تخلف الضغوط النفسية أضرارا كثيرة على صحة الأسنان وتسبب العديد من الأمراض والظواهر التي يلجأ إليها الجسد لتفريغ الشحنة السلبية بشكل لاإرادي، وهو ما ينسحب على مرض طحن الأسنان اللاإرادي الذي يعتبره العلماء تنفيسا لا شعوريا للتوتر. العرب طحن الأسنان يشتد خلال النوم القاهرة- يعرف الأطباء ظاهرة طحن الأسنان اللاإرادية بأنها نشاط عصبي عضلي لا شعوري، يصيب الأشخاص نتيجة ضغوط نفسية ويؤدي إلى احتكاك الأسنان، لا سيما أثناء النوم. ويقدر المصابون به حول العالم بنسبة 80 إلى 90 بالمئة ولكن بصورة متقطعة، بينما تقدر نسبة الإصابة به بصورة متكررة من 5 إلى 8 بالمئة. ويقول استشاري جراحة وزراعة الأسنان بالقاهرة، الدكتور محمد عبدالرحمن، إن طحن الأسنان اللاإرادي أو صريرها أثناء النوم هو مرض لا علاقة له بألم في الأسنان، ولكنه يتسبب في إصابتها بالأذى. ويخطئ الكثير من الأطباء في تشخيص ذلك المرض، حيث يتم وصفه على أنه التهاب في الفكين نتيجة مشاكل بالأعصاب ويتم وصف مرخيات للعضلات، وهو ما يتسبب في أضرار أكثر ليس على الأسنان فقط، ولكن على عضلات الجسم بصورة عامة. وأشار عبدالرحمن إلى أن علاج تلك الأعراض يعتمد على التخلص من التوتر العصبي والذهني، ولا يحتاج إلى جلسات علاجية أو أدوية، ولكن يتم وصف غطاء للفك السفلي يكون سمكه من 2 إلى 4 ملي، لمنع احتكاك الأسنان. ويمكن التخلص منه بعد ذلك حينما يتلف واستبداله بآخر، حيث أنه سيلعب دور الأسنان، وهو ما يحميها فيما بعد من أي أذى كحل مؤقت لعلاج تلك الحالة. ولفت إلى أنه من خلال متابعته فإن أغلب المرضى الذين يشكون من طحن الأسنان اللاإرادي من الرجال بمصر، على عكس بعض الدول التي تتفوق فيها النساء على الرجال بهذا المرض الناتج عن التوتر العصبي. وأضاف أن الأعمار الأكثر عرضة لهذا المرض هم الشباب، بداية من سن العشرين عاما وحتى الخامسة والثلاثين، وهو نتيجة طبيعية للضغوط التي يحاول البعض تفريغها والتخلص منها بصورة غير مباشرة. وأكد على أن الانتهاء من استخدام غطاء الفك يعتمد على توقف الاضطرابات النفسية. 14 إلى 20 بالمئة هي نسبة الأطفال المصابين بطحن الأسنان اللاإرادي، ويستمر المرض مع 35 بالمئة منهم لمرحلة الشباب وحسب دراسات علمية طبية، فإن من 14 إلى 20 بالمئة من الأطفال يصابون بهذا المرض، فيما يستمر مع 35 بالمئة منهم لمرحلة الشباب، ومن الممكن أن يكون للوراثة دور في تلك المشكلة أيضا. ويمكن للطبيب أن يلجأ للعلاج السلوكي وذلك عن طريق تدريب المريض على تغيير عاداته كأن يطبق شفتيه دون أن تلامس أسنانه العليا والسفلى بعضها البعض وذلك عن طريق ملامسة طرف اللسان لسقف الفم. ويساعد ذلك في منع الأسنان من الاحتكاك ببعضها البعض. وفي حالة مواجهة صعوبة في ذلك عن طريق تغيير السلوكيات، فمن الممكن للطبيب أن يستعين بجهاز تنبيه يقوم بتسجيل ردود فعل الجسم اللاإرادية لمؤثرات كالضغط