هل رأي أحدكم بأم عينيه قطاراً يمر علي خط السكة حديد من الخرطوم لوادمدني طيلة 20 عاماً خلت ؟،الإجابة نراها في بيوت السكة حديد ومنشآت محطات القطار علي طول السكة،والتي تهدمت وانهارت بعوامل (الإنقاذ )والزمن. ومع ذلك فإن المصنع الذي ينتج (الفلنكات)الخرصانية،عازم علي تغيير الفلنكات الخشبية علي طول طريق القطار (المختفي)،أضرب الفلنكة الأسمنتية،في سعرها الخرافي،ثم اضرب الناتج في عشرات الآلاف من الفلنكات الجديدة التي ستحل محل القديمة لتحصل علي الملايين التي ستدفعها السكة حديد(الداقسة)للمصنع (المحظوظ). مثل هذه الأشياء يقال لها باللغة العامية شغلك (نضيف)،وهو تعبير لا يحتاج لشرح من قاموس عبد اللطيف . ومن الشغل النضيف أيضاً أن تتعاقد مع أي جهة عندها مؤتمر أو ورشة عمل،لجلب الوجبات الفارهة للمدعوين،حيث الوجبة بالسعر العالي،لأنها ملفوفة بورق القصدير،وموضوعة علي أطباق بيضاء لامعة،ومع الوجبة الهنية،زجاجة مياه نقية،وعلبة حاجة باردة مية في المية . ولا يكتمل الشغل النضيف إلا بتسمم المدعوين علي خلفية الفراخ(الضارب) والباسطة المضروبة،وليس هنالك من تداعيات أخري بعد أن صرفت الفواتير علي داير المليم . ومن عدة الشغل النضيف،الشال الإنقاذي والعباية المزركشة،والعصاية التي تسمي دعوني أعيش،ثم (غرة صلاة)تصنع في سوق (الحرامية)مقابل 20 جنيهاً عداً نقداً،ثم ينطلق(المحتال) بعدة شغله إلي حيث الوزارات والمحليات،ولا يكتمل الشغل النضيف إلا بالرشوات والتسهيلات . لبس أحدهم في زمن ماضي عدة شغله،ودخل بكل يسر إلي مكتب الوالي،وعن طريق اللابتوب،والعرض الثلاثي الأبعاد،استطاع إقناعه بحل مشكلة المواصلات والكباري،عن طريق بناء نفق تحت النهر،ولم نشاهد إلي هذه اللحظة أي (كراكة)،كما لا نعرف ما إذا كان اللص الظريف قد حصل علي أي أموال أو تسهيلات من أي جهة رسمية.ولبست شركة تركية عدة شغلها واستمتعت بالقرض التركي بعد أن حفرت (الصرف الحي)،ودفنته دفن الليل (أب كراعاً برة)،ثم غادرت بلادنا في جنح الظلام،وبقي القرض معلقاً في رقبة وزارة المالية،تدفعه علي داير المليم وبالفوائد كمان. ومن تداعيات هذا الشغل النضيف ما ورد علي لسان إنقاذي مشهور من كلام فهمنا منه أن المؤتمر الوطني وفي سبيل راحة ضيوفه القادمين من (بلاد برة) سيؤجر عربات رئاسية من القصر الجمهوري،حتي لا يتهم باستغلال المال العام،ولم يقل لنا بكم الساعة،وهل الوقود المستخدم خارج الإيجار أم داخله،وهل دخلت (القروش)بأورنيك 15 أم بفواتير مضروبة. عموماً هي ملاحظة نقولها لتذكير المراجع العام الذي سيراجع حسابات القصر الجمهوري وشركته الجديدة (ليموزين عشان خاطر الحلوين). عشان خاطر عيون حلوين واأسفاي،مواكب السدنة متجاورين،وشغلك نضيف يا عبد المعين [email protected]