ربما صال وجال نجم كرة القدم الأرجنتيني كارلوس تيفيز في صفوف يوفنتوس الإيطالي ومن قبله في أندية أخرى ونال تشجيعا حماسيا من الجماهير في معظم الأندية التي لعب لها لكن حنينه للمنتخب الأرجنتيني كان موجودا دائما ولم يفتر على مدار السنوات القليلة الماضية. ولم تكن رغبة تيفيز للعودة إلى صفوف التانجو نابعة من إشباع رغبة في اللعب مع الفريق بقدر ما كانت رغبة في إسعاد جماهير التانجو وسماع هتافاتها نظرا لارتباطه الشديد بجماهير التانجو. وقال تيفيز ، فى تصريحات لوسائل الإعلام في المنطقة المختلطة خلال خروجه من الملعب بعد مباراة المنتخبين الأرجنتيني والكرواتي الودية ، "إنني سعيد للغاية. استمتعت بالفترة التي لعبتها في المباراة". وعاد تيفيز من خلال هذه المباراة إلى موقع محطته الأولى في الاحتراف الاوروبي حيث خاض المباراة أمس الأربعاء على استاد "أبتون بارك" معقل فريق ويستهام الذي شهد بداية مشوار تيفيز للاحتراف في أوروبا. كما شهدت مباراة الأمس ، التي انتهت بفوز المنتخب الأرجنتيني 2/1 ، عودة اللاعب لصفوف المنتخب الأرجنتيني بعد غياب دام ثلاثة أعوام ونصف العام. ورغم غيابه عن صفوف الفريق لأكثر من ألف يوم ، كان تيفيز أكثر من مجرد بطل لهذه المباراة بفضل تعامله مع الكرة. وقال تيفيز "من الرائع أن أحظى بهذا الحب في ويستهام الذي ترك بصمة مهمة في مسيرتي ولكن المهم أن أحاول مساعدة الفريق لتحقيق الفوز". ومنذ الإعلان عن عودة تيفيز لصفوف التانجو خلال هذه المباراة ، رتبت جماهير ويستهام لاستقبال حار للاعب على استاد "أبتون بارك" حيث كان تيفيز أحد أبرز نجوم الفريق قبل سنوات. ولعب تيفيز /30 عاما/ بداية من الدقيقة 16 في الشوط الثاني ونال استقبالا حارا من الجماهير التي احتشدت في المدرجات وبلغ عددها أكثر من 20 ألف مشجع رغم برودة الطقس في العاصمة البريطانية لندن. وسبق لتيفيز أن لعب بجوار مواطنه خافيير ماسكيرانو في صفوف ويستهام بموسم 2006/2007 وأنقذ الفريق من الهبوط لدوري الدرجة الأولى عندما سجل هدف الفوز 1/صفر على مانشستر يونايتد في عقر داره بالمرحلة الأخيرة من المسابقة. وقال تيفيز "أشعر في ويستهام دائما بأنني العب في وطني. لدي ذكريات رائعة وعظيمة هنا". ورغم عدم مشاركته منذ بداية المباراة ، ترك تيفيز بصمة واضحة في المباراة وسنحت له فرصة رائعة قبل 25 دقيقة من نهاية المباراة اثر تمريرة من آنخل دي ماريا ولكن تسديدته ذهبت خارج المرمى. وعندما نزل إلى الملعب في مباراة الأمس ، لعب تيفيز كرأس حربة وتعاون مع زميله ليونيل ميسي حيث سعى خيراردو مارتينو المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني إلى تجربتهما سويا ليتأكد من إجادتهما التعاون سويا بعدما تأكد من عدم وجود مشاكل بينهما خارج المستطيل الأخضر. وعن عودة تيفيز لصفوف التانجو ، قال ميسي "كان متوقعا بالطبع أن ينال كارلوس (تيفيز) هذا الاستقبال الحار والتحية البالغة في ويستهام حيث لعب من قبل ، ولكن المفاجأة كانت في الاستقبال الجيد والتحية الحارة من الجماهير للمنتخب الأرجنتيني أيضا". واتسم أداء تيفيز بالنشاط الملحوظ ووضح حرصه على حجز مكان دائم في المنتخب الأرجنتيني خلال الفترة المقبلة حيث يشهد الفريق حاليا مرحلة جديدة في مسيرته بعد رحيل المدرب أليخاندرو سابيلا عن منصب المدير الفني للفريق عقب كأس العالم 2014 بالبرازيل وتولي مواطنه مارتينو المسؤولية خلفا له. ومع عودة تيفيز للفريق ، اشتعل الصراع بشكل أكبر على شغل مركز رأس الحربة حيث يتنافس تيفيز بهذا مع كل من سيرخيو أجويرو نجم هجوم مانشستر سيتي بطل الدوري الإنجليزي وجونزالو هيجوين هداف نابولي الإيطالي. وبمجرد انتهاء المباراة أمس ، سارع شباب نادي ويستهام إلى حدود الملعب لتحية تيفيز كما شهدت المدرجات هتافا حماسيا له مثلما كانت تحتفل عندما يهز الشباك بقميص ويستهام. وكان آخر ظهور سابق لتيفيز على استاد "آبتون بارك" عندما كان لاعبا في صفوف مانشستر سيتي وتعادل مع ويستهام سلبيا في الدوري الإنجليزي فى تشرين ثان/نوفمبر 2012 . ومع بلوغه الثلاثين من عمره ، وفي ظل غيابه عن صفوف التانجو لهذه الفترة الطويلة بما فيها بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل ، يسعى تيفيز إلى استغلال الفرصة الآن بعدما أعاده مارتينو إلى صفوف الفريق. ولم يقدم تيفيز بالطبع المستوى الذي يقدمه مع فريقه يوفنتوس الإيطالي ولكنه ظهر بشكل طيب يبشر بعودة قوية إلى التشكيلة الأساسية في الفترة المقبلة. وقال تيفيز "أهم شيء كان تحقيق الفوز في المباراة لنحظى بثقة الجماهير" في إشارة إلى أن آخر مباراة سابقة له مع المنتخب الأرجنتيني شهدت خروج الفريق من دور الثمانية لكأس أمم أمريكا الجنوبية (كوباأمريكا) عام 2011 بالأرجنتين بعدما أهدر ركلة ترجيح في نهاية المباراة.