يحوم كالفراشة ويلدغ كالنحلة.. هل يقتل أنشيلوتي بايرن بسلاحه المعتاد؟    حزب الأمة القومي: يجب الإسراع في تنفيذ ما اتفق عليه بين كباشي والحلو    دول عربية تؤيد قوة حفظ سلام دولية بغزة والضفة    تشاد : مخاوف من احتمال اندلاع أعمال عنف خلال العملية الانتخابية"    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    صلاح العائد يقود ليفربول إلى فوز عريض على توتنهام    الفنانة نانسي عجاج صاحبة المبادئ سقطت في تناقض أخلاقي فظيع    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    جبريل ومناوي واردول في القاهرة    وزيرالخارجية يقدم خطاب السودان امام مؤتمر القمة الإسلامية ببانجول    وزير الخارجية يبحث مع نظيره المصري سبل تمتين علاقات البلدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الأحد    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    بوتين يحضر قداس عيد القيامة بموسكو    انتفاضة الجامعات الأمريكية .. انتصار للإنسان أم معاداة للسامية؟    الأمم المتحدة: آلاف اللاجئين السودانيين مازالو يعبرون الحدود يومياً    وفاة بايدن وحرب نووية.. ما صحة تنبؤات منسوبة لمسلسل سيمبسون؟    برشلونة ينهار أمام جيرونا.. ويهدي الليجا لريال مدريد    وداعاً «مهندس الكلمة»    النائب الأول لرئيس الاتحاد ورئيس لجنة المنتخبات يدلي بالمثيرأسامة عطا المنان: سنكون على قدر التحديات التي تنتظر جميع المنتخبات    الجنرال كباشي فرس رهان أم فريسة للكيزان؟    ريال مدريد يسحق قادش.. وينتظر تعثر برشلونة    الأمعاء ب2.5 مليون جنيه والرئة ب3″.. تفاصيل اعترافات المتهم بقتل طفل شبرا بمصر    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة لها مع زوجها وهما يتسامران في لحظة صفاء وساخرون: (دي محادثات جدة ولا شنو)    شاهد بالصور والفيديو.. رحلة سيدة سودانية من خبيرة تجميل في الخرطوم إلى صاحبة مقهى بلدي بالقاهرة والجمهور المصري يتعاطف معها    تمندل المليشيا بطلبة العلم    ((كل تأخيرة فيها خير))    الإتحاد السوداني لكرة القدم يشاطر رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الأحزان برحيل نجله محمد    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    مستشار سلفاكير يكشف تفاصيل بشأن زيارة" كباشي"    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    قائد السلام    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    العقاد والمسيح والحب    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حسن إسماعيل بعد الوزارة : كنت أشفق على الاسلاميين من تصديهم لتحمل إدارة بلد كالسودان
نشر في الراكوبة يوم 27 - 08 - 2015


- لن أهرب من أرشيفي وأتوقع إساءات وحرباً قذرة
- بهذه الطريقة ستتحول المعارضة إلى هيكل عظمي
- لا أرى منفعة شخصية تعود علىّ من الوزارة بل العكس سأتضرر جداً
حاوره : فتح الرحمن شبارقة
أين سيهرب الكاتب الصحفي حسن إسماعيل من ارشيفه المعارض بعد تعيينه وزيراً في حكومة ولاية الخرطوم ؟.. هل أدرك المعارض (الفصيح) اخيراً صعوبة اسقاط النظام فقرر المشاركة فيه فجأة بعد أن قال فيه ما لم يقله مالك في الخمر؟.. هل سينفذ برنامج حزبه أم برنامج المؤتمر الوطني في الحكومة؟ وكيف ينظر إلى الضجة غير المسبوقة التي أثارها انتقاله المربك في الواقع والأسافير؟ وهل سيكتب حسن إسماعيل نفسه شقيا بعد أن أمسك بالقلم، والقرار معاً؟
كل تلك التساؤلات، وأخرى أكثر اتهامية بالطبع، طرحتها على حسن إسماعيل وزير الحكم المحلي الجديد بولاية الخرطوم بعد ساعات من إعلان تعيينه، فأجاب عليها بهدوء وبرود يتناسب عكسياً مع الضجة التي أثارها خبر استوزاره، ولا يزال. (الرأي العام) أجرت هذا الحوار مع الوزير حسن إسماعيل في شقته الصغيرة بضاحية المنارة بأم درمان، وقبل أن تضع على طاولته التساؤلات التالية، قدم لنا حلوى، ومنها كانت البداية:
* هل ترى تعيينك من المناسبات السعيدة التي تستدعي تقديم مثل هذه الحلوى؟
- التعيين بالنسبة لي هو مناسبة فيها مزيد من العبء والتكليف والتحدي. لكن درجت العادة أن هناك أعرافا حاكمة في البيوت السودانية، فست البيت هي التي تتولى مثل هذا الجانب، وهذه هي الضيافة العادية التي تقدم.
