شهود عيان يؤكدون عبور مئات السيارات للعاصمة أنجمينا قادمة من الكاميرون ومتجهة نحو غرب دارفور – فيديو    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    دورتموند يسقط باريس بهدف فولكروج.. ويؤجل الحسم لحديقة الأمراء    وزارة الخارجية تنعي السفير عثمان درار    العقاد والمسيح والحب    واشنطن: دول في المنطقة تحاول صب الزيت على النار في السودان    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    شاهد بالصور.. المودل والممثلة السودانية الحسناء هديل إسماعيل تشعل مواقع التواصل بإطلالة مثيرة بأزياء قوات العمل الخاص    شاهد بالصورة والفيديو.. نجم "التيك توك" السوداني وأحد مناصري قوات الدعم السريع نادر الهلباوي يخطف الأضواء بمقطع مثير مع حسناء "هندية" فائقة الجمال    شاهد بالفيديو.. الناشط السوداني الشهير "الشكري": (كنت بحب واحدة قريبتنا تشبه لوشي لمن كانت سمحة لكن شميتها وكرهتها بسبب هذا الموقف)    محمد وداعة يكتب: الروس .. فى السودان    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    طبيب مصري يحسم الجدل ويكشف السبب الحقيقي لوفاة الرئيس المخلوع محمد مرسي    "الجنائية الدولية" و"العدل الدولية".. ما الفرق بين المحكمتين؟    الى قيادة الدولة، وزير الخارجية، مندوب السودان الحارث    السودان..اعتقال"آدم إسحق"    فلوران لم يخلق من فسيخ النهضة شربات    رئيس نادي المريخ : وقوفنا خلف القوات المسلحة وقائدها أمر طبيعي وواجب وطني    المنتخب يتدرب وياسر مزمل ينضم للمعسكر    عائشة الماجدي: دارفور عروس السودان    لأول مرة منذ 10 أعوام.. اجتماع لجنة التعاون الاقتصادي بين الإمارات وإيران    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    والي الخرطوم يدشن استئناف البنك الزراعي    دولة إفريقية تصدر "أحدث عملة في العالم"    أول حكم على ترامب في قضية "الممثلة الإباحية"    بعد اتهام أطباء بوفاته.. تقرير طبي يفجر مفاجأة عن مارادونا    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    الحراك الطلابي الأمريكي    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الثلاثاء    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نرحب بايلا واليا للجزيرة ولكن هناك ما نريد ان نقوله له
نشر في الراكوبة يوم 10 - 06 - 2015

نرحب كما رحب الكثيرين بتولية الدكتور محمد طاهر ايلا والي البحر الأحمر سابقا والجزيرة حاليا اولا باعتبارنا من أبناء ولاية الجزيرة وثانيا باعتبارنا كنا جزء من نسيج ولاية البحر الأحمر وخاصة مدينة وميناء بورسودان حيث مجال عملنا في قطاع الملاحة والنقل -قطاع خاص من ضمن وكلاء البواخر وأعمال الملاحة والنقل في الميناء ولقد خبرنا مدينة بورسودان منذ ولاية ابوعلي حيث كان الدكتور محمد طاهر ايلا احد وزراء حكومته ومن قبله ولاية بدوي الخير ،، وتركناها ولكنها في ولاية الدكتور ايلا علا شانها وذاع صيتها من كل النواحي حيث ترك ايلا بصمته علي الثغر الباسم علي صفحة البحر الأحمر ويشار اليها بالبنان،، حيث أسس بنية تحتية وخدمات شهد بها اغلب أهل السودان،،
