أدرك بأنه عنوان مثير للدهشه، وأنا كذلك مندهش لتصريحات المدعو (صلاح حليمه) مندوب الجامعة العربية فى السودان عن (مسرحية) الأنتخابات السودانية الأخيرة وأتساءل لماذا يكرهنا هؤلاء الأعراب ولا يتمنون لنا الخير الى هذه الدرجة وتحديدا لماذا تكرهنا دولة (قطر) وماهو الفعل القبيح الذى رأته من شعب السودان حتى تنصب من نفسها داعمة لنظام يقتله ويبيده ويغتصب نساءه الم يساهم السودانيون فى تعمير (قطر) وتحولها الى دولة متقدمه، فهل جزاء الأحسان الأساءة والنكران، سوف اعود وأبين لماذا عنيت (قطر) بالتحديد، التى تعاملت بخصومة فاجرة مع (السيسى) وثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو 2013، التى اطاحت بالتنظيم الأرهابى المسمى (بالأخوان المسلمين) بينما ظلت تدعمهم بالمال والأبتزاز الرخيص والمواقف السياسية الضاغطة على الآخرين ومن بينهم المدعو (صلاح حليمه) ممثل الجامعة العربيه فى السودان ومن قبل ذلك امينها العام (نبيل العربى)، لكى يستمر نظام (الأخوان المسلمين) فى السلطه مواصلا فساده وفشله وأبادته للشعب السودانى! ونحن هنا لسنا بصدد مقارنة مواقف الموظفين الأمميين الآخرين فى السودان غير (العرب)، ونتساءل هل سمع ممثل الجامعة العربية المدعو (صلاح حليمة) باستقالة الدكتورة (عائشة البصري) المتحدثة باسم البعثة المشتركة للأمم المتحدة "اليونيميد" وهل أطلع على التقرير الذى كتبته بعيد أستقالتها الذى تضمن العديد من المأسى والأنتهاكات التى كانت تحدث فى دارفور، ولن نذهب أبعد عن ذلك لنسأله عن الأغتصابات التى حدثت فى (تابت) ورفض النظام لأى جهة محائدة أن تحقق فى تلك الجرائم، ولن نسأله عن تقارير منظمات حقوق الأنسان عن الطريقة التى تعامل بها النظام مع شباب (الثوار) ااؤلئك الشهداء الأبرار الذين خرجوا فى مظاهرات سبتمبر 2013 وقتل منهم خلال ساعات معدودة 200 شهيد، وقال سفير النظام فى دولة جنوب السودان (مطرف صديق) عن تلك الأنتفاضة بأنها كادت أن تسقط النظام، فمن رفعه من الأرض؟ فهل يعقل نظام يرتكب مثل تلك الجريمة يمكن أن ينظم انتخابات نزيهة يا (حليمه)؟ بل لن نسال ممثل (الجامعة العربية) فى الخرطوم، عن هل يعلم بأن فى السودان المنكوب وبدعم من النظام ورئيسه (الرقاص) الذى لا يستحى أو يخجل، توجد كتائب (منظمه) تقتل المواطنين قتلا (ممنهحا) وتغتصب النساء؟ لن نسأل (حليمه) عن كل تلك الجرائم التى من المفترض أن تكون من صميم عمله ، الذى يتقاضى مقابله مرتبا طائلا (بالدولار)، وسوف نكتفى فقط بسؤاله عن الأنتخابات الأخيره التى وصفها بأنها نزيهة، وديمقراطية، من أين أتى (حليمه) بالمعايير التى حددت له تلك النزاهة، والعالم الديمقراطى الحر كله قاطعها ورفض أن يراقبها ووصفها بأنها غير نزيهة وأنها لا تعبر عن ارادة الشعب السودانى، الذى قاطعها بصورة لم تحدث من قبل فى أى مكان فى العالم؟ الا يعلم ممثل الجامعة العربية فى الخرطوم، بأن غالبية الأحزاب التى تبقى لها من نفس قد قاطعت الأنتخابات بما فى ذلك (الأسلاميون) – المؤتمر الشعبى - الذين لا يوجد أختلاف كبير فى المنهج الظلامى الشمولى الديكتاتورى بينهم وبين (المؤتمر الوطنى)، بل كما هو معلوم ومؤكد بأن قواعد وشباب الحزب الأتحادى الديمقراطى (الأصل) قد قاطعتها رغم مواقف زعيم الحزب السيد / محمد عثمان الميرغنى، الذى يؤيد النظام فى كل فعل يقوم به (بالرموت كنترول) من مكان اقامته فى لندن لا من الخرطوم التى يعانى أهلها من السهر والحمى. الا يعلم (حليمه) ممثل الجامعة العربية فى الخرطوم بأن ما يسمى بالأحزاب التى شاركت فى تلك الأنتخابات العبثية كلها، (شقق مفروشة) ومن صنيعة النظام، وأن من يقودونها مكلفين بذلك الفعل الشائن الذى يعد خيانة وطنية، تلك هى الأحزاب التى شاركت مهما بلغ عددها والتى يسخر منها الشعب السودانى الذكى ويسميها أحزاب (الفكه) دليلا على أنهم يقبضون مقابل مواقفهم التى تعمل لصالح النظام، اضافة الى ذلك فكلمة (الفكه) أتعنى نهم يبيعون تلك المواقف بثمن بخس (فكه)، وذلك العمل تتبنا (عصابة) المؤنمر الوطنى التى تدعى أنها تتبنى (األأسلام) منهجا، فهل عرف عن الأسلام بأنه يحترم النفاق والمنافقين ويعلى من شأنهم؟ الا يعلم ممثل الجامعة العربية بالخرطوم، بأن الذين ترشحوا أمام الطاغية المجرم الهارب من العدالة الدولية،(عمر البشير)، كلهم شخصيات وهمية لا يعرفها أحد فى السودان وأنهم مأجورين للقيام بذلك الدور (العفن)، ضربا (للمقاطعة) الصلبه وحملة (أرحل)، والدليل على ذلك أن أحدهم وبمجرد انتهاء مسرحية الأنتخابات، قدم طلب لجوء الى مصر، مع انه يمكن أن يبقى فى مصر مثل كثير من السودانيين المقيمين هناك وأكثرهم أعلى منه قيمة ومكانة، فهل ذلك المرشح جاد وكان يدرك بأنه يمكن أن ينافس فرعون العصر (عمر البشير) على مقعد الرئاسة؟ عن أى نزاهة يتحدث (حليمة) مندوب الجامعة العربية فى السودان، الا يعلم بأن القنوات التلفزيونية الرسميه وشبه الرسمية فى السودان والمدعومة من النظام، كلها كانت مسخرة للدعاية للطاغية (لعمر البشير) مع علمه وعلم عصابته بأنه لا فرصة لمرشح غيره فى الفوز؟ الا يعلم ممثل (الجامعة العربية) أن امكانات الدوله السودانية، من طائرات وسيارات ومواقع حكومية كانت مسخرة للطاغية (عمر البشير)؟ وبالعودة للحديث عن (قطر) وكراهيتها للشعب السودانى على نحو خاص، فما هو معلوم أن الجامعة العربيه خلال فترة عبد الناصر والفترة التى تلتها كانت تسائر الرغبات (المصريه) بأعتبار أن دولة المقر هى مصر وأن أمينها ألعام لابد أن يكون مصريا، يعنى الجامعة العربيه ومنذ تأسيسها قامت على مبادئ ديكتاتوريه ظالمه. لكن من المعلوم أخيرا، أن الجامعة العربيه أصبحت تتبع لمن (يمول) ومعلوم كذلك أن الممول الأكبر للجامعة هى (قطر)، ومن خلال (الجامعة) فرضت (قطر) العديد من أجندتها على سبيل المثال منبر (الدوحة) ليكون المنبر الوحيد لفترة طويلة المخول له النظر فى ملف (دارفور) وللأسف كان ذلك المنبر مجحفا وظالما لأهل دارفور، ومواليا للطاغية (عمر البشير) ومنفذا لأجندته الأرهابيه، وعدد كبير من المفاوضين الذين ذهبوا للدوحة تعرضوا للأغراءات وعجزوا عن مقاومتها، ولم يسلم من تلك الأغراءات سوى اصحاب الضمائر الحية الذين لم يبيعوا الوطن وأهله بحفنة دولارات ويد (قطر) الخفية غير مبرأة من