شكا مزارعو قسم ود سلفاب بمشروع الجزيرة من العطش الذي يهدد محاصيلهم بالخروج من دائرة الإنتاج، خاصة ترع قبلي وبحري وود السيد. وتخوف المزارعون من ذهابهم إلى السجن بسبب فشل الموسم الزراعي، مشيرين إلى معاناتهم المتواصلة بسبب انعدام مياه الري حتى بالترعة الرئيسية، وطالبوا إدارة المشروع بالتدخل العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وكشفت جولة "الجريدة" بقسم ود سلفاب أمس عطش مساحات واسعة من محاصيل الذرة والفول وبعض محاصيل العروة الصيفية، وهدد المزارعون في حال استمرار انعدام مياه الري التي وصفوها بالمهلكة عدم المجازفة في الموسم الشتوى القادم وزراعة محصول القمح والإستعاضة عنه بمحاصيل بديلة مثل البطيخ والكسبرة. وعلمت "الجريدة" ان عدد المزارعين بالقسم يتراوح عددهم ما بين 1000-1500 مزارع، واتهم بعض المزارعين إدارة المشروع بسوء الإدارة وعدم التوزيع للمياه الأمر الذى إنعكس سلباً على الزراعة مما أدى لخروج الكثير من المزارعين بسبب العطش في الوقت الذى تتوفر فيه المياه الى درجة الإنكسار في بعض الترع، في ظل الغياب التام للمفتشين والمهندسين الذين لا يظهروا الا في حالة تخليص الضرائب، وأشار المزارعين الى ارتفاع تكاليف الزراعة في ظل انعدام المياه والاتجاه لاستعمال "الوابور اللستر" لرفع المياه لري الحواشات بتكلفة 110 جنيه لري الفدان الواحد. وقال المزارع حاتم الطيب محجوب إن الزراعة فشلت بسبب عدم وجود الماء مما أدى لاتجاهه الى الرى عن طريق "اللستر" منذ الرية الثانية حتى تاريخه، مشيراً الى أنه في حالة فشل الرية الرابعة في ظل منع الأجهزة المختصة استخدام "اللستر" ستدمر المحاصيل وسيواجه المزارعون شبح دخولهم السجن بسبب المديونيات المتراكمة، وطالب الجهات المختصة بمعالجة التشوهات في الترعة الرئيسية "الجنابية" التي تقوم توزع المياه ل29 ترعة. وقال إن مزارعي الترع الأخرى تغولوا على المياه الخاصة من خلال حفر "ناكوس" يتبع لترعة أخرى مما أدى للعطش في بعض المناطق. ويرى المزارع عبدالرحمن نصرالدين إن الحفر العشوائي وعدم اهتمام إدارة المشروع أدى لهذه إلى الفوضى. وأكد أن "اللستر" في حال توفر المياه بالترعة يمكنه سقاية الفدان في يومين، وأشار الى أنه قام بزراعة ستة أفدنة منها 4 بود سلفاب وفدانين بقبلي. ومن جانبه كشف الأمين مختار مدير قسم المسلمية أن مشكلة العطش التي ظهرت سببها ضعف هطول الأمطار، مشيراً في ذلك إلى أن 80% من الري للعروة الصيفية من مياه الأمطار و20% من الري التكميلي، موضحاً أن العام الماضي بلغت كمية الأمطار فيه بما يعادل 420 ملم، مقارنة مع 45 ملم في هذا العام، مؤكداً امتلاء الترع خلال اليوم السبت، مقراً بأنهم قاموا بإدخال الأجهزة الأمنية في المشروع لإجراء عمليات تنظيمية تمهيداً لحل مشكلة العطش وشح المياه، مطالبا المزارعين بالالتزام بعدم تشغيل "اللستر"، وقال إن المزارعين لم يلتزموا بمواقيت الزراعة منذ شهر يونيو مما أدى لظهور مشاكل العطش. الجريدة