*ماهي حيثيات قبولك بالوزارة؟
- الحيثيات هي أنك تريد أن تذهب في اتجاه تنفيذ كثير من الذي تقوله وتنظر له وتنصح به بعد أن جاءت الفرصة لكي تكون لاعبا تنفيذيا وعمليا في الميدان.
*هنالك تجارب لانتحار أقلام كانت تتحرك في فضاءات المعارضة الطليقة، ألا ترى أن قلمك انتحر أيضاً بعد دخولك في العمل التنفيذي؟
- أنا عندي ثقة كبيرة جداً في أن لا يحدث ذلك، وأنا أنظر لتجارب مثل منصور خالد، فهو دخل في كثير من التجارب السياسية المثيرة للجدل لكن عندما يكتب يظل هو أهم من يكتب.
*الآن وقد أصبح بيدك القلم والقرار فهل ستكتب نفسك شقياً؟
- أنا ساعي وأتمنى أن لا أكتب نفسي شقياً طبعاً.
* كنت في السابق تصحح كراسات بعض المسؤولين، فهل لديك استعداد الآن لكي يُصحح لك؟
- أكيد، وفي عمود أمس أنا قلت واحدة من الأشياء التي سنظل نتمسك بها هي سعة صدرنا للرأي الآخر ونحن في وضع تنفيذي، وهذا أول تحدٍ أتمنى أن أنجح فيه ولا أضيق بالنقد وحتى بالذين يسيئون الينا.
*وهل سيتسع صدرك أمام إتهامك بأنك قدمت مثالا ناصعا للانتهازية السياسية بعد قبولك بالمشاركة؟
- هذه التهم مكرورة وممجوجة وتقال هكذا بلا حيوية، والأذن السياسية السودانية ملت من سماعها. وأنا لا أرى أن هناك منفعة شخصية تعود علىّ من هذه المسألة بل العكس على المستوى الشخصي أنا سأتضرر كثير جداً، وأنا كنت أكتب ببراح شديد ومن المساطب والآن وُضِعت في زاوية ضيقة جداً. وأنا لا أرى أن هناك انتهازية لكن الذي يريد أن يقول هذا فهو حُر ولن يضيق صدري إن شاء الله.
*من الواضح أن موقف المشاركة كان كامنا وكنت تستبطنه في دواخلك حتى وأنت تنتقد الحكومة؟
- في آخر لقاء مع د. مصطفى قلت له أنتم لازم تثقوا في الناس أكثر وتشركوهم في حمل المسؤولية بصورة أصدق، حتى أنني قلت له إذا أردتم إشراك القوى السياسية فلا تعطوها وزارات ومسؤولية هامشية حتى تأتي الأحزاب بكوادر ضعيفة، فقال لي إذا أنتم عندكم تستعداد فنحن عندنا استعداد. فأنا لا استبطن المشاركة وإنما استبطن الإشتراك في تحمل المسؤولية، وأرى أن المعارضة هي ليست موقفا مفتوحا إلى عنان السماء وكلاما فقط، لكنه استعداد في لحظة ما لتحمل المسؤولية.
