حين يدخل فلويد مايويذر جونيور وماني باكياو إلى الحلبة السبت ستعلو التوقعات بصورة غير مسبوقة حتى وإن وصف النزال المرتقب بالفعل بأنه "موقعة القرن." فأكثر مواجهات الملاكمة ثراء سيمنح كلا من الملاكمين ملايين الدولارات وسيحطم الأرقام القياسية للمشاهدة التلفزيونية مدفوعة الأجر بينما تعذر على الغالبية الساحقة الحصول على التذاكر باهظة الثمن للمباراة المقررة في قاعة "إم.جي.إم" جراند والتي لا يقدر عليها إلا الأغنياء والمشاهير بعدما ناهز ثمنها ما يدفع نظير حضور المباراة النهائية لدوري كرة القدم الأمريكية. وهناك حزام ينتظر الفائز تزينه ثلاثة آلاف قطعة زمرد بالإضافة للقب أسطوري لأفضل ملاكم أوزان في العالم لكن الأكثر أهمية في هذا النزال هو أنه سيسطر إرثا للملاكمة بعدما ارتهن به مستقبل الرياضة كلها. واحتاج الترتيب لهذا النزال خمس سنوات وبالتالي فإن كل عناصر الإثارة والتشويق حاضرة لتزيد من سخونة المواجهة المرتقبة في وزن الوسط وتجعل منه لحظة رياضية لا تنسى. أو قد يفشل كل شيء وتتلقى الملاكمة ضربة وهي العائدة مؤخرا فقط لسابق مجدها. وقال أوسكار دي لا هويا أحد الملاكمين القلائل الذين واجهوا كلا من مايويذر وباكياو متحدثا لرويترز "هذا النزال كان مثار الحديث لفترة طويلة والتوقعات عالية لذا فإن الناس تتطلع إليه حقا ومستعدة لدفع أي ثمن لمشاهدته. "لو لم يحقق هذا النزال المنتظر منه فقد يؤثر هذا على اللعبة بأكملها لكنه لو خرج نزالا مثيرا، النزال الذي يريد الناس رؤيته، فقد يدفع بالملاكمة إلى آفاق جديدة." ومع وصول أسعار التذاكر لتبلغ قيمة بعضها مئة ألف دولار للمقاعد الملاصقة للحلبة ومع توقعات بمشاهدة ثلاثة ملايين شخص للمباراة مقابل مئة دولار لكل اشتراك فإن المتوقع أن يقدم مايويذر الذي لم يخسر مطلقا من قبل ومنافسه الفلبيني باكياو صاحب 57 انتصارا بينها 38 بالضربة القاضية نزالا مبهرا يليق بهذا السعر المرتفع. وسيسجل هذا النزال كأحد المواجهات التاريخية. فمايويذر باعتباره أحد أبرز الملاكمين ذوي الأداء الدفاعي على مر العصور يملك ذكاء خارقا في الحلبة سمح له بالنجاة من الهزائم لعشرين عاما تقريبا بطريقته القائمة على تجنب الخطر. وعلى النقيض فإن باكياو ينتهج أداء هجوميا بالكامل فهو قوي الضربات وقادر على تسديد لكمات قاضية قد تلحق بماويذر أول هزيمة في مسيرته الاحترافية. وبينما يعتبر النزال الأكثر إثارة منذ عقود فإنه بالنسبة لمعظم خبراء الملاكمة يأتي متأخرا بخمس سنوات ويزيد بعدما تجاوز كل من الملاكمين الاثنين أفضل مراحل مسيرته. فربما لم يعد الأمريكي مايويذر وعمره الآن 38 عاما بالسرعة التي تميز بها في الماضي كما تثير تساؤلات حول قوة باكياو البالغ من العمر 36 عاما وهو الذي لم يحقق أي انتصار بالقاضية منذ 2009. وقال دي لا هويا "العناصر المطلوبة متوفرة والسبب الوحيد هو باكياو. نعرف ما الذي سيقوم به مايويذر، فلقد رأيناه من قبل لكن الشخص الوحيد القادر على جعل هذا النزال مثيرا هو باكياو. "أسلوبه قوي وسيكون هو الطرف الضاغط في المباراة، كل شيء يتوقف على باكياو." وسيخوض مايويذر النزال في قاعة "إم.جي.إم" للمرة الحادية عشرة لكن باكياو سيحظى بوقوف أمة كاملة وراءه. فهو سياسي وصاحب أعمال خيرية ومطرب وبطل أفلام حركة، بطل قومي حقيقي لبلده الفلبين حيث وضعت صورته على طابع بريدي وفي ألعاب الفيديو. وقصته من الفقر إلى المجد في شوارع مانيلا ملهمة وهي مصدر تحفيز يستمد منه باكياو القوة دائما. وقال باكياو الفائز بثمانية ألقاب عالمية "لا يمكنني تخيل كيف لصبي كان يتضور جوعا وينام في الشارع أن يصل لما وصلت إليه الآن. "بداخلي شعور جيد جيال النزال." ويقول باكياو "هذا نزال بين ملاكم في القمة، وآخر في القمة، نريد أن نقدم لكم أيها المشاهدين منتهى الإثارة." وأضاف "لا نعرف كيف سيسير هذا النزال، لكن ثقتي كاملة في مهاراتي وأعتقد أني سأخرج منتصرا."
