يحتكر منتخبا البرازيل والأرجنتين دائماً صدارة الترشيحات للتتويج بلقب بطولة كوباأمريكا قبل انطلاق كل نسخة، رغم أن منتخب أوروجواي هو صاحب الرقم القياسي في الفوز بها برصيد 15 على مدار تاريخ المسابقة التي بدأت عام 1916. ولكن قبل انطلاق النسخة رقم 44 التي ستقام في تشيلي أوائل الشهر المقبل، سيكون راقصو التانغو والسامبا على موعد جديد من المنافسة، حيث يسعى المنتخب الأرجنتيني للفوز باللقب رقم 15 ومعادلة رقم أوروجواي، بينما يتطلع البرازيل لإحراز الكأس للمرة العاشرة. البوادر تؤكد أيضاً أن المنتخبين العريقين في أفضل حال، البرازيل نجحت في تغيير جلدها بعد فضيحة خسارة المونديال على أرضها العام الماضي بالخسارة المذلة أمام ألمانيا 1-7 في الدور نصف النهائي. عاد دونغا مجدداً لقيادة "السامبا" بعد كأس العالم ونجح في تكوين فريق جديد وشاب، وفاز في جميع المباريات الودية السبعة على كولومبيا والإكوادور والأرجنتين وتركيا واليابان والنمسا وفرنسا وشيلي. وبالتأكيد سيكون دونغا محظوظاً بوصول بعض لاعبيه لأفضل مستوياتهم هذا الموسم، حيث بات نيمار أبرز أضلاع فريق برشلونة، أما مارسيلو يعد من أفضل اللاعبين بالعالم في مركز الظهير الأيسر، إضافة للصاعد بقوة الصاروخ دانييلو المنتقل حديثاً إلى ريال مدريد، وفيليب كوتينيو الفائز بجائزة أفضل لاعبي ليفربول هذا الموسم وويليان شعلة نشاط تشيلسي إضافة إلى عناصر الخبرة مثل دافيد لويز وتياجو سيلفا وجواو ميراندا. الظروف مشابهة لحد كبير في صفوف المنتخب الأرجنتيني الذي قام بتغيير مديره الفني برحيل أليخاندرو سابييا والاستعانة بخيراردو تاتا مارتينو المدير الفني السابق لبرشلونة. ولكن البروفات الودية لراقصي التانغو بعد المونديال لم تكن بنفس القوة، حيث بدأها بفوز عريض على ألمانيا 4-2، وخسر التجارب القوية أمام البرتغال 0-1 والبرازيل 0-2، بينما فاز على منتخبات متواضعة مثل هونج كونج 7-0 والسلفادور 2-0 وإكوادور 2-1 وبنفس النتيجة على كرواتيا. ولكن تاتا مارتينو يملك ذخيرة من اللاعبين في كل المراكز، يحسده عليها أي مدير فني، ففي خط الهجوم يضم كتيبة "جلادين" مثل ليونيل ميسي الذي استعاد بريقه ومواصلة كسر الأرقام القياسية مع برشلونة منذ بداية العام الحالي، ومعه كارلوس تيفيز هداف يوفنتوس والدوري الإيطالي وجونزالو هيجواين المتألق مع نابولي وخافيير باستوري الذي عاد للحياة مع باريس سان جيرمان وسيرخيو أجويرو هداف الدوري الإنجليزي. وفي خط الوسط تضم كتيبة التانجو بدائل عديدة ومميزة، مثل خافيير ماسكيرانو العمود الفقري لبرشلونة وإيفير بانيجا وإيريك لاميلا، وفي خط الدفاع بابلو زاباليتا وماركوس روخو، ويبقى فقط استعادة آنخيل دي ماريا مستواه المعهود بعد موسم أول محبط بقميص مانشستر يونايتد.