*هل تم اخطارك مسبقاً باستوزارك أم ربما تفاجأت به؟
- هذا المجهود قاده د. صادق، ونحن أصلاً خط الكلام بيننا مفتوح منذ سنوات ونتشاور في المسائل العامة. وأنا عرفت أنه سيقدم ترشيحات لهذا المنصب الوزاري وهو أختارني وتحدثنا في هذا الموضوع كثير جداً وقلت له على بركة الله، لكن لم يكن يقينا بكيفية الأختيار، فأنا تيقنت بعد المؤتمر الصحفي لإعلان الحكومة.
*ما الذي يمكن أن يفلح فيه حسن إسماعيل بعد فشل مشاركات سابقة لقيادات في قامة مبارك الفاضل التي كانت تربطك به صلات قوية؟
- وأنا داخل حزب الأمة الإصلاح والتجديد ذكرنا حيثيات فشل الشراكة بيننا وبين المؤتمر الوطني وكان من ضمنها أن هناك خللا في اختيار الفريق المشارك نفسه والظرف السياسي نفسه كان مختلفا، والآن هناك معطيات جديدة، وأنا أفهم ان السياسية هي علم تجريب يعني لا يغلق الباب من مرة واحدة هكذا، وأنا قلت إن هناك مستجدات على مستوى العلاقات الرأسية داخل الحكم وهناك مستجدات إقليمية وهناك مستجدات على جسد المعارضة وميدانها وصعيدها، والفرصة الآن مواتية لكي ينجح الإشتراك في تحمل المسؤولية.
*ماهي أبرز الأشياء التي كنت تأخذها على تجربة الإسلاميين في الحكم؟
- أكثر ما كنت آخذه عليهم، وفي نفس الوقت أشفق عليهم هو تصديهم لتحمل إدارة بلد كالسودان لوحدهم وعدم الثقة في الآخر وعدم استصحابه في تحمل المسؤولية. وواحدة من الأشياء التي أصابت النظرة السياسية بالرهق هي نظرة كل طرف للآخر وأنه ليس آخر مكملا وإنما آخر خصم ويجب أن يستمر خصم هكذا إلى أبد الدهر. لذلك أنا حتى في مخاشنتي في الحديث الصحفي أعود وأتكلم حتى مع الأطراف التي أنتقدها، بإعتبار أن هذا ليس موقف شجار وإنما موقف نقد، وموقف النقد مكمل للموقف الأصلي.
* ما الذي صعد بك يا أستاذ حسن، فهناك من يقول إن الذي صعد بك هي مواقفك الناقدة بحدة للإمام الصادق المهدي وابنته د. مريم؟
- كل شخص يحاول النظر لهذا الأمر من زاويته بعد ذلك، وأنا نقدي للأوضاع القائمة ولكثير من القيادات والمسؤولين في الحكومة وفي الحزب الإتحادي وفي حزب الأمة بالتساوي، ولا أظن أنني كتب شيئاً التماساً لقبض ثمنه من جهة ما. وكثيرون في الحكومة والمعارضة كانوا يضيقون بنا على حدٍ سواء، ولا أعتقد ان هذا هو السبب.
* الآن كيف تنظر للإمام الصادق المهدي؟
- للأسف سيد صادق المهدي ظل وسيظل بهذا المنهج بعيداً عن الواقع.
*وماذا عن الرئيس البشير؟
- أفتكر الكلمتين الاخيرتين اللاتين قالهما في جمعية الحوار واجتماع الشورى تفسر لكثيرين لماذا نحن في هذا الموقع الآن.
*عن أي كلمتين تتحدث؟
- كلامه عن الجدية في مسألة الحوار، وكلامه عن أن حزب المؤتمر الوطني يجب أن يخرج من حالة عدم النشاط على مستوى القواعد، يشير إلى أن هناك احساسا مشتركا وعاما بضرورة أن تكون هناك محطة ومرحلة جديدة في العمل السياسي.
