المخرج عادل حسن الياس اسم لمع في مجال الاخراج التلفزيوني وخير دليل على ذلك بصمته المميزة خلف العديد من البرامج الناجحة في قناة النيل الازرق منها على سبيل المثال برنامج «مراجعات ، مساء جديد ، غير حياتك ، إيقاع المدينة ، البصمة الزرقاء ، مداد من ذهب ، عالم كورة ، سهران يا نيل ،نجوم الغد ، بيدك تسعدهم مال وأعمال»، من أول البرامج التي قام باخراجها «موهبتي» الى جانب اسهاماته في تغطية الايام المفتوحة و الاحتفالات الجماهيرية ..كانت له اسهامات في تقديم برامج ومسرحيات الأطفال بالاذاعة والتلفزيون منها «جنة الاطفال ، دكان ود البصير ،مجلة البستان» نال جائزة مهرجان القاهرة للإعلام العربي للعام 2008م عن فيلمه الوثائقي «أحلام صغيرة كبيرة» ويشارك حاليا بمهرجان الجزيرة 2011م بفيلم «النخلة و الابنوس الوثائقي» . جلسنا اليه في حوار تطرق الى العديد من القضايا و المحاور الخاصة بالانتقادات وحول ما يثار عن برنامج نجوم الغد من نواحي فنية ... ً٭ الى اي مدى تسهم أراء المشاهدين و الصحافة في تطوير الرؤية الاخراجية لديك ؟ - لابد من اتاحة مساحة لابداء الاراء و النقد و الاستفادة منها سواء من قبل المشاهدين او من أهل الصحافة ، ومن المهم جدا الاستماع الى الأراء التي تكونت حول منتوج قدم للمشاهد، ولابد كذلك من الاهتمام برأي «الصحفيين» لتسهم في تصحيح مسارك وتعمل على تفادي الاخطاء ، وحقيقة استفدت كثيرا من الاراء الصحفية وتقبلتها بصدر رحب الايجابية منها و السلبية ، وكثيرا ما يجهل المنتقد الجهد و المعاناة في انتاج مادة تلفزيونية لذا احيانا نحس بالاجحاف في بعض الاراء . ٭ المحسنات الصوتية من خلف الكواليس في برنامج «نجوم الغد» اسهمت في ابراز اصوات غنائية ضعيفة للساحة الفنية ؟ - الاستديو لا يقوم باضافة أي محسنات صوتية وما يتم في الاستديو يتم في اي حفل عادي ، ولكن ما نقوم به هو منتجة الاخطاء التي تحدث باعتبار انه برنامج مسجل وتكون الاحترافية هنا في كيفية تدارك الاخطاء ، اضف الى هذا ان اعضاء نجوم الغد في الاساس ليسوا محترفين لمجال الغناء، ومن الطبيعي جدا ان تصدر عنهم اخطاء في تأدية اي عمل غنائي ولا اعتبر ذلك بمثابة حادثة ، ونحن نسعى دائما كفريق برنامج لاخراجه في احسن ما يكون . ٭ ماهو ردك على الرأي القائل بأن نجوم الغد برنامج لا يعمل وفقا للمؤسسية ولا يهتم بمصير مبدعيه الذين تخرجوا فيه ؟ - نجوم الغد برنامج كغيره من البرامج الغرض منه ليس رعاية وصناعة النجوم ، فهو برنامج للمواهب يفتح باب التنافس امام العديد من المواهبى التي تخضع لاختبارات و تقييم لجنة التحكيم ، ومن ثم لابد لهذه المواهب ان تبرز جدها وجهدها ورغبتها في الاستمرار في طريق فتح امامها ، هنالك العديد من النماذج التي خرجها البرنامج واستطاعت ان تشق طريقها باحترافية ، واحب ان اضيف ان أسرة البرنامج لا تتخلى عنهم بالكامل بل تمدهم ببعض الارشادات و النصائح . ٭ هل توافق الرأي القائل بأن استمرارية لجنة التحكيم وعدم تجديدها اسهمت في تحجير فكرة البرنامج وتحجيرها ؟ - هذا رأي غير صحيح ، تغير أعضاء لجنة تحكيم البرنامج أكثر من مرة ، وكانت تضم من قبل «آمال النور ، الصافي مهدي ، حواء المنصوري ، انور عبد الرحمن ،حمد الريح ، مهدي محمد سعيد» ، وحاليا تضم د. الدرديري المختص في مجال الموسيقى و د. محمد سيف و الاعلامي الرائد الاستاذ محمد سليمان ، فلجنة تحكيم البرنامج متجددة و المتابع للبرنامج يلحظ ذلك واسهمت بأرائها في تطوير فكرة البرنامج وصقلت المواهب التي ضمها البرنامج الى حد كبير. ٭ قواعد اساسية تتبعها في اخراج البرامج الجماهيرية المباشرة ؟ - لكل برنامج طبيعته الخاصة به وشكله الخاص وقالب مغاير عن الاخر في التقديم ، حتى في مجال المنوعات وفكرة البرنامج وأدواته تحدد طريقة وكيفية تنفيذ الفكرة ومفاتيح ادوات العمل ومن هذا المنطلق من الممكن القول ان لكل برنامج قاعدة مختلفة ، وقواعد اخراج البرامج المباشرة لا تختلف كثيرا عن اخراج البرامج المسجلة ، ففي العمل المباشر يكون تركيز فريق العمل عاليا جدا سعيا لتفادي أي خطأ . ٭ نلحظ انك قمت باخراج برامج سياسية ، رياضية ، بالاضافة الى المنوعات .. حدثنا عن اهمية تخصصية المخرج وحول اسباب غيابها في القنوات المحلية ؟ - بالتاكيد وسائل الاعلام و القنوات الفضائية بالخارج تؤمن بالتخصصية وتعمل بها ، ولكن نحن في قناة النيل الازرق نختلف قليلاً ..فكرة البرامج الأولى لم تضم هذا الكم من البرامج الموجود الان ،ولم يكن المناط بها انتاج هذه البرامج ، حيث اعتمدت في انطلاقاتها الاولى على مواد من مكتبة التلفزيون ، افلام و ثائقية ، ولكن بروح أسرة القناة تم تطويرها وتوسعت فكرتها ونمت ، احيانا قد يكون السبب الاساسي في عدم التخصصية في كثير من القنوات الفضائية هو عدم توفر الكوادر العاملة . ٭ عدت مؤخرا من مدينة أديس أبابا .. حدثنا عن رحلتك وسبب الزيارة؟ - ذهبت الى أديس أبابا لتغطية احتفال السفارة السودانية بوداع الملحق العكسي بالسفارة الأستاذ مبارك زروق، وشارك في الحفل كل من الفنان نادر خضر ، شريف الفحيل ، ابوبكر سيد أحمد ،فرقة البالمبو ، وجمهور النيل الازرق على موعد ببث تغطية مميزة لهذا الحدث من تقديم سهام عمر و من إخراجي . ٭ كثيرا ما نتابع الآراء الايجابية عن برنامج سهران يا نيل برأيك ماهو الذي يميزه عن بقية البرامج ؟ - بالتأكيد مقدم البرنامج سعد الدين حسن شخصية إعلامية مميزة ، ويعتبر إضافة للبرنامج ، من خلال خبرته و مثابرته في تقديم المميز وطريقته التي يتميز بها لاسيما ثقافته العالية و التلقائية والتعامل معه كمذيع مريح جدا ، أضف الى ذلك طبيعة برنامج «سهران يا نيل» الذي يتناول مواضيع صعبة ويطرحها بشكل مرن رغم صعوبتها وتقدم بشكل خفيف ، واعتقد أن البرنامج أصبح قريبا جدا من قضايا الناس. ٭ ماهي الصعوبات و العقبات التي تقف في طريق تطوير الإخراج التلفزيوني في السودان ؟ - أعتقد ان عدم التخصصية في مجال الاخراج التلفزيوني اكبر عقبة تعترض تطوير مجال الإخراج التلفزيوني ، وتركيز المخرج علي لون معين من ألوان البرامج يجعله يطور نفسه ، ولكن المخرجين أصبحوا مثقلين بخارطة برامجية كاملة دون مراعاة أهمية التخصصية وهو غالبا ما يكون لأسباب مالية . ٭ في ظل زحمة الفضاء بالعديد من القنوات ماهي الآلية التي تتبعونها في جذب المشاهدين لبرامج قناة النيل الأزرق؟ - من اهم عوامل نجاح قناة النيل الازرق وتميزها هو روح فريق العمل الواحد التي يتمتع بها العاملون بالقناة ،والذين يساهمون جميعا يدا بيد لانجاح أي فكرة برامجية جديدة ، حرصا على الاخراج المميز لأي برنامج ، لاسيما الحرية والشفافية لتطوير الأداء ، وقناة النيل الأزرق الآن أصبحت تشارك الناس في جميع الاحتفالات الشعبية و الرسمية . ٭ المخرجون السودانيون لم يوجدوا قاعدة جماهيرية بالخارج ولم يخلقوا بصمة تميزهم عن غيرهم ؟ - هذا غير صحيح ..هناك العديد من الأسماء التي لها إسهاماتها في نيل كثير من جوائز المهرجانات الخارجية خلال ال 15عاما الماضية وأحرزوا العديد من الجوائز في المنافسات العالمية و العربية كمهرجان «القاهرة ، الجزيرة ، تونس»، والمشكلة هي عدم الاحتفاء بهذه الإنجازات ، ونحن كسودانيين لدينا مشكلة ثقة في الكوادر المحلية على الرغم من تميزها ونجاحها ، من ابرز التجارب الإخراجية «سعيد حامد ، مجدي عوض صديق ، سيف الدين حسن ، كباشي العوض ، أديب أحمد ، عاطف كامل ، النور الكارس وجدي كامل» ،وتطور عدم الاهتمام بتطوير الكوادر الداخلية بشراء دراما خارجية في الوقت الذي كنا نقدم فيه دراما على الهواء مباشرة منذ انطلاقة التلفزيون في الستينات.