ترحيبنا بالرجل لا لشيء الا لانه رجل يقدم ما يستطيع ولا مستحيل أمامه ويملك الجراة لمقارعة المركز ،،وبما اننا كما يقال اهل مكة ادري بشعابها نعرف ما ينقص الجزيرة وصعوبة المرحلة والوضع المتردي والحال التي عليها ولاية الجزيرة أرضا وبشرا حجرا وشجرا مجري وبئر ومبني ،،وخاصة البنية التحية الاجتماعية من تعليم ودور علم وعبادة وموارد مياه ومواصلات وطرق تعرف مكانتها في الخريف حيث لا تراها اذا تحدثنا عن المدارس حدث ولاحرج اغلب التلاميذ يدرسون في العراء ،، والمعلمات والمعلمين يتسولون دورات المياه البلدية البدائية داخل بيوت القري مع العلم اغلب المعلمين من القري المجاورة وذلك لقلتهم وعدم الاستعانة بالفائض من الخريجين من أبناء القري نفسها كمان المعلمين يكونون في ضنك من العيش حيث يصعب في بعض القري الحصول علي وجبة الافطار الا بالعون الأهلي للقري ومن أولياء الأمور الذين حالهم لا يسر ولكن لزاما علي كل مواطن ان يساهم عندما يأتي دوره وتجده نفسه يعيشرعلي الكفاف ولو تم توظيف أبناء كل قرية ويمكن لأي مدرسة في اي قرية ان تكتفي ذاتيا من رصيد ابناءها وبناتها الخريجين ،،
كما ان اغلب الفصول المتهالكة التي لا تصمد كل فصل خريف كونها قامت بجهد ودعم الأهالي بما استطاعوا وبعض القري لم تستطيع ترميم ما يفعله الخريف بمدارسهم ومصرفي التعليم فقط يهددون بالإغلاق مما يجعل الهلع يدب في قلوب أولياء الأمور بحرمان اجيال وليس جيل من مواصلة التعليم مما يضطر أهالي بعض القري استخداء القري والأسواق لمد يد العون والتبرع لهم وعلي مرايء ومسمع من مكتب التعليم والمحلية والوحدة والمعتمدية ،،
اما آبار المياه والصهاريج فبعضها يسكنها البوم والصهاريج يفرح فيها الحمام وهي نصف مكشوفة ولا تتحمل الا ان تستوعب نصف وزنها وسعتها وايلة للسقوط في اي لحظة ولا تقوي قرية ان ترحل صهريجا اذا ما تبرع له بها فاعل خير ناهيك من دفع ثمنه. والذي يتجاوز الخمسين الف جنيه للحجم المتوسط خلاف القاعدة والقوائم ،، بالاضافة الي شبكة توزيع المياه بعضها لا يوجد علي الخريطة التوزيعية
اما دور العبادة فليرحم الله مرتاديها من كبار السن والشباب معا وما تحتاج له اكثر ،، انا الصحة فليس هناك ما يمكن ان يقال غير ان هناك معاونين صحيين يعملون من بيوتهم ولا احد يسال عما يفعلون،،،اما المواطن فلا يمكك ما يوصله الي مكان العلاج ناهيك عن ثمن العلاج وتكاليفه،،، ومن يتم ادخاله الي اي مستشفي في الجزيرة تجد أهله وجوههم وجهة من هم عزاءه لانه سوف لن يعود الي الي قبره
والأصعب الكثافة السكانية لعدد الخريجين بطول وعرض الولاية وهم أبناء طبقة الزراع والمزارعين تم إرسالهم الي المدارس ليغيروا من واقع الحال المعيشي والذي أزداد سوءا بعد ان احتضر مشروع الجزيرة وأصبحت بنيته التحية اثرا بعد عين ولقد تجولت من كبري البوليس الي داخل الجزيرة مارا بالكريبة حتي تخوم الدويم ومشروع سكر النيل الأبيض وما بعد الأعرج علي طريق الخرطوم القطينة الدويم كوستي وحتي معترف والماطوري والجلين فوجدت كل البنية التحية للقنطار والكباري والمكاتب التفتيش الزراعية والسرايات التي كانت تستتر وراء سيقان وغابات الأشجار العالية وألبان وتمر الحناء وشجر الحناء وتزدان بالجهنمية والورد الانجليزي والسيسبان الوارف،، أصحبت مرابط الحمير ومرتع الأبقار. ومقرا للرعاة والغرباء ،،، جميع مباني القناطر علي امتداد مشروع الجزيرة وامتداد المناقل تقف جدرانها من الطوب الأحمر العتيق الذي بناه الإنجليز ما بين العام 1926 و 1936 الجدران تقف مكشوفة لا سقف ولا أبواب ولا شبابيك واختفت معالم البرندات والصالات الجميلة من الخشب والنقلي الخشن والناعم ذات اللون الأخضر الزرعي المريح،،