* منذ أيام الجامعة وأنت ناقد لهذا الوضع، فهل رضيت عنك الإنقاذ اخيراً أم أنت من رضيت عنهم؟
- أنا نقدي ليس عشوائياً فأنا أنتقد وضعا معيّنا وأقدم المقترحات والمعالجات لهذا الوضع، فأنا صاحب أُطروحة وطرح سياسي وليست ناقدا فقط، وعندي كثير من المقترحات والمشاريع والأفكار.. والمسألة ليست مربوطة بالرضا وإنما بالإستعداد لأداء دور تنفيذي أفضل من الدور الناقد والمراقب.
*ألا يزعجك أن تخسر أصدقاءك في المعارضة بعد مشاركتك في الجهاز التنفيذي؟
- أنا لن أخسر، وهنالك سوء فهم كبير، فأنا عادة في كثير من المحطات السياسية التي كنت موجوداً فيها يبدو صوتي نشازا. ففي جامعة الخرطوم لم تكن لدى صداقات وكنت غير محبوب في الوسط السياسي المعارض نفسه، ولكن أنت في العمل السياسي لا تبحث عن الرضا عند الناس والمجاملة، أنت تبحث وتعمل لإقناع الآخرين بوجهة نظرك. وفي حزب الأمة أنا أحد الذين قادوا باكراً جداً مسألة الإصلاح والتجديد ولاقيت في هذا ما لاقيت من خصومات وصراعات ولكن في النهاية أنت تستريح وترضى لأن وجهة نظرك التي تأخذ بها تتسع قاعدة الرضا بها..
* تبدو غير مهتم بأن تكون (محبوباً) وسط المعارضة؟
- العمل السياسي ليس مقاما للحب والكراهية، فهو عمل جاد تبرز فيه الرؤية الصحيحة وهو أشبه بمسألة إعطاء الدواء للمريض، و صغار المرضى عادة لا يحبون الأطباء مع أنهم يسعون لمصلحتهم.
*ألا تستشعر أي حرج سياسي من الهبوط المفاجئ وغير التدريجي لك من المعارضة للمشاركة في الحكومة دون أن تنبه الناس الى ضرورة ربط الأحزمة؟
- صحيح القرار كان مفاجئاً لكن أنا دائماً أتحاور مع الناس على صفحتي في الفيس بوك، وأصلاً نحن الذي بيننا وجهات نظر لا أكثر ولا أقل، وأنا لا أعتقد ان أصدقائي في المعارضة أو الناس أُحبطت فقط من قراري الاخير، فالناس أصلاً محبطون وأنت عندما تتحدث عن إنجاز مشروع لأكثر من 25 سنة بلا فائدة فلا يوجد إحباط أكثر من هذا. لكن أعتقد أن هناك صدمة ولكنها ستمتص.
*كيف ستمتص؟
- بالحوار. وهناك أشياء كثيرة في العمل السياسي أنت لا تفصح عنها إلا بعد أن تتم.
* على ذكر صفحتك في الفيس بوك، لماذا أغلقتها مؤخراً وتحولت فجأة من صحفي يبحث عن الحقائق الى مسؤول يعمل على تغطيتها، وألا يعني ذلك سقوطك في أول اختبارات قبول الرأي الآخر؟
- صفحتي تحتاج لمتابعة ووقت وهو ما لم يكن متوافرا في الفترة الماضية واتمنى ان يتوافر الوقت في المرحلة القادمة ولكني لن اتهرب من الكتابة فأنا أتنفس بالقلم وهو عصاي التي اتوكأ عليها واهش بها على غنمي.
* أي برنامج سينفذه حسن إسماعيل في الحكومة.. برنامج حزبكم أم برنامج المؤتمر الوطني ربما؟
- بالتأكيد أنا أُمثل حزبا في هذه الوزارة وسأقول وجهة نظره داخل مجلس الوزراء وسأحاول أن أصل مع آخرين لوجهة النظر هذه، ثم بعد ذلك تأتي مرحلة التنفيذ.
