قبل أيام نهض نائب في مجلس الولايات مطالبا بترشيح الرئيس البشير لنيل جائزة الحكم الرشيد في افريقيا.. وتلك الجائزة الموسومة بالارفع قيمة بذلها رجل الاعمال السوداني المقيم بلندن محمد ابراهيم ..مستر مو حدد مبلغ خمسة ملايين دولار لكل رئيس أفريقي يصل السلطة عبر الانتخابات ثم يخرج منها نظيف اليد عبر ذات السبيل..بمعنى ان النائب المحترم كان يجهل الشرط الأساسي للجائزة وهو شرط التقاعد عن الحكم ..رغم ذلك وجد اقتراح النائب استحسانا من الحضور ولن يقم أحدهم بتصويبه. على طريقة ذات النائب اجتمع عدد من نواب البرلمان بقيادة حزب المؤتمر الوطني.. الاجتماع المهم لم يكن بغرض مناقشة الخطوط العامة للموازنة الجديدة ..النواب المحترمون احتجوا على ان قواعدهم الانتخابية لم تعيد ترشيحهم مجددا في الانتخابات القادمة..من بعض الدفوعات ان بعض النواب لم يكمل دفع أقساط العربات التي ملكت لهم مؤخراً ..قيادة الحزب وعدت برفع الأمر للمكتب القيادي .. المقترح الجديد المرفوع للمكتب القيادي يقضي بمنح رئيس الجمهورية حق اختيار النواب الجدد..وهو حق مكفول بشكل جزئي في النظام السائد..حيث يتيح نظام الكليات الشورية تقديم ثلاثة أسماء لتختار القيادة واحدا منهم ..حتى هذه الشورى الجزئية هنالك من يتربص بها. امس أجرت الزميلة الغراء المجهر حوارا مع الشيخ الزبير احمد الحسن الأمين العام للحركة الاسلامية ..شيخ الزبير قال' " لابد ان يكون للحركة الاسلامية حزب سياسي كامل الدسم وليس شكليا كريم بالجاتوه"..منطق مرشد الحركة الاسلامية أنهم لا يستطيعوا ان يحكموا هذا البلد كحركة إسلامية ولهذا محتاجون لاستقطاب اخرين من خلال واجهة سياسية..هذا في تقديري إقرار شفاف بالعجز في إنزال مفاهيم الحركة لتصبح واقعا يقبل عليه عامة الناس وعبر ذلك تستطيع الحركة ان تنافس الآخرين من غير تقية سياسية. رغم اعتراف شيخ الزبير ظلت الحركة الاسلامية قابضة على مفاصل السلطة لمدة ربع قرن من الزمان ..خلال هذه المدة الطويلة لم تتمكن الحركة من صناعة حزب سياسي يعبر عن تطلعاتها ..لم يعد المراقبون يفرقون من يمثل الأصل والجزء في معادلة الحركة والحزب..الممارسة السياسية للمؤتمر الوطني تتدحرج الى الأسوأ..الشيخ الترابي عراب المشروع الإسلامي اكد ان تعيين الولاة بدلا عن انتخابهم يمثل ردة سياسية.. الدكتور حسن مكي المفكر الإسلامي تحدث لذات الصحيفة ولكنه كان أكثر جرأة حين ماثل بين حال المؤتمر الوطني اليوم والاتحاد الاشتراكي عشية انتفاضة ابريل المجيدة. في تقديري ان الحزب الحاكم يحتاج لممارسة أكبر قدر من النقد الذاتي..السؤال الاول كيف نافست الحركة الاسلامية من خلال أنظمة ديمقراطية ووصلت عبر التحالفات السياسية للسلطة كما في فترة التعددية الثالثة..هذا يعني ليس هنالك أزمة في التسمية باسم إسلامي بقدر ما الأزمة في الممارسة السياسية غير الرشيدة. بصراحة..لن تنجح الحركة الاسلامية في حجز مكان في مستقبل السودان ان لم توطن نفسها على التداول السلمي للسلطة ..الممارسة الاحتكارية الحالية للسلطة ستنتهي بانتحار سياسي. (التيار). [email protected]