اغلب هذه المباني في الكباري والقناطر وبقايا التفاتيش سكنها الغرباء بعدما سقفوها بالاسف البلدية وما قل من أبواب وشبابيك الزنك والخيش،، والمرعب ليس ان يسكن فيها الناس ولكن من سكنوها اصبحو مهددا أمنيا واجتماعيا وملاذا لمرتكبي السرقات ومثيري المشاكل والمخمورين
كما ان هناك مشكلة كبري تواجه المهدد العمراني والكثافة السكانية للقري من حيث سعتها السكانية ومساحة حرمها المخصص منذ اكثر من أربعين عاما لم يتم اعادة مسح وتخطيط القري وتوسعة حرمها لتتكيف مع الخطة الإسكانية للجيل الذي تضاعف خلال الأربعين عاما هذه وكذلك الحاجة للخدمات داخل القرية يتطلب اعادة تخطيطها وفتح طرق داخلها والتخلص من عقبة المرور داخلها ومواجهة فصل الخريف وكما ان اغلب القري تقلصت المساحة المخصصة لها مؤاخذة مقابر حيث امتلات خلال الأربعين عاما وأصبح حرم المقابر يزحف الي نحو اي قرية ويأكل من حرمها،، وهذه مشكلة كبري لابد من حلها بإعادة التخطيط وإضافة مساحات لتوسعة حرم اي قرية لمقابلة ما ذكرته أعلاه ،، لان حرم القري تقلص بسبب بناء المدارس والناشط الرياضية كملعب المرة مثلا وقديما كانت تتشارك اكثر من خمس او ست قري مدرسة واحدة ومع الطفرة التعليمية وتغيير السلم التعليمي والكثافة السكانية المطردة بالقرب كانت الحاجة لقيام كل قرية ببناء مدارسها الخاصة مما ساهم في تاكل مساحة حرم كل قرية
اما المشكلة الكبير في الولاية بالاضافة الي كل ما ذكر هو البطالة من. جميع النواحي ،،، فالمزارعين الذين كأنوا عامود ودعامة الاقتصاد الوطني والطبقة العاملة من الزراع والمزارعين الذين قام المشروع علي أكتافهم والزراعة بالري في مشروع الجزيرة هي المصدر الوحيد الزرق لأكثر من أربعة ملايين مواطن وحرفة يشارك فيها كل أفراد الاسرة من تلاميذ وطلاب وعمال ومهرة وموظفين رجالا ونساءا شيبا وشبابا ولا مصدر للدخل غيرها ،، لدرجة كان نظام التعليم حتي العام 1970 يراعي حاجة المزارع لمت يعينه علي فلاحة الارض حيث كان المشروع مصدر ودعامة السودان الاقتصادية الوحيدة والمشهود لها من قبل البنك الدولي ومؤسسات الاقراض حيث كان ضامنا لأي قرض مالي يطلبه السودان حيث ضمانة منتج مشروع الجزيرة أقوي من ضمان بنك السودان نفسه وكما في كثير من الأحيان يقوم بنك السودان بتقديم منتج مشروع الجزيرة ضمانا لأي جهة دولية تنفذ اي مشروع او بنية تحتية علي امتداد المليون ميل مربع ،، حيث كان الذهب الأبيض هو المؤشر المالي العالمي في البورصات العالمية منافسا للذهب الأسود ،،،
لذا كانت المدارس تغلق منذ الأسبوع الاول من شهر يوليو حتي الأسبوع الاول من شهر أكتوبر وهي فترة الموسم الزراعي الذي يحتاج فيه المزارع لأبناءه التلاميذ والطلبة ليفلحو معه كامل الدورة الثلاثية كانت ام رباعية حيث تتنوع المحاصيل من ذرة رفيعة وسميكة والفول والبقوليات والخضروات والقطن الي ان تم ادخال القمح والأرز وعباد الشمس ،،ونبعد ان تغير النظام التعليمي وتم إلغاء عطلة الخريف للمدارس مما تسبب في تدهور حصيلة الانتاج في المشروع وحاجة المزارع لليد العاملة حيث استعانت الدولة في اول المواسم التي تم فيها إلغاء العطلة المدرسية في فصل الخريف ،،واستجلبت يد عاملة من الأقاليم الآخري. مما قلل دخل المزارع الذي كان لا يدفع لمن يعينه وإنما يقوم بتربيته وتعليمه وعلاجه وإعاشتهم وتزويج من حان ميقاته،،
