ترى أن المنتجين العرب يركّزون على جمال الممثلة أكثر من موهبتها من أروى الباشا: دمشق«القدس العربي» : أميرة كانت في قصر «سرايا عابدين».. وملكة في الأدوار المركّبة التي أُسندت إليها.. تجد فيها قوّة الأنثى واستقلاليّتها وجرأتها وصراحتها، لا مشكلة لديها أن يأخذ الجمهور عنها فكرة سلبيّة مقابل أن يصدّق ما تقدّمه على الشّاشة، لديها خطوط حمراء في قبولها للدور السّينمائي، وتقول إنّ الحريّة الفنّيّة غير موجودة في لبنان على عكس ما يُشاع.. النّجمة اللبنانيّة كارمن لبّس كانت ضيفة برنامج «بيت الفن» الذي يبث عبر «راديو أورينت».. وكان معها اللقاء التالي: ■ دعينا نبدأ بجديدك.. تشاركين في مسلسل «تشيللو».. ما تفاصيل دورك فيه؟ □ أجسّد دور إمرأة ارستقراطية لديها نفوذ ومركز اجتماعي مهم، وإمكانيات مادية، تحب شخصا يصغرها بالسّن ونراها تريد أن تستحوذ عليه بكل الطّرق، ربّما لن يحبّني الجمهور بهذه الشخصيّة، لأنّها شخصيّة متسلّطة ومغرورة. في أكثر من مسلسل كان آخرها «سنعود بعد قليل» لعبتِ دور السّيدة الثّرية التي تحب شاباً أصغر منها.. لماذا هذا التّكرار؟ ■ كلامك صحيح، ورغم أنّ النمط العام للشخصيّة واحد إلا أنّني أحاول أن ألعبها كل مرّة بطريقة جديدة، وبصراحة أكثر أضطر أحياناً لتجسيد مثل هذه الأدوار، فلا توجد خيارات كثيرة لممثلة في عمري، فأي عمل يُعرض عليّ إمّا أن تكون الشّخصية الأم التي تنتظر أولادها، أو الزّوجة التي يخونها زوجها، أو تلك المرأة القوية المستقلة التي لديها عملها الخاص، وأنا أُفضّل النوع الأخير من الشّخصيات. ولكن الجمهور يكون نظرة سلبيّة عادةّ عن الممثّل الذي يقدّم الشّخصيات المغرورة والسّلبيّة.. ألا تخافين هذه النّظرة؟ □ على العكس تماماً، فأن يصدّق الجمهور الشخصية التي يجسّدها الممثل، فهذا يعني أنّ الدور نجح، وفي السّياق نفسه أريد أن أنوّه لنقطة هامّة وهي أنّ الجمهور العربي يجب أن يعتاد أنّ الشّخصية التي يلعبها الممثل، ليست مطابقة لشخصيته الحقيقية. ■ نلاحظ ميلك للأعمال العربيّة المشتركة مؤخّراً ؟ □ هذا النوع من الأعمال لاقى نجاحاً واسعاً بين الجماهير، وكفنانين يهمّنا الانتشار الأكبر في العالم العربي، وفي النّهاية الدور الجيّد لن يرفضه الممثل، هذه الأعمال تجمع النجوم، وأجد أنّها تطوّرني كممثّلة. ■ وماذا تكشفين عن تطوّرات شخصيّة «العمّة ناظلي» في الجزء الثّاني من «سرايا عابدين»؟ □ دوري في «سرايا عابدين» من الأدوار المحبّبة جدّاً على قلبي، وسأكشف أنّ «العمّة ناظلي» ستتزوج في الجزء الجديد من الطبيب «آرنست» الذي جمعتها به قصّة حب في الجزء الأول، وسيعرض العمل في شهر شباط/فبراير المقبل، وسيكون خارج موسم العرض الرمضاني. ■ إنسحب عدد من الفنانين من هذا العمل بسبب كثرة الانتقادات التي طالته.. ألم تفكّري بالانسحاب؟ □ لم ينسحب النجوم بسبب الإنتقادات، هناك أسباب أخرى وأسباب شخصية لانسحابهم، وبالنّسبة للانتقادات هذا ليس عملاً تاريخياً وتوثيقياً لكي يتّهمونه بأنّه شوّه التّاريخ وإنما «دراما مستوحاة من قصة حقيقية»، بالتّالي يحقّ للكاتب أن يتصرّف بالشخصيات، وأنا لم يكن لدي أي إشكال بالنّسبة للانتقادات، وفي هذا السياق أريد أن أوضح أنّه كان هناك إشكال مع منتجين «سرايا عابدين» بسبب ترتيب اسمي على الشارة، الذي لم يتم وضعه مثلما اتّفقنا عليه. ■ يوصف لبنان بأنّه من أكثر الدول التي تتمتّع بالحرية بالنّسبة للإنتاجات الفنية، إلى أي مدى تلمسين هذه الحريّة؟ □ هذا غير صحيح، في لبنان ممنوع أن نقترب من الدين، في الدراما السوريّة كانت هناك حرية أكبر بكثير من الدراما اللبنانية في هذا السياق، أمّا بالنّسبة لتناول المواضيع الجنسيّة فهي تُطرح أكثر من غيرها في لبنان وفي السينما تحديداً أكثر من التلفزيون، ربّما لأنّ هناك حرية على الصعيد الشخصي في لبنان أكثر من أي دولة عربية أخرى، وبالتّالي الممثلون ليست لديهم مشكلة في لعب هذه الادوار. ■ وماذا عن الحرية السياسيّة في الدراما اللبنانية؟ □ الدراما اللّبنانيّة ليست فيها حرية سياسية على الإطلاق، فنحن لا نستطيع أن نتحدث عن أخطاء حدثت في الحرب، ولا نستطيع أن نتحدث عن «14 آذار»، والفئات السياسيّة المتنازعة، لذا نتّجه دائماً لمواضيع الحب والغرام والخيانة، أي تلك المواضيع البعيدة عن الدين والسياسة. ■ هل أنت مع كسر هذه «التابوهات» في الأعمال الفنيّة؟ □ المشكلة أنّه لدينا حريّة أن نتكلّم عمّا نريد على أي صعيد، ولكن في الوقت نفسه من الممكن أن يتعرّض الإنسان أو الفنّان للقتل في حال عبّر بطريقة لا تُعجب غيره، في لبنان هناك عبثيّة وفوضى لا توجد حريّة، الحرية حريّة الفكر وتقبُّل الآخر كما هو مهما كان رأيه يختلف عنك. ■ لبنان رائد في مجال الغناء.. ولكن لماذا هو غير قادر على المنافسة دراميّاً لحد اللحظة؟ □ في السّتينيات والسبعينيات كانت الدراما اللبنانية والمصرية رائدة، لم تكن الدراما الخليجية موجودة بعد والسورية كانت خفيفة، ولكن نتيجة الحروب التي مرّ بها لبنان أصبح هناك تراجع بالدراما ولم يعد المنتج العربي يثق بشراء الدراما اللبنانية، وأتوقّع أن تستعيد الدراما اللبنانية عافيتها خلال السنوات القليلة المقبلة. ■ تُتّهم الفنانة اللبنانية أنّها تعتمد على جمالها أكثر مما تعتمد على أدائها التمثيلي؟ - في عالم الغناء تعتمد الفنانات على الشكل، ولكن في الدراما الوضع مختلف، وإن أردنا الحديث بصراحة اكثر فالتّركيز على جمال الممثّلة وشكلها ليس فقط في الدراما اللبنانيّة، فهناك نساء جميلات في الدراما السورية والمصرية أيضاً، المنتجون باتوا اليوم يركّزون على الشّكل الخارجي والإطلالة الملفتة ويطلبون الممثّلة التي تتمتّع بهذه المواصفات.. ■ هل لديكِ مشاريع جديدة على صعيد السّينما؟ □ حالياً لا توجد لدي مشاريع جديدة، منذ زمن لم يأتني دور يستفزني لأقدّمه، ورغم أنّي اشتاق للسينما كثيراً، ولكني اختار أدواري فيها بعناية، وموضوع قبولي للأدوار المعروضة علي فيها خط أحمر، ولا اتنازل ابداً، فأنا لا أقبل بأي دور، يجب أن يكون الفيلم جيّدا على جميع الأصعدة لأوافق على المشاركة فيه. ■ وماذا عن أعمال السير الذاتية للمشاهير.. هل من شخصيّة معيّنة تتمنّين تجسيدها؟ □ رغم أنّني أحب أعمال السّير الذاتية، لدي هاجس بتجسيد شخصيّة معيّنة، لأنّي إذا لحقت هذا الموضوع فلن يعجبني أي دور، وسأصبح رهينة انتظاره. ■ هل يزعجكِ سؤالك الدّائم في أغلب لقاءاتك عن العلاقة السّابقة التي جمعتك بزياد الرحباني؟ □ تكلّمت عن هذا الموضوع كثيراً، ولا أُفضّل أن أتحدّث عنه مجدّداً في لقاءاتي المقبلة.. ■ كلمة أخيرة .. □ أتمنّى أن تنتهي الحروب في العالم العربي، وأن «نكبّر عقلنا» وألا يكون اختلافنا سبباً لخلافنا وأن نتقبّل الآخر. من أروى الباشا: