جفاف العين وفصل الربيع يعاني كثير من الناس من جفاف العين على مدار السنة، وتزداد نسبة المعاناة في أوقات محددة مثل شهر أبريل (نيسان) ومايو (أيار) من كل عام. ومعظم هؤلاء المرضى يهملون اتخاذ الاحتياطات الوقائية التي ينصح بها الأطباء لمنع الإصابة أو للتخفيف من وطأتها. جفاف العين (Dry Eye) هو مرض شائع تتركز أعراضه في الشعور بالألم في العينين ويصفه المريض بعدم الارتياح وحرقة العين والجفاف وضبابية الرؤية وهو يؤثر سلبا على نوعية الحياة والإنتاج. وتشير الإحصاءات إلى أن ما يقرب من 1 من كل 6 أشخاص من الأميركيين يعاني من هذه الحالة. ومن أهم العوامل البيئية التي تؤدي لجفاف العين تلوث الهواء إلى جانب تغيرات الطقس والتقلبات الجوية، وهو ما تم إثباته من خلال مراجعة البيانات المسجلة في السجل الوطني الأميركي وقاعدة البيانات في المركز الوطني للبيئة والإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء، حيث تم التأكيد على أن هذين العاملين هما من أكثر عوامل الخطر والتأثير للإصابة بجفاف العين. وقد أشارت نتائج دراسة أميركية حديثة، نشرت في العدد الأخير من مجلة «طب العيون Ophthalmology» إلى وجود علاقة مباشرة بين توقيت فصول السنة وانتشار غبار الطلع من جانب، وحالة جفاف العين من جانب آخر، وأن تشخيص جفاف العين هو أكثر شيوعا خلال فترة الذروة لمسببات الحساسية وحبوب اللقاح. وعليه، ينظر الباحثون من المتخصصين في طب وجراحة العيون إلى أن جفاف العين وغبار الطلع هما مشكلة طبية منفصلة تختص بحساسية العين. وحلل علماء من جامعة ميامي (فلوريدا) 3.4 مليون زائر لعيادات العيون بين عامي 2006 و2011. وخلال تلك السنوات الخمس، شخص الأطباء ما يقرب من 607 آلاف حالة من حالات جفاف العين، وبالتحليل الدقيق للبيانات اتضحت العلاقة بين جفاف العين والتغيرات الموسمية، حيث وقعت معظم الحالات في فصل الربيع، وشكلت ما يقرب من 18.5 في المائة من المرضى الذين كانوا يعانون من جفاف العين. كان شهر أبريل هو وقت الذروة لحدوث هذه الحالة، حيث ارتفعت نسبة الإصابة إلى 20.9 في المائة. ووفقا لمؤشر الحساسية، فهذا الشهر هو أيضا الشهر الذي يشهد أعلى نسبة إصابة بحالات الحساسية بشكل عام. وظهر أيضا من نتائج تحليل البيانات أن ثاني أعلى موسم لتسجيل عدد حالات جفاف العين هو فصل الشتاء، ربما بسبب الهواء الجاف الناتج عن التدفئة في المباني. أما عن الفصل الذي سجل فيه أقل عدد (15.3 في المائة) من حالات جفاف العين فكان هو فصل الصيف. وبناء عليه، ننصح الأشخاص الذين يعانون بالفعل من جفاف العين بالاستفادة من هذه النتائج وضرورة أخذ التدابير الوقائية من حساسية فصل الربيع، مثل ارتداء نظارات واقية واستخدام مرشحات الهواء في الأماكن المغلقة، كما يمكن استخدام قطرات العين المضادة للحساسية وقطرات الدموع الاصطناعية بعد استشارة الطبيب. القهوة وسرطان الثدي توافينا مراكز الأبحاث باستمرار باكتشافات متواصلة حول ما تحتويه مأكولاتنا اليومية من مكونات تساعد في الوقاية من بعض الأمراض الخطيرة مثل الأورام السرطانية. ومثال ذلك ما سبق أن أكدته دراسات سابقة من أن تناول القهوة يلعب دورا في الوقاية من الإصابة بسرطان الثدي. وتؤكد نتائج دراسة سويدية حديثة، نشرت في «دورية أبحاث السرطان السريرية Clinical Cancer Research»، أن القهوة تقلل أيضا من احتمال عودة سرطان الثدي في النساء اللائي أصبن بالمرض وخضعن للمعالجة بعقار تاموكسيفين tamoxifen. وقد حلل علماء من جامعة لوند University of Lund بيانات المتابعة لعدد 1090 مريضة بسرطان الثدي في دراسة أجريت قبل عامين، وجد فيها أن 500 امرأة قد عولجت بعقار تاموكسيفين. وأظهرت التحليلات أن من هؤلاء النساء من تعودن على شرب، على الأقل، عدد 2 كوب من القهوة يوميا وانخفض لديهن خطر عودة سرطان الثدي بعد العلاج إلى النصف، مقارنة بالنساء اللائي يتناولن كوبا واحدا فقط أو أنهن لا يشربن القهوة على الإطلاق. وأظهرت التحاليل أيضا أن اللاتي تعودن شرب القهوة يوما وأصبن بسرطان الثدي، كان الورم أصغر حجما وأقل ارتباطا بالهرمونات. لقد كان الفرق واضحا بالفعل في وقت التشخيص حسب إفادة الأطباء المعالجين. وأظهرت نتائج تقارير الفحص النسيجي الهيستوباثولوجي لخلايا سرطان الثدي تجاه تأثيرات كل من الكافيين caffeine وحمض الكافيين caffeic acid، أن انقسام الخلايا الخبيثة قد انخفض وموت الخلايا قد زاد خصوصا مع تركيبة عقار تاموكسيفين. وباختصار، تبين هذه الدراسة الآثار المثبطة لمادتي الكافيين وحمض الكافيين على نمو خلايا سرطان الثدي. وتتفق هذه النتائج مع التقارير الوبائية السابقة مما يدل على الدور الوقائي لمكونات القهوة على خطر تطور سرطان الثدي. وتعزز نتائج هذه الدراسة الفهم العام للعوامل الموجودة في غذائنا اليومي، مثل مكونات القهوة، وتأثيراتها الوقائية ضد نمو الخلايا السرطانية. وأكد فريق الدراسة أن المريضات يجب عليهن عدم إهمال العلاج أو تركه أو رفضه تحت أي ظرف من الظروف، ونصحوا كل من تخضع للعلاج بعقار تاموكسيفين لسرطان الثدي أن تستهلك مزيدا من القهوة لما لها من مزايا إيجابية. استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي مستشفى الملك فهد بجدة [email protected] الشرق الاوسط