ما بين القوسين أعلاه (يبدو إنو البلد فيها تحول ديمقراطي)، الذي جعلناه عنواناً لموضوع اليوم، هو عبارة بليغة لشاعرنا المبدع هاشم صديق، كان قد أطلقها في مناسبة سنأتي على ذكرها، أما مناسبة تذكرنا للعبارة نفسها فتعود للخبر المدوي الذي أبرزته بعض صحف الخرطوم الصادرة أمس (الجمعة)، وزينت به أعاليها، وعنوان الخبر يقول كما ورد في الغراء (آخر لحظة)، (السفير الروسي.. سيبرين ليست شركة روسية)، وتفاصيل الخبر تقرأ (قطع السفير الروسي بالخرطوم أمير قياس بأن شركة سيبرين العاملة في التنقيب عن الذهب بالبلاد ليست شركة روسية، وأكد أن الشركة مسجلة وفقاً للقانون السوداني، وتعتبر شركة سودانية وليست روسية، ورد السفير في تصريحات بالبرلمان عقب لقاء سفراء دول الاتحاد الأوروبي بالخرطوم برئيس المجلس الوطني، رد على تساؤلات بشأن تعثر قروض خاصة بشركة سيبرين، بقوله (هذه الشركة مسجلة في السودان وفقاً للقانون السوداني، ولهذا تعتبر شركة سودانية وليست روسية، وأنا كسفير لروسيا الاتحادية لا أعلق على هذا الموضوع، لأن العقد موقع بين شركة سودانية ووزارة المعادن وليس هذا شأني). كان مجرد ورود هذا الخبر المجلجل في بعض صحافتنا الورقية يكفي للفت النظر وجذب الانتباه، فقد كانت الصحف قد منعت عن تناول أي أخبار سالبة عن شركة سيبرين وما أدراك ما سيبرين، بعد الجدل المثير الذي احتدم حولها والشبهات التي طالتها، ولهذا عندما عثرت على خبر منشور عنها ببعض الصحف ينفي أية علاقة لها بروسيا بحسب إفادة السفير، تذكرت عبارة هاشم صديق المار ذكرها التي نوردها فقط على سبيل الذكرى، إذ لا يزال البون شاسعاًً بيننا وبين التحول الديمقراطي الحقيقي غير المدغمس وغير المنقوص، فما يظهر هنا وهناك من شيء من انفراج لا يرقى لمستوى (التحول) الحقيقي، وإنما يمكن أن نطلق عليه مسمى (تحول على كيف الحكومة وبمزاج حزبها)... ليس من أغراضي هنا العودة لفتح ملف (سيبرين) المحتشد بالعجائب والغرائب، ولم يكن ذكري لها إلا من باب الشيء بالشيء يذكر، وما تذكرته بذكرها هو أن شاعرنا المبدع هاشم صديق كانت قد استضافته إحدى القنوات السودانية قبل عدة سنوات، في تلك الاستضافة التلفازية وتحديداً عندما طلب المذيع المستضيف من هاشم أن يتفضل بقراءة رائعته (القرنتية)، لحظتها كانت الدهشة قد بلغت أقصى سقوفها عند هاشم، فقال للمذيع مستغرباً (أنت متأكد)، وبعد أن أكد المذيع طلبه وطمأنه عليه، التفت هاشم إلى الضيف الآخر الذي كان يشاركه الجلسة وقال يخاطبه (والله يا فلان يبدو إنو البلد فيها تحول ديمقراطي)، وأضاف ما معناه (والله لو شفت الزرزرة اللي اتعرضت ليها عشان القصيدة دي، بقيت لو شفت قرنتية ساي أقرأ آية الكرسي) و... (قرنتية وما غواصة روسية)... [email protected]