اما بعد ذلك فأصبح حال المزارع يتدهور وكذلك المشروع رويدا رويدا حيث عمل اغلب المزارعين علي تأجير أراضيهم والاكتفاء بزراعة القطن والذي ايضا بدا وضعه يتدهور في السوق العالمي بعد دخول طفرة صناعة المنسوجات الحديثة ومدخلات البتروكيماويات والالياف الصناعية والخيوط المستنبطة والخ،،
كل ذلك لم يودي الي موت المشروع مثلما أماته ود بدر والذي كان واليا ويعرف انه شريان حياة أربعة ملايين من سكان الأقاليم او الولاية إن جاز التعبير،،وهو حاليا يحتاج الي 14 مليار دولار لإعادة تأهيله. ومليارات من الدولارات لإعادة تأهيله اداريا حيث أصبحت الادرات والمكاتب والبنية الاساسية لنظام الري والإنتاج هباءا منثورا ولا وحود لأي سجلات او data ان صح القول ،، اي يحتاج المشروع لإعادة تأهيله ل 16 مليار دولار ولفترة من سنتين الي ثلاث سنوات حتي يتعافى ويتنفس الصعداء ويبدا اول موسم زراعي،، بالاضافة الي مبلغ مماثل بالجنيه السوداني 16 مليار كمصاريف تأهيل للمزارعين وصرف استحقاقات بدل انتاج لحين ان يبدأوا الموسم الزراعي والمشروع معافي،،،
هذا قليل من كثير وشيء من فيض فيما ينقص الولاية اذا ما أسقطنا حال المواطن ووضعه الاقتصادي المرتبط بالمشروع حيث انعدم المال وتدهور الحال مع هلاك المشروع ،، لذا اعادة الروح للولاية بتأتي من اعادة الروح لمشروع الجزيرة وامتداد المناقل نعم هو هكذا اسمه فمشروع الجزيرة المرحلة الأولي وامتداد المناقل المرحلة الثانية منذ 1958 ليصبح اسم المشروع مشروع الجزيرة وامتداد المناقل وكان من المفروض ان ينضم الامتداد الثالث وهو من نهاية مشروع الري عبدالماجد وحتي ضفاف النيل الأبيض الشرقية،،ولكن ،،،لا يسعنا الا ان نقول لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم،،
هذا بالاضافة الي الفساد والكساد وهذا يصعب حصره والخوض فيه لان رواده ناس المحليات والوحدات الإدارية والمتنفذين،، انا اذا ما تحدثنا عن حكومة ولاية الجزيرة علي مدي ال 25 عاما لا أظن منهم من صان الأمانة وخاف الله في منصبه ومكسبه وطاف بالقرب والبراري والمدن علي طول وعرض الجزيرة او خبر اَهلها ومعاناة مواطنها ،، وأعجب لمن يولي علي وزارة في ولاية يقطنها خمس ملايين ولا يعرف عشرة من قراها ،، واتحدي وزيري الصحة والتعليم بالولاية اذا عرف كل منهم مافي الولاية من مدارس ومستشفيات ومراكز ،، وليخرج علينا من طاف عليها ورأي ما بخارجها لانه لن يعرج الي داخلها لانه سيخجل من نفسه،،،
أركب عربتك وتحرك لوحدك وبلا حرس اوهيلامانة لان البلد أمان واهلة شيمتهم الترحاب تحرك من كبري البوليس واتبع ما سلكته انا وذكرته ورايت بام عيني ،،وسجلت ودونت،،ولاحظت لأَنِّي مزارع اما عن أب ورعيت كمان غنما وبقرا وابلا،،وحلبت وصريت
اسلك طريق مدني المناقل فأنا من هذه الخارطة وواصل حتي الماطوري ومعتوق وأبدا من المحلية الجديدة والمعتمدية القرشي لتري العجب خلف اسوارها حتي الأعرج طريق كوستي الدويم،، لتري الشقاء وانصحك بان تأخذ معك تلفون ثريا بعد القرشي او استخدم الراديو أفضل ،،
كما أبدا من الحصاحيصا الي نواحي الكاملين لجهة الغرب من طريق مدني الخرطوم وادلف حتي الهدي وابوقوته،، وأكمل حتي فطيس والعريجا وهجرس والشطيطة وهلمجرا ولا تسال بل انزل لتري حال التلميذ والطفل والمرأة والرجل والمدرسة والمعلم،،
ستفهم في ساحة حرب انت وان المهمة صعبة جدا جدا عليك وتحتاج الي جراءة وشجاعة ووقفة حق مع النفس ومساءلتها ،، وقل لماذا،، ولم. وكل أدوات التعجب والظن والعطف والجر والنصب والرفع ،، وانظر في عيون المواطن ستري ان البراءة قبولا بالحقد والكرم والبساطة قوبل بالجلد والإفقار وعزة النفس قوبلت بالمهانة والاباء قوبل بنكران الجميل،، وانظر الي الايدي التي حملت المعول والفأس والمنجل والطورية والكوريك تجدها غلت الي عنقها من العوز والحاجة وتجفيف مصدر الدخل وهو المشروع الذي رضع من ثديه كل مواطن من مواطني وسكّان الجزيرة الأحياء منهم والأموات لانه كان الضرع الوحيد الحلوب علي مستوي السودان وأرضع جميع سكانه بلا استثناء ومن ينكر ذلك علي مشروع الجزيرة فليخرج علينا وليقل انا ويفند الأسباب
مهمتك أيها الدكتور صعبة بل وشاقة للغاية برغم اننا عهدناك من الصامدين والمتحدين للصعاب. ولكن هنا لست الشرق ولا البحر الأحمر ،، لان هناك موارد وحركة تجارية ونقل وهجرة وعودة وحج وعمرة والأسواق عامرة وهناك الميناء والجمارك ودعامات من دعامات الخزينة والاقتصاد الوطني،، حية تنبض بالحياة أعانتك علي إنجاز ما انجزته ،،،
اما هنا،، نعم هناك اكبر دعامة من دعامات الاقتصاد الوطني بل والعالمي ولكنها ميته وهي مشروع الجزيرة ،، فان احييتها أُحييت الجزيرة وأرضها واهلها وحجرها وشجرها وماءها وأسماءها وحاضرها ومستقبلها ،، فإنك امام احياء أمة بأسرها بل وطن وسودان مصغر متعدد الاطياف والالوان والاعراق ولكنه علي قلب رجل واحد وهوية واحدة ،، ان سالت من انت يقول لك من الجزيرة ولا يقول لك جنسي هكذا،،نعم تجدنا يطلق علينا أهل الباقة وأهل العوض ولكننا في الواقع عرب الجزيرة بالعامية المختزلة،، ومن الجزيرة بالاقليمية المكتسبة من مشروع شريان حياة السودان الاول وأول اكبر مشروع زراعي في العالم والوطن العربي والإسلامي وإفريقيا ،، ولا يزال ان استعاد حيويته وصيته وشبابه فهو من اعلي المشاريع الزراعية تنظيما وتخطيطا وانسيابا من الناحية الكنتورية والجغرافية ،،
نوصيك خيرا بإنسان الجزيرة أيها الوالي الجديد ونبارك لك المنصب ولكننا نشفق عليك من هول وصعوبة المهمة ،، ونصيحتنا فاستعن بأهل الجزيرة وإياك وأهل الخرطوم ،، فأهل مكي ادري بشعابها وان أردت ان تعرف لماذا فاذهب متخفيا في القري او الاسواق واسال ابسط مواطن وقل لماذا ولايتكم متخلفة وحالها هكذا،،، واستمع اليه بآذان صاغية ستجد السبب والعلة والداء والخطة والمعالجة وأسباب الفشل ومكامن الخراب وأدوات التكسير والخرق والهدم والافلاس،، استمع لمواطن عادي وإياك ان تبتسم لمسوول وانت تستمع اليه لانه سوف يزيدك غيا،،
ان أردت ان تنجح تحسس مجالس البسطاء واستمع ،،، ادخل الاسواق واستمع وأرهف السمع وان نظرت في الوجه تفرسها وهي تنظر الي المجهول البعيد والعدم،،
