التحية لنساء بلادى فى ذكرى 8 مارس ، عيد المرأة العالمى ، وهن يناضلن ، بلا هوادة او تراخى ، من اجل مستقبل افضل لبلادنا ومن اجل حياة انسانية. وتحية خاصة لنساء جبال النوبة وجنوب النيل الازرق وهن يتعرضن وباستمرار لهجمات طيران النظام ويهربن من منازلهن ليعشن فى الكراكير فى الجبال ، وتحية خاصة لنساء دارفور اللاتى تحملن ما يفوق طاقة البشر خلال العشرة سنوات الاخيرة وتعرضن لكل جرئم الحرب ، وتحية لكل النساء فى كافة ارجاء بلادى وهن ينحتن الصخر باصابعهن من اجل لقمة العيش فى ظل ازمة اقتصادية طاحنة وغلاء لا يطاق، وهن يقاومن الحملات الفاشية المتسترة بالدين والرامية لاذلالهن وتركيعهن لمجرد انهن نساء . وتحية اخص للاستاذة فاطمة احمد ابراهيم الرمز الشامخ للمراة السودانية. وننشر لها بهذه المناسبة الجليلة الرسالة الشجاعة التى ارسلتها الى جعفر نميرى ، فى قمة تسلطه وعطشه للدماء بعد مجازر يوليو 1971، دفاعا مجيدا عن زوجها القائد النقابى الشفيع احمد الشيخ. الى جعفر محمد نميرى لقد وصلنا مندوبكم لاستلام وسام النيلين ، وهاهو الوسام مردود اليكم. ولم اشعر براحة فى حياتى مثلما شعرت بها الان. اذ ان تجريد الشفيع منه منحه فرصة اختتام حياته بما يتناسب مع الطريق الذى اختطه لنفسه... فرصة تتناسب مع تاريخه النظيف وكفاحه الصلب الغيور وتضحياته العظيمة من اجل شعبه عامة والطبقة العاملة خاصة، ويكفيه فخرا ورفاقه انهم من الرواد الذين تسلموا من على عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ راية الكفاح من اجل الاستقلال وبينوا للشعب حقيقة الاستقلال بمحتواه السليم التقدمى وتعرضوا من اجل ذلك للاعدام والسجن والمطاردة. يكفيه فخرا انه ورفاقه الرواد الاوائل الذبن رفعوا شعار الاشتراكية الاصيلة وناضلوا من اجل توعية الشعب والدفاع عن مصالحه. ونظموا الطبقة العاملة والفئات الشعبية فى منظمات ديمقراطية كان لها الفضل الاول فى تثبيت اركان الحكم الذى تتمتعون به. وتعرضوا فى سبيل ذلك لكل انواع الاضطهاد وقدموا اعظم التضحيات. سيكفيه فخرا انه من قادة الطبقة العاملة ، وابنا بارا عرفه الشعب مناضلا جسورا وقائدا متواضعا لم تدفعه الاغراءات بكرسى الوزارة ، ولم يخفه السجن والاضطهاد للتخلى عن مصالح الطبقة العاملة. وهكذا عرفه الشعب وعرفته الطبقة العاملة ولم يعرفوه فجاة حاكما مستبدا مغرورا. ان الاجل بيد الله. ويوم الانسان لا يتقدم او يتاخر. وقد كان من الممكن ان يموت الشفيع فى نفس التاريخ بالحمى او بسكتة قلبية على سريره. ولكنه، وبحمد الله ، مات ميتة يغبطه عليها المؤمنون بالله وبشعبهم. ميتة جعلتكم فى وضع لا تحسدون عليه. مات مظلوما وشهيدا. مات ميتة ابطال. وقابل الموت بشجاعة المناضلين المؤمنين بالله وبشعبهم: اذ ظل يهتف بحياة شعبه وكفاح الطبقة العاملة وادى الشهادة وهو محتفظ بكامل وعيه وثباته. وزيادة على ذلك فقد هز موته العالم كله. وتردد اسمه بالتمجيد فى كل اذاعة وصحيفة ، واحتجت على قتله وسخطت عليكم حتى الصحف اليمينية فى العالم الغربى. واعترفت وسجلت تاريخ نضاله الابيض الخالد. وحتى بعد موته ظل العالم يطالبكم بنشر تفاصيل ووثائق اغتياله سرا وفى ساعات ، وعدم علانية المحاكمة، وسرعتها ، ورفضكم لطلب المنظمات العالمية بتسليم ونشر وثائق محاكمته. رفضكم فى حد ذاته ادانة واضحة لكم لا يمكن ان تخفيها مبررات او محاولات للتزوير بعد ذلك. لقد كنا فقط نطالب ونتوقع محاكمة عادلة علي الاقل فى المستوى الذى تمتع به اشتاينر عميل الاستعمار. وطبعا اذا كنا نعرف سلفا دوافع قتلهم ، والجهة التى خططت له ، لا يمكن ان نطمح فى المعاملة التى عاملتم بها من حمل السلاح فى وجه وحدات الجيش وثبت ذلك بالدليل القاطع ، والذين لم يقدموا للمحاكمة حتى الان ، رغم مضى على ذلك اكثر من عام. هذ ، وانا ارد لك الوسام الذى منحتونى اياه. لانه ما شرفنى فى يوم من الايام ولن يشرفنى. ورده يعبر عن شكرى على منحكم الشفيع فرصة موت شريفة وخالدة واثبات لبطولته. ويعبر ، عن اشمئزازى من ارتكاب افظع جريمة قتل فى القرن العشرين. جريمة قتل الابرياء الشرفاء باسم الثورة والتقدم والاشتراكية ويعبر عن ايمانى واقتناعى التام بحتمية انتصار الثور ة السودانية الحقيقية بعد ان صمدت واكتسبت خصوبة بدماء اعز واشرف ابنائها. والسلام على من اتبع الهدى وعاش كفاح الشعب السودانى والنصر والعزة للطبقة العاملة والمجد والخلود لشهدائنا الابطال فاطمة احمد ابراهيم زوجة البطل الشهيد الشفيع احمد الشيخ ورفيقة دربه وحاملة الراية من بعده