بالنسبةِ للزعيم الشيوعي الراحل "محمد إبراهيم نقد" فإنه من الأصوب والأفضل والأوفق استبعاد شعار (إعادة كتابة التاريخ) رغم نبل مقصده؛ من ثم المضي قدماً نحو تكثيف البحث والعطاء، في شتى ميادين تاريخ السودان، لقد كان الروائي حمور زيادة قريباً من تكثيف البحث وبعيداً كل البعد عن السياسة، وذلك في روايته المُعمقة (شوق الدرويش) التي تدور أحداثها إبان فترة الدولة المهدية. (1) حمور هو ابن وحيد لمحامٍ وسياسي قديم، وأم مثقفة مهتمة بالأدب، لذا ومنذ صغره ونشأته الأولى في حواري أم درمان كان عاشقاً للرسم والكتابة، وهكذا إلى أن اتسمت أعماله بسهولة العبارة وإمتاع في السرد والفهم، حيث لا يحسّ القارئ بالغموض، يجيد استخدام كلمات أكثر إمتاعا للقراء ليمضي بطلته الأثيرة في الابداع السوداني، حيث إنها المرة الثانية في تاريخ جائزة البوكر أن يصل الأدب السوداني إلى القائمة القصيرة، بعد وصول الروائي السوداني أمير تاج السر بروايته (صائد اليرقات) في عام 2011م. (2) زيادة كاتب وسارد سوداني من طراز رفيع، ورغم أنه من مواليد العام 1977، فإنه أول كاتب سوداني يفوز بجائزة نجيب محفوظ وأصغر الفائزين بها سناً. استقر حمور بالقاهرة منذ العام 2009، وهناك صدرت له مجموعة قصصية بعنوان (حكايات أم درمانية)، وأعقبها برواية (الكونج) عن دار ميريت للنشر، فحققت نجاحاً ملحوظاً، ثم أتبعها بمجموعة قصصية أخرى، عن الدار نفسها بعنوان (النوم عند قدمي جبل)، وأخيراً صدرت روايته الفائزة بجائزة نجيب محفوظ (شوق الدرويش) عن دار العين للنشر وهي ضمن القائمة القصيرة للروايات المرشّحة لنيل الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر)، في دورتها الثامنة للعام 2015م اليوم التالي