أكد مسؤول القطاع السياسي في حزب "المؤتمر الشعبي" المعارض في السودان الدكتور كمال عمر، مقاطعة حزبه للانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة في السودان، وأرجع ذلك إلى أن المناخ السياسي لا يزال غير مهيأ لاجراء انتخابات نزيهة وشفافة. وأوضح عمر في تصريحات ل "قدس برس"، أن مبدأ مقاطعة "المؤتمر الشعبي"، الذي يتزعمه الزعيم الإسلامي الدكتور حسن الترابي، للانتخابات التشريعية والرئاسية المرتقبة في نيسان (أبريل) المقبل لا يعني أنه جزء من حملة "إرحل" التي رفعها "تحالف قوى الاجماع الوطني". وأعرب عن اعتقاده أن "الانتخابات تحتاج إلى استحقاقات سياسية ودستورية لم تتحقق بعد، فالبلاد تمر بأزمة حريات وأزمة مؤسسات الدولة ومنها مفوضية الانتخابات، وأيضا هناك مؤاخذات كثيرة على قانون الانتخابات، لذلك رأينا أن المناخ غير مهيأ لانتخابات نزيهة وشفافة فقررنا مقاطعتها". وأضاف: "نحن نعتقد أن السودان يحتاج إلى وفاق سياسي وحكومة انتقالية برنامج إصلاحي انتقالي قبل الذهاب إلى الانتخابات". وعما إذا كان "المؤتمر الشعبي" قد أخطأ في مبدأ مشاركته في جلسات الحوار الوطني الذي كان الرئيس عمر البشير قد دعا إليه مطلع العام الماضي، قال عمر: "نحن لم نخطئ الطريق، ولنا مسارنا السياسي المتعلق بالحوار الوطني، على الرغم من المتاعب والمصاعب التي جابهت الحوار والاشكاليات المتعلقة بمؤسسة الاعتقال التي تحتجز عددا من النشطاء، لكننا مع ذلك نعتقد أن الحوار الوطني المطروح الآن هو أنسب الخيارات". وجوابا على سؤال عن سبب عدم التوحد في جبهة واحدة مع تحالف قوى الاجماع الوطني طالما أن الموقف واحد من مقاطعة الانتخابات، قال عمر: "نحن نعارض نداء السودان الذي وقعت عليه قوى الاجماع الوطني، لأننا نعتقد أنه يستدعي الاتدخل الخارجي عبر القرار 456 الذي يطالب بحوار في الخارج بإشراف الولاياتالمتحدةالأمريكية والترويكا، ونحن عندنا تجربة في ذلك ولا نقبل بالحل السياسي الخارجي، ونرفض أن يكون صانع للحل لدينا. نداء السودان يتحدث عن تصفية مؤسسات الدولة بمرجعية الفجر الجديد، ونحن نعتقد أن هذا تكرار لنموذج العراق، لذلك رفضناه"، على حد تعبيره.