القوى المشاركة في الحوار تتهم السلطات بخرق التفاهمات المنصوص عليها في 'خارطة الطريق' وتحملها مسؤولية تأزم الوضع. ميدل ايست أونلاين للبشير ما يشغله عن مطالب المعارضة الخرطوم حملت القوى السياسية المشاركة في الحوار الوطني السوداني الحكومة مسؤولية تعطيل خطوات الحوار الوطني، كما اتهمت السلطات الرسمية بخرق التفاهمات التي نصت عليها "خارطة الطريق"، القاضية بمنع الإجراءات الاستثنائية وبينها الاعتقالات السياسية. وقال نائب رئيس حركة "الإصلاح الآن" عضو آلية الحوار حسن رزق في مؤتمر صحفي، الاثنين، إن قوى المعارضة تبدي اهتماما أكبر بالحوار مقارنه بالحكومة وحزبها، وأشار الى ان تعطل مشروع الحوار يعود لانشغال المؤتمر الوطني بالتحضير للانتخابات وقبلها انصرافه الى ترتيبات مؤتمره العام. واتهم رزق الحكومة بخرق الاتفاق والالتزام الذي نصت عليه "خارطة طريق" الحوار الوطني، من بينها إتاحة الحريات ومنع الاعتقالات، لافتا الى ان الحكومة اضطرت خلال الفترة الماضية للافراج عن المعتقلين بعد ضغوط مارستها أحزاب الحوار الوطني. ويرى مراقبون للشأن السوداني أن نظام الرئيس عمر حسن البشير يفكر في الحفاظ على كرسي السلطة وتجهيز الخطة المحكمة لضمان استمرارا الحكم ولا يبالي بالقضايا الرئيسية المطروحة لإنهاء الأزمة السياسية في السودان. وكان الرئيس عمر البشير توقع أمام الجمعية العمومية لأحزاب الحوار الوطني خلال نوفمبر/تشرين الثاني انطلاق الحوار بنهاية ذات الشهر. ووقعت أحزاب سودانية معارضة وحركات مسلحة ومنظمات مجتمع مدني، في الثالث من ديسمبر الحالي، اتفاقا في أديس أبابا تحت اسم "نداء السودان" لوقف الحرب وتفكيك دولة الحزب وتحقيق السلام الشامل والتحول الديمقراطي. والتزمت المعارضة بتغيير "الوضع المأزوم" بوسائل النضال المجربة وجددت رفضها لانتخابات 2015 التي قالت إن حزب المؤتمر الوطني الحاكم يعمل على الترتيب لها بمفرده بدون التوافق مع الآخرين. واعتقلت سلطات الأمن في الخرطوم كل من فاروق أبوعيسى، رئيس تحالف قوى لإجماع الوطني المعارض وأمين مكي مدني رئيس تحالف منظمات المجتمع المدني قبل نحو عشرة أيام اثر عودتهم للخرطوم بعد التوقيع على "نداء السودان" مع تحالف الحركات المتمردة، الجبهة الثورية السودانية، وحزب الأمة القومي المعارض. وأشار المسؤول بحركة "الإصلاح الآن" الى ان الحزب الحاكم لم يوفر أي ضمانات للحركات المسلحة والأحزاب الرافضة للانضمام إلى طاولة الحوار، وأعتبر عمليات الصيف الحاسم التي أعلنت عنها الحكومة والقوات المسلحة لا تستطيع انهاء التمرد. وأغضب الاتفاق الموقع الحكومة السودانية واتهم البشير قوى المعارضة المتحالفة مع الجبهة الثورية المتمردة، بالعمالة والارتزاق، ونصح قادتها بعدم العودة للبلاد وملاقاتهم في ميادين القتال بجنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور، وقطع بأن القوات النظامية ستعلن السودان خاليا من التمرد.