مباركة ودعم تأسيس مليشيات بالمال والسلاح حتى لو كان ذلك الدعم عبر وسيط هو (النظام) المجرم، وعن جهل لا مثيل له وعدم معرفة (بالهوية) السودانية ترى تلك المليشيات بأنها تنتمى للقبائل العربية الخالصة فى السودان، وكاذب من يدعى فى السودان أنه عربى خالص اللهم الا حزء قليل جدا من القبائل التى جاءت من الجزيرة العربية خلال القرن التاسع عشر لأسباب هذا ليس مكان الحديث عنها وهم (الرشائدة) و(الزبيديه)، أما باقى القبائل السودانية فكها صاحبة أنف (افطس) وأما هى زنجية خالصة أو هجين (زنجى) مع شئ آخر، يمكن أن يكون عربى أو تركى. وما هو معلوم كذلك أن الثورة المصرية فى أحدى محطاتها وحينما اختارت (نبيل العربى) وزيرا لخارجية مصر، وهو منصب ظل لفترات طويلة أهم من منصب (أمين) الجامعة العربيه، لعب الفأر فى عب (عمر البشير) وتراقصت شنباته، لأن (نبيل العربى) كما هو معروف كان من بين الأعضاء المؤسسين للمحكمه الجنائيه الدولية، ولقد تسربت معلومات من المقربين منه، بأنه كان متحمسا لأعتقال البشير وتقديمه للعدالة الدولية ولذلك ظن كثير من الليبراليين والديمقراطيين وقوى اليسار المصريين ونشطاء حقوق الأنسان ومعهم قوى اليسار، أن أول عمل سوف يقدم عليه (نبيل العربى)، من موقعه كوزير لخارجية مصر، هو طلب انضمام مصر للمحكمه الجنائيه الدوليه، وعندها كان (عمر البشير) سوف يصبح مثل (عسكرى) الكركون (محلك قف) لن يتمكن من الخروج من السودان وسوف يتجنبه الكثيرون مثل المصاب بالطاعون. فكان لابد أن يتحرك التنظيم العالمى (للأخوان المسلمين) مسنودا بالمال القطرى وتأثير (قطر) الذى أصبح واضحا على الجامعة العربية، لكى يتم تحويل (نبيل العربى) من (المنصب) المهم، وزارة الخارجية المصرية لكى يصبح (أمينا) للجامعة العربية أى باشكاتب (الأنظمه) العربيه ومن بعد يصبح سكرتيرا فى وزارة الخارجية القطرية، فمواقفه التى كان يعرفه به العديد من السياسيين والأكاديميين المصريين، ليست كما هى فى السابق. ولذلك فمن حق ممثله فى السودان (حليمه) أن يستهين بمواقف الشعب السودانى وأن يصف الأنتخابات السودانيه الأخيره بأنها نزيهة (مكائدة) لذلك الشعب الأبى الذى قاطع تلك الأنتخابات، وهو (حليمه) لا يخشى من ذلك التصريح (الكاذب) غير الأمين، لأن أمينه العام نفسه وصفها بالنزاهة. لهذا أرى اذا كانت الشعوب العربية (الحرة) تريد لجامعتهم خيرا، فعليهم أن يثوروا وأن يطالبوا بتعيين (امين عام) غير (عربى) بالطبع لا أقصد نبيل (العربى) .. لأنه اذا لم يكن عربيا، فسوف يتصرف عل الأقل مثل السويسرى (بلاتر) حينما كشف عن حجم الفساد فى مؤسسة يقودها أعلن استقالته (فورا) ودون ابطاء رغم انه حقق الفوز قبل أيام قليلة فى انتخابات كانت شرسه ولم تكن من طرف واحد كأنتخابات الطاغية (عمر البشير) الذى لن تتحق أنتخابات ديمقراطيه نزيهة فى السودان الا بذهابه الى لاهاى (مكبلا) وبذهاب الفاسدين من عصابته الى السجون أو الى مزبلة التأريخ وأن تترك (حليمه) أقصد جامعة الدول العربيه عادتها (القديمه) وأن تنحاز للشعوب لا الأنظمه التى تمتلك السلطة والمال. تاج السر حسين – [email protected]