أسماء كل من الرئيس عمر البشير، والثاني نائبه الأول بكري حسن صالح، وثالث الأسماء مساعد الرئيس ونائب رئيس المؤتمر الوطني البروفيسور إبراهيم غندور، ورابع الأسماء مساعد الرئيس السابق الدكتور نافع علي نافع، وآخر الأسماء هو النائب الأول لرئيس الجمهورية السابق علي عثمان محمد طه، لينتخب ثلاثة من هؤلاء الخمسة للمؤتمر العام للتنافس والانتخاب المباشر من قبل أعضائه، لكن يبدو أن الكثير من القيادات في الحركة الإسلامية السابقة بدأت تشير إلى أن هناك مشكلات دستورية تتعلق بإعادة ترشيح الرئيس عمر البشير، لدورة رئاسية جديدة، الأمر الذي استبعده مساعد الرئيس إبراهيم غندور، الذي قال في وقت سابق إنه "ليس هناك ما يمنع من إعادة ترشيح الرئيس عمر البشير، أو أي شخص آخر، وأن كل من يشكك في دستورية الخطوة فعليه بالذهاب إلى المحكمة الدستورية التي يمكنها البت في القضية. دعوات المؤتمر واستثناء اخوان مصر .. وبدأ حزب المؤتمر الوطني واثقاً من إكمال استعداداته لقيام المؤتمر العام، بتقديم رقاع الدعوة لعدد كبير من الدول العربية والأفريقية والأوروبية التي ستشارك في المؤتمر، التي قال إنها وصلت إلى 48 دولة، بجانب مشاركة أحزاب الداخل، بيد أن دعوات المؤتمر الوطني للقوى السياسية في الداخل بدأت تشكل مشكلات داخل تلك الأحزاب بين مؤيد ومعارض للمشاركة، وبدأت مظاهر التوتر والانقسام في بعض القوى السياسية السودانية في الداخل بمثل ما حدث في حزب الأمة القومي، فقد رفض مجلس التنسيق المشاركة في تلبية الدعوة، لكن نائب رئيس الحزب الفريق صديق إسماعيل، قرر المشاركة باسم حزب الأمة القومي في المؤتمر العام للمؤتمر الوطني، كما اقر حزب المؤتمر الوطني بعدم تقديم الدعوة للاخوان المسلمين في مصر، رغم تقديم الدعوة لعدد من الأحزاب المصرية، وقال إنه لم يتعرض لأي ضغوط كونه لم يدعو اخوان مصر. وكان نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم أ.د. إبراهيم غندور، قد أعلن أن الهيئة القيادية لشورى الحزب ستجتمع يوم الإثنين المقبل لاختيار خمسة قياديين للتنافس على رئاسة الحزب ومرشحه لانتخابات الرئاسة المقررة في شهر أبريل العام المقبل. وترأس رئيس الحزب عمر البشير، اجتماعي المكتب القيادي واللجنة العليا للبناء الحزبي للانتخابات، اللذين انفضا في وقت متأخر من ليل الأربعاء. وقال غندور إنه تم الاطمئنان خلال الاجتماعين على الاستعدادات الجارية لانعقاد المؤتمر الرابع للحزب المقرر في الفترة من 23 إلى 27 الجاري. واعتمد المكتب القيادي وفقاً لغندور عضوية المؤتمر العام المصعدين من مؤتمرات الولايات والمؤتمرات الوظيفية، بجانب أجندة المجلس القيادي وهيئة الشورى، ووقف أيضاً على موقف البناء الحزبي. وقال غندور في تصريحات صحفية إن الاجتماعين وقفا على ترتيبات انعقاد الهيئة القيادية للشورى التي تنعقد الإثنين القادم لترشيح واختيار خمسة من القيادات للتنافس على منصب رئاسة الحزب ومرشحه للرئاسة. وأوضح أن القيادات الخمسة الذين سيتم اختيارهم سيتم الدفع بهم لاجتماع مجلس الشورى القومي المقرر انعقاده في الحادي والعشرين من الشهر الجاري، لينتخب ثلاثة من هؤلاء الخمسة للمؤتمر العام للتنافس والانتخاب المباشر من قبل أعضائه. وقال إن من يحصل على نسبة (50+1) من بين المرشحين الثلاثة سيعتمد رئيساً للحزب ومرشحاً له لانتخابات الرئاسة المقبلة. وأكد غندور أن المؤتمر العام سيشهد مشاركة داخلية وخارجية واسعة، مشيراً إلى تأكيد مشاركة 88 من القيادات الحزبية يمثلون الأحزاب السياسية في 58 دولة.