علماء يتوصلون إلى أن البرودة كانت سببا في عدد كبير من حالات الوفاة يزيد عما تسببت فيه السخونة بنحو 20 مرة. العرب التعرض للبرد يتسبب في إحداث مشاكل بالقنوات التنفسية والدورة الدموية لندن - أظهر باحثون بريطانيون أن انعكاسات الطقس الحار على صحة الإنسان تظل أقل ضررا من الطقس البارد. وقام العلماء، تحت إشراف أنتونيو جاسباريني، العالم بالمعهد البريطاني لاشتراطات النظافة والرعاية الصحية والطب الاستوائي، بتقييم 74 مليون حالة وفاة حدثت بين عامي 1985 و2012 في 13 دولة حول العالم. وتبين للعلماء أن البرودة كانت سببا في عدد كبير من حالات الوفاة يزيد عما تسببت فيه السخونة بنحو 20 مرة. وأوضح الباحثون في هذه الدراسة أن السخونة الشديدة تتسبب في التحميل على القلب والدورة الدموية بصفة خاصة، ولكن عند التعرض لبرودة شديدة، يتسبب ذلك في إحداث مشاكل بالقنوات التنفسية إلى جانب التأثير على القلب والدورة الدموية، ما يؤدي إلى إضعاف الجهاز المناعي بشكل إضافي. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسة تعد أكبر الدراسات التي تم إجراؤها على مستوى العالم حتى الآن لاستكشاف العلاقة بين درجة الحرارة وصحة الإنسان. وأكدت دراسة أخرى وجود علاقة بالفعل بين الطقس البارد والإصابة بنزلات البرد، وشددت على أن تأثير هواء الشتاء البارد يزيد من تكاثر الفيروسات الأنفية بسرعة كبيرة محولا نزلة البرد إلى محنة من العطس ورشح الأنف. وأشار علماء في جامعة يال في الولاياتالمتحدة الأميركية، إلى أنه حتى البرودة الخفيفة تزيد سرعة تكاثر الفيروسات الأنفية في فئران المختبر. وحسب الدراسة، تسبب البرودة أيضا تغيرات في النظام المناعي تجعل الفيروسات تتكاثر دون رادع تقريبا. ويشتبه العلماء منذ أكثر من نصف قرن في أن الفيروسات الأنفية تزدهر في البرودة الخفيفة. ووجد باحثون عام 1960 أنها تتكاثر بسرعة أكبر عند 33 درجة مئوية بالمقارنة مع درجة حرارة الجسم (37 درجة مئوية). وهذه الدراسة توسع أيضا نتائج دراسة نشرت عام 1960، وتشير إلى ثلاثة آثار بيولوجية للطقس البارد يمكن أن تزيد احتمال الإصابة بالبرد. وذكرت أخصائية علم المناعة أكيكو إيواساكي وزملاؤها في جامعة يال أنه في الخلايا -المبطنة للممرات الأنفية لدى الفئران- كانت الجينات التي تنتج بروتين إنترفيرون الذي يحارب الفيروسات أقل نشاطا عند درجة حرارة 33 بالمقارنة مع 37 درجة مئوية. وعلاوة على ذلك تقل مع انخفاض الحرارة حساسية الجزيئات: التي تكتشف الفيروسات داخل الخلايا وتأمر الخلية بإنتاج بروتين إنترفيرون الذي يمنع تكاثر الفيروس داخل الخلايا.