عن مركز عبد الكريم ميرغنى الثقافى بالعاصمة السودانية (الخرطوم).. صدرت الترجمة العربية لكتاب "حكايات كانتربرى السودانية"، من تحرير السير دونالد هولى، وترجمة وتقديم محمد أحمد الخضر. والكتاب- على غرار كتاب "حكايات كانتربرى" للشاعر الإنجليزى تشوسر- يضم حكايات رواها موظفون بريطانيون عملوا فى مختلف مهن الخدمة المدنية بالسودان، أثناء فترة الحكم الثنائى الإنجليزى المصرى (1898-1956)، فيما حرص الرواة على عدم الانزلاق إلى الشئون السياسية، بحيث سجل كل منهم انطباعاته وملاحظاته وتجربته الشخصية من الناحيتين المهنية والاجتماعية. ويرصد المترجم- فى مقدمته- أن هؤلاء الأشخاص قد عملوا فى السودان فى ظروف بالغة الصعوبة من حيث وعورة الطرق وبدائية وسائل المواصلات (الجمال والثيران، وفى النهاية اللوريات)، مع تفشى الأمراض فى كثير من المناطق النائية.. وأنهم كانوا جميعا يحملون مؤهلات أكاديمية عالية، ويخضعون لاختبارات قاسية، من بينها اجتياز امتحان خاص فى اللغة العربية. وتكشف الحكايات الواقعية التى يضمها الكتاب مختلف جوانب الحياة السودانية فيما قبل الاستقلال، وخاصة أنها تغطى جميع المجالات التى عمل فيها الموظفون البريطانيون بالسودان.. بما يجعل منها وثيقة أمينة لحقبة هامة من التاريخ الاجتماعى والثقافى بالسودان، سواء فى مدنه الرئيسية أو مناطقه النائية المتباعدة، مختلفة الإثنيات والعقائد والتكوين الثقافى. (زين السودان) تدشن جائزة عالمية باسم الاديب السوداني الراحل الطيب صالح (كونا) -- دشنت شركة (زين-السودان) للاتصالات امس جائزة عالمية سنوية باسم الاديب السوداني الراحل الطيب صالح للابداع الكتابي بقيمة 200 الف دولار امريكي حيث سيفتح باب التقدم للمشاركة بالمسابقة اعتبارا من يوم الخميس المقبل. وقال العضو المنتدب للشركة الفاتح عروة في مؤتمر صحغافي هنا "ان المسابقة تهدف الى تخليد ذكري الكاتب الكبير صالح وهي مساهمة متواضعة ارادتها الشركة المعنية بالاتصال بين الناس لكي تواصل مسيرتها في دعم العمل الاجتماعي والثقافي وتفتح نهجا جديدا لها في تحقيق التواصل الثقافي والابداعي بين البشر". وأوضح ان الجائزة مكونة من ثلاثة فروع تمثل المحاور الرئيسية التي دار في اطارها الطيب صالح وهي الرواية والقصة القصيرة والنقد. وقال انه تم تشكيل لجنة أمناء للجائزة برئاسة البروفسور علي محمد شمو ونائبه مستشار الرئيس مصطفى عثمان اسماعيل وعضوية نخبة من كبار اهل الثقافة والفكر. ومن جانبه أوضح رئيس مجلس امناء الجائزة شمو ان التقدم للمسابقة سيبدأ اعتبارا من يوم الخميس المقبل ويستمر حتى منتصف شهر اكتوبر 2010 لتعلن النتيجة في فبراير من العام المقبل في الذكري السنوية لرحيل الطيب صالح. وأعرب شمو عن أمله في ان تكون المسابقة استمرارا لنهج الكاتب الكبير في خلق حالة من التفاعل الحضاري والتعرف على الاخرين من خلال الكتابات الابداعية والرؤى النقدية واعلاء قيم التسامح والحوار والاخاء. من ناحيته اوضح الامين العام للجائزة مجذوب العيدروس ان المجلس اشترط ان تكون المشاركة في مجال الرواية بما لا يقل عن 30 ألف كلمة للرواية المقدمة وحصر المشاركة في مجال النقد الادبي على ان تكون في العام الاول للجائزة حول الاعمال الابداعية للطيب صالح ورؤاه النقدية اما في مجال القصة القصيرة فتقدم مجموعة قصصية لا تقل عن 13 قصة قصيرة. واضاف ان الجوائز ستكون للثلاثة الاوائل في المجالات الثلاثة للجائزة وسيكون التحكيم بواسطة خبراء من مختلف الدول العربية. وكان الراحل صالح الذي توفي في ال18 من فبراير 2009 في العاصمة البريطانية لندن عن عمر يناهز الثمانين عاما يعمل في الاذاعة البريطانية في لندن ونال بعد ذلك شهادة في الشؤون الدولية في انجلترا وشغل منصب ممثل اليونسكو في دول الخليج ومقره قطر في الفترة ما بين عام 1984 - 1989 . وكان صدور روايته الثانية (موسم الهجرة الى الشمال) والنجاح الذي حققته سببا مباشرا في التعريف عنه حيث ترجمت هذه الرواية الى لغات عدة وتم اختيارها في عام 2002 ضمن افضل مئة رواية في التاريخ الانساني. كما صدر حول الطيب الصالح مؤلف بعنوان (الطيب صالح عبقري الرواية العربية) لمجموعة من الباحثين في بيروت تناول لغته وعالمه الروائي بأبعاده وأشكاله وحاز في عام 2005 على جائزة ملتقى القاهرة الثالث للابداع. ومن أهم مؤلفاته رواية (عرس الزين) و(موسم الهجرة الى الشمال) و(مريود) و(نخلة على الجدول) و(دومة ود حامد) و(المنسي) و(ضوالبيت) و(بندر شاه) وقد ترجمت بعض رواياته الى اكثر من 30 لغة.