*كيف تنظر الآن إلى ماضيك المعارض..هل ستتعظ منه، أم ستتجاهله، أم ربما ستبصق عليه؟
- كل كلمة يقولها صحفي ويقولها سياسي يجب أن تظل متحركة أمام عينيه وتظل هي الإطار الذي يتحرك فيه. والصحفي والسياسي الذي ينسى أقواله وأفعاله يدخل في بحر من التيه لا ساحل له..
*لكن أنت لديك أرشيف للنسيان ويحملك للهرب منه بعد أن أصبحت وزيراً؟
- لا أعتقد ذلك..
*أين ستهرب من ارشيفك المعارض؟
- سآخذه وسيظل معي دائماً. وأنا بالمناسبة يا فتح الرحمن أنا محتفظ في ذاكرتي تقريباً بكل ما أقوله وأكتبه في العمل العام. وأحرص على أن لا أدخل في تناقضات، فما يراه البعض تناقضات هو في الحقيقة مواقف مكملة لبعضها ولكنها متباعدة لهذا يظهر التناقض هنا، لكن أنا قادر ولدى الاستطاعة على شرح وتوضيح وجهة النظر هذه.
* دعني أقرأ لك من ارشيفك (كل شىء يمكن أن يتغيّر أو يتبدل إلا الإنقاذ والطريقة التي تدير بها الأزمات)؟
- حتى تلك اللحظة التي كتبت فيها ذلك المقال الإنقاذ لم تتغير ولم تتبدل، واللغة العربية هذه حمالة أوجه، وإذا أنت تحدثت عن حالة تقريرية فإن هذه الحالة محكومة بزمان ومكان. يعني إذا أنا كتبت مقالا في العام الماضي وحدثت متغيرات في العام التالي فهل أتمسك في قولي مثل صنم العجوة ؟ أم أتدبر في التغيير الذي حدث، وإذا كان هناك تغيير حدث فالأولى أن لا تتعبد في قولك الذي قلته، بل تتأمل في التغيير الذي حدث.
*ولكن الذي حدث ليس تغييراً في أوضاع البلد أو الحكومة وإنما تغييراً في أوضاع حسن إسماعيل الشخصية بعد أن أًصبح وزيراً؟
- أنت الآن في هذا الحوار ذكرت لي جزءاً من مقال أرشيفي، لكن أنا أذكرك بمقال لاحق - والقرآن فيه الناسخ والمنسوخ- قلت فيه ضربة معلم سيدي الرئيس عقب زيارته إلى السعودية، وقلت فيه إن الرئيس البشير بهذه الخطوة استعاد كثيراً من عافية الموقف السوداني في محيطه العربي، وكما قلت لك أنا أتذكر الكثير من النصائح التي أُزجيها لضرورة أن ينتبه المؤتمر الوطني للآخرين باعتبارهم شركاء وليسوا أتباعاً.
*دعنا نعد لارشيفك مرة أخرى، فأنت استنكفت على د. الترابي في واحدة من مقالاتك حديثه عن أن انخراطهم في الحوار جاء لأنهم فشلوا في اسقاط النظام بينما أنت تنخرط الآن في النظام نفسه وليس في الحوار؟
- الوضع بالنسبة لنقدي للترابي مختلف، لأني أعتقد أن دخول الدكتور حسن الترابي للحوار نفسه ليس إيماناً بالحوار وإنما لأنه يريد أن يمد حبل الحوار حتى يخنق به الآخرين. وحتى لا يكون الموقف محكوماً بعبارات منتقاة، أنا موقفي العام هو أنه يجب أن نبحث عن تسويات حقيقية يُعطي فيها الآخرون دورا حقيقيا للإشتراك في إدارة البلد، وهذا هو الموقف الأساسي وبعد ذلك تأتي طوارئ ومواقف معينة تستدعيك أن تعلق تعليقاً معيناً ، يعني أنا مثلاً رفضت العمل المسلح عندما دخلت قوات الحركة الشعبية (شمال) إلى أبو كرشولا وقلت كلاما واضحا في هذه المسألة وتحملت مسؤوليته من سباب وغيره، وأنا كتبت أكثر من 17 مقالا في ضعف وعجز المعارضة وقلت يجب أن نسير في العملية السياسية بمنهج مختلف من العملية التي تسير بها الأحزاب والمعارضة الحزبية، وتحدثت كثيراً في مقالاتي عن نشاط الشباب المعارض..