النفسي وتنبيه المريض لها، مما يساعده في تغيير رد فعله وبذلك يتخلص من الجز على أسنانه. في كثير من الأحيان يلاحظ أن الشخص المصاب بعادة صرير الأسنان أثناء النوم لا يدرك حدوث الصرير ومع الوقت يشعر بآلام عند تناول المأكولات والمشروبات الباردة والساخنة والحلويات والحوامض، كذلك يشعر بالصداع والوجع في المفصل الصدغي وخاصة عند الاستيقاظ في الصباح الباكر. وهذا الاضطراب يصيب كلا الجنسين وتزداد عند صغار السن وتقل عند المتقدمين في العمر. ونتيجة لأن المصاب لا يدرك حدوث صرير بأسنانه فإن المشكلة قد تستمر لفترة دون أن يتم اكتشافها. وجدير بالذكر أن احتكاك الأسنان المزمن قد يؤدي إلى تآكلها بصورة كبيرة وخطيرة أحيانا، فخلال الصرير تحتك القواطع أو الأنياب ببعضها، وفي بعض الحالات تحتك الطواحن وهذا قد يحدث صوتا مزعجا جدا. وينتج عن بعض حالات الإصابة بطحن الأسنان، خصوصا الحالات المزمنة منه، كسور أو انحلال أو فقدان للأسنان. وقد تؤدي عملية طحن الأسنان المستمرة مع مرور الوقت إلى تفتيت السن تدريجيا حتى لا يبقى منه إلا جزء صغير على سطح اللثة. ومن المضاعفات الصحية الأخرى التي تنتج عن ذلك، التأثير السلبي على الفك مما يؤدي إلى إلحاق أضرار بحاسة السمع، الإصابة بآلام مفصل الفك، أو حتى تشويه أو تغيير المظهر الخارجي للوجه. ويؤدي توتر عضلات الفك، حسب وكالة الأنباء الألمانية، إلى إلحاق ضرر بالأسنان، وعلى المدى الطويل يسبب توترا في عضلات الكتف والرقبة، بالإضافة إلى تسببه في حدوث مشاكل بالعين. طحن الأسنان اللاإرادي أو صريرها أثناء النوم هو مرض لا علاقة له بألم في الأسنان كشفت الدراسات أن هناك العديد من الخطوات المتبعة للوقاية من صرير الأسنان مثل الحد من شرب الكحول والتدخين والمشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة. ويمكن أن يساعد تخفيف الضغط النفسي في تقليل احتمالات ظهور الأعراض والمضاعفات المترتبة عليه. وينصح أطباء الأسنان بأن يخضع كل من تثبت معاناته من طحن الأسنان لاختبار دوري لتقييم مدى التلف الناتج عن الحالة ومعرفة مدى فاعلية العلاج. وتجدر الإشارة إلى أن تآكل الأسنان نتيجة الصرير المتواصل قد يؤدي إلى قلع المتضررة منها وقد توصلت دراسة سويدية إلى أنه حين يقوم طبيب الاسنان بقلع احد اسنان شخص ما يكون بذلك ايضا خفف قليلا من ذاكرته. وقال يان بيرغدال احد معدي الدراسة وهو طبيب اسنان واستاذ مساعد في علم النفس في جامعة اوميا بشمال السويد "تبين ان الاسنان ترتدي اهمية كبرى لذاكرتنا". ولهذه الدراسة التي تأتي ضمن دراسة اشمل حول الذاكرة، تابع الباحثون 1962 أشخاصاً تتراوح أعمارهم مابين 35 و90 عاما منذ العام 1988 وقارنوا ذاكرة اولئك الذين احتفظوا بأسنانهم واولئك الذين وضعوا طاقم اسنان. واضاف بيرغدال "حين يقتلع الناس اسنانهم فإن ذاكرتهم تصبح بوضوح اسوأ من الفترة التي كانت لديهم فيها اسنان".