حذر الكثير من الأطباء من كثرة استخدام الرجال للكمبيوتر المحمول وتقريبه من الجسم لشدة الضرر الذي يلحقه بجودة الحيوانات المنوية التي تتأثر بالحرارة والأشعة في غضون الدقائق الأولى. العرب محمد رجب على الرغم مما حملته التكنولوجيا الحديثة للإنسان من فوائد ومزايا، أضافت المزيد من السعادة والراحة لأسلوب حياته، إلا أن أغلبها يتسبب في أضرار ذات مخلفات خطيرة على الصحة، حيث أكدت دراسة حديثة أن استخدام الرجال للأجهزة اللوحية المتصلة بشبكات الإنترنت لاسلكيا من خلال الواي فاي، عن طريق وضعها فوق الأرجل يؤثّر على الخصوبة وجودة الحيوانات المنوية. وتمتع الرجل بالخصوبة هو قدرته على إنتاج حيوانات منوية طبيعية وقادرة على إخصاب بويضة المرأة. وتتلخص مواصفات الحيوانات المنوية الطبيعية بأن يكون حجمها من 2 إلى 6 مليلتر، ويبلغ عددها حوالي 15 مليون حيوان منوي في المليلتر. وتظل أكثر من 50 بالمئة من الحيوانات المنوية نشطة تتحرك لمدة أكثر من ساعتين. وتشير الدراسات والأبحاث إلى أن الحيوانات المنوية غير الطبيعية هي من الأسباب الرئيسية التي تسبّب العقم، حيث أن النقص الهرموني عند الرجل يعتبر أحد أبرز العوامل لعدم الإخصاب. وكشف الباحثون أن هناك أكثر من 5 بالمئة من الرجال يشكون من هذه المشكلة كمسبب مباشر لعدم إخصابهم. وفي الغالب لا تظهر هذه الاضطرابات عند الرجل إلا بعد تحليل السائل المنوي. وتعتمد درجة نجاح معالجتها على مدى تطوّر الحالة المرضية أو تقدّمها. وفي دراسة أجرتها جامعة ستانفورد في الولاياتالمتحدة، قامت مجموعة من العلماء من الأرجنتينوالولاياتالمتحدة، بأخذ عينة من السائل المنوي لنحو 30 رجلا، تتراوح أعمارهم ما بين 32 و40 عاما. وتمّ وضع العينات تحت جهاز لاب توب متصل بشبكة الواي فاي، وبعد مضي أربع ساعات، وجد العلماء أن حوالي 25 بالمئة من عينات الحيوانات المنوية فقدت القدرة على الحركة، بينما أظهرت 9 بالمئة من العينة تلفا للحمض النووي. وهو ما يقلّل قدرة الحيوانات المنوية على تخصيب بويضة المرأة. وذلك مقارنة ب14 بالمئة من العينات التي تم تخزينها بعيدا عن تأثير الواي فاي والتي ألحقت ضررا أقل بالحيوانات المنوية. ويوضح الباحثون، في الدراسة، أن عينات السائل المنوي التي تمّ وضعها على مسافة أقل من بوصة واحدة تحت جهاز لاب توب متصل بشبكة الواي فاي كانت أكثر عرضة للإصابة بتلف الحمض النووي وبطء حركة الحيوانات المنوية بحوالي 30 بالمئة، مقارنة بحركة الحيوانات المنوية العادية وجودتها. ويشير البروفيسور يليم شينكين، أستاذ المسالك البولية بجامعة نيويورك، إلى أن هناك القليل مما يمكن عمله لتفادي ذلك، فالأفضل استخدام أجهزة اللاب توب على المكتب. وأكد أن ملايين الرجال يستخدمون أجهزة الكمبيوتر المحمول وخاصة في سن الإنجاب بذات الوضعية الخطأ، ما يزيد من مشاكل الخصوبة لدى الرجال. ويؤكد أن تأثير استخدام أجهزة اللاب توب بوضعها على الأرجل، يزيد في غضون خمس عشرة دقيقة، درجة حرارة الصفن، وتكون أكبر من المعدل الآمن، دون أن يشعر المرء بذلك، حيث أن وضع كمبيوتر محمول على الركبتين يتطلّب الحفاظ على الساقين مضمومتين دون حركة. وبعد ساعة واحدة في هذا الوضع ترتفع درجة حرارة الخصية بمقدار يصل إلى 2.5 درجة مئوية. وأوضح أن ارتفاع درجة حرارة الصفن حتى أكثر من درجة مئوية واحدة يكفي لإلحاق الضرر بالحيوانات المنوية ويقلّل من جودتها وخصوبتها. وينصح د. لي دو- كين من جامعة ستانفورد في الولاياتالمتحدة، الرجال والأزواج الذين يسعون إلى الإنجاب بعدم تعريض أنفسهم بشكل متكرر للأجهزة الكهرومغناطيسية بقدر المستطاع. فمثلا عند استخدام المايكروويف يفضّل الابتعاد عن الجهاز وقت تشغيله ثم الاقتراب منه عند الانتهاء من الطهي. ولفت إلى أنه كلما عمل الرجل في أجواء كهرومغناطيسية كانت نوعية الحيوانات المنوية رديئة، وأقل جودة وقدرة على التخصيب، كما يؤكد ضرورة الابتعاد قدر الإمكان عن الأجهزة التي تحتوي على الواي فاي سواء في المنزل أو العمل، وعدم تعريض منطقة الخصية لهذه الأشعة، بشكل مباشر. ويؤكد د. حامد عبدالله، أستاذ الأمراض التناسلية وعلاج العقم بطب قصر العيني، أن نتائج تلك الدراسة تحمل الكثير من الخطورة على الصحة الإنجابية للرجال، وذلك لانتشار استخدام الأجهزة اللوحية واللاب توب، وهو ما يزيد من تأثيراتها السلبية ويضعف خصوبة الرجال. وأوضح أن نتائج الدراسة لم تقل إنه إذا بدأ شخص ما في استخدام أجهزة الكمبيوتر المحمول سيصبح عقيما، إلا أنها تحذّر من أن الاستخدام المتكرر لتلك الأجهزة بذات الوضعية على الأرجل، يمكن أن يسهم في مشاكل الإنجاب، لأن أكياس الصفن ليس أمامها الوقت لتبرد، مثلما يحدث عندما يجلس الرجال وأرجلهم مفتوحة، عند وضع جهاز الكمبيوتر على وسادة كبيرة، إذ تمكنهم هذه الطريقة من الحفاظ على برودة الخصيتين.