=مقاطعة=
*كيف تقيّم الوضع الصحي للمعارضة الآن، وأي مستقبل ينتظرها برأيك؟
- المعارضة الحزبية إذا استمرت في هذا الطريق فستبتعد كثيراً عن الحياة والحضر، وستجد نفسها هيكلاً عظمياً. ولابد من أن يأخذ زمام المبادرة في هذه الأحزاب الشباب والدماء الجديدة ويكفي أن تظل القيادات في هذه الأحزاب لخمسين وستين سنة، وما لم تأتِ لقيادة هذه الأحزاب قوى جديدة ودماء حارة، أعتقد أن مصير المعارضة الحزبية مصير عدمي.
* قبولك بالمشاركة في الحكومة وتحمل المسؤولية عده البعض دليلا على تيقنك من صعوبة تحقق خيار اسقاط النظام ولذلك انتقلت للتعامل بواقعية مع خيار آخر؟
- ربما.
* ماهي الرسالة التي يضعها حسن إسماعيل في بريد كوادر وشباب حزب الأمة المعارضين الذين فجعوا في موقفه الاخير؟
- رسالتي لهم أن لا يتعاملوا مع القضايا بالنهج العاطفي وبطابع التباكي أو الانفعال وعدم التوازن في تقييم الموقف. وهناك سعة من الوقت للنقاش والحوار والحديث ووضع النقاط فوق الحروف، ولدى رسالة ثانية فهناك كثير من الناس يتصلون بي ويعبرون عن اشفاقهم من حالة الهجوم ضدي، وأنا في هذا مثل اللاعب المحترف الذي يحتفظ بالكرة في حدود الميدان قريباً من جماهير الخصوم وفي أذني تقع كل العبارات و الشتائم ولا أعبأ بها .. فأنا متوقع لكثير من الحرب القذرة والإساءات، ولكن أنا فاهم إن الأهم في العمل السياسي هو أن تنجز الذي بين يديك.
*كيف تنظر للحملة الإسفيرية الضارية ضدك؟
- بالنسبة للحملة الاسفيرية، فأنا عموما أتفهم صدمة البعض وغضبهم وهذا مقدر ولكني أيضا بحكم موقعي فأنا اعرف هدف هذه الحملة ولا أبالي واتعامل بهدوء و برود وليس من المتوقع أن انجر الى هذه المعركة. وأضحك عندما يجلس أحدهم لإرسال فيديو مخاطبة سنهوري حسنا هذه مواقفي مشهودة وموثقة فما هي وأين مواقف الذي يرسل الفيديو ؟ هل للإخوة قادة الحملة مشروع سياسي معارض حقيقي؟ وأين هو؟ وهل حسن هو مشروعهم السياسي؟ أنا اخترت منهجاً في العمل السياسي وهم عندهم أزمة أن يثبتوا أن لديهم مشروعاً ويخرجوا من حالة لطم الخدود وشق الجيوب وشد الشعر هذه.
* ماهي قصة ال15 مليوناً التي ذكر أحد أصحابك القدامى أنك أخذتها منه دون وجه حق؟
- هذا الأخ قال إن القضية في المحكمة واللجوء للمحاكم سلوك حضري ومدني ممتاز لرد الحقوق وفصل المظالم فإن كان ثمة حق فسيجده وان كان لدينا حق فسنأخذه ولكني أظن أنه لم يوفق في بقية الشتائم والاساءات وأخشى انه ورط نفسه في ذلك متعجلا.
* ألا يؤكد تعيينك ما يتردد عن أنه كلما أزددت شراسة في معارضة الحكومة كلما أقتربت من الاستوزار؟
- انا شرس من يومي ، اطرح مواقفي بقوة منذ أن كنت طالبا في جامعة الخرطوم وداخل حزب الأمة وكنت شرسا ضد المعارضة فالي ماذا كنت اتطلع؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.