تخفي في المراكز والمستشفيات ،، والمواصلات وخاصة الميناء البري والسوق الشعبي،، تخفي في مخافر الشرطة والطرقات لتري وتفهم من هم الغرباء الحاكمين ام المحكومين؟؟
حتما ستجد الإجابة في مكان ما،،،
ان أردت ان تنجح لا تذعن الي المركز واستقوي بأهل الولاية كما استقويت من قبل بأهل البحر الأحمر بعد ان رأوْا ما قدمته لهم،، فهل خذلوك؟؟؟
ان اودت ان تنجح فتخلص من كل الطاقم والحرس القديم وكل ماهو قبلك واستعين بابناء المنطقة،، كل منطقة بها اكفاء وشرفاء ومتعلمين ومؤهلين وناشطين وطنيين
أبدا من الصفر بالمواطن سوف تحده يسير خلفك حافيا لا يبالي الاهوال والمحن،،
أعد البسمة الي صقر المشروع،، ان تحب اَهلها تجدهم اكثر حبا ،، وان تخلص لهم تجدهم اكثر منك إخلاصا ،، وان سعيت الي إعمار الولاية سوف تجدهم المعاول والأدوات التي تعينك علي استنهاض البناء وإيقافه شامخا،،،
يخافون الله ولا يخافون الحاكم،، يغضون الطرف احتراما وتقديرا لك كمسؤول وليس حاكما يقص الرقاب ،،فرقابهم يحملونها علي كفوفهم ولا يبالوا،،، ان طلبتهم لبوا النداء وان ازدريتهم ولوا وتركوك واقفا،، اهم اكثر عنادا وأقسي من ظروفهم وأقوي من حالهم
ان نادي نداء التعمير والبناء والإصلاح يموتون واقفين من اجل تحقيق الهدف،،وان أهملوا وزج برايهم في قارعة النصيحة جلسوا القرفصاء وانت قربهم لا يعيرونك التفاتة ان شب فيك نارا لهيبه يلفح
وآخر النصائح استعن بكوادر وأبناء الجزيرة والمشروع فهم من يسعد ببناءها وإعادة الحياة اليها لان فيها حياتهم وحياة الأجيال القادمة ،، ، استعن بهم فتجدهم خير معين واستنصر بهم فتجدهم خير نصير واستقوي بهم فستجدهم كالبنيان المرصوص،، مادام النداء والاستعانة والاستصراخ من اجل تنمية الولاية وأسنانها في المقام الاول ومن ثم مشروعها وبنيتها التحية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والصحية والتعليمية والأهلية والشبابية والنسائية والأجيال القادمة
نتمني للأخ الدكتور محمد طاهر ايلا التوفيق وان يطبع بصمة علي جبين الولاية كما ترك بصمة أزلية علي الصقر الباسم حاضرة البحر الأحمر وثغر السودان الباسم ،،
فالجزيرة زهرة السودان المتفتحة وثمرته اليانعة ولوزة قطنه الناصعة البياض ،،هي الخضراء وارفة السودان وحسناء ارضه الولادة بالخيرات من كل نوع ،،،
نريد ان نسمع من جديد نوري برنامج حسان سعدالدين عن الزراعة والإنتاج والجزيرة والمشروع،، في فضائية الولاية ،،، ونريد ان يصدّع برنامج اللقيط ونشيد القطن ،،،،
في الجزيرة نزرع ارضنا ،،، نزرع نتيرب نحصد قطنا،،،
نريد ان تعود للولاية وأنسانها والأرض الحياة
وفقك الله أيها القادم لولاية المصاعب،، ولكننا نعلم انك قدر التحدي وصلابة المصاعب ،،،فهي ولاية التحدي الان الي ان تصبح ولاية الجزيرة بعودة الروح الي المسمي المضاف اليه
مع عاطر التحية والتمني لك بالتوفيق والنجاح وتخطي المصاعب وأقول ربما انك رجل المهمات الصعبة في حالة تشخيص داء الجزيرة
وفقك الله ويدنا تشد العذر معك لرفعة وتقدم الولاية باْذن الله وهون وصبر اَهلها الطيبين البسطاء الأقوياء الصابرين
مع التحية
خضر عمر ابراهيم.
باحث وناشط سياسي وحقوقي - بريطانيا(اسكوتلندا )
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.