*عندما كانت لنا دولة ، كانت للنقابات أثرها الفاعل فى مسيرة حياتنا السياسية ، وكانت للنقابات كلمتها الحاسمة فى الشأن الإقتصادي وفى رفع الوعي العمالي ، للدرجة التى إضطرت الرئيس الراحل /جعفر نميري ان يتقدم باستقالته عقب زيادات السكر الشهيرة وتراجع عن قراره ، وعندما هدده اتحاد نقابات عمال السودان ذات مرة بالأضراب العام لم يجد حرجاً من ان يقول لهم ( خلاص عايز تضربوا اضربوا انا زاتي مضرب معاكم ) لذا نجد أول وأهم ماقامت به هذه الحكومة هو إضعاف النقابات وتفكيكها فأجلست مكان عظماء الرجال الشفيع احمد الشيخ ، والحاج على عبدالرحمن وقاسم امين عليهم رحمة الله ورضوانه ، نجد فى هذا العهد بروفيسور غندور ويوسف عبدالكريم ومن لف لفهم ، فاصبحت النقابات مخالب للنظام تنهش بها فى جسد النقابات حتى قضت عليها أو تكاد.. *أعلن رئيس الاتحاد، يوسف علي عبدالكريم، عن تلقيه وعوداً من وزارة المالية بتحسين أجور العاملين خلال الفترة المقبلة، وأن وزير المالية بدر الدين محمود وعد بمتابعة الأمر مع القيادات العليا لتحسين الأجور. ونقلت وكالة أنباء السودان الرسمية، عن عبدالكريم قوله، "إن وزير المالية أكد عدم وجود أي اتجاه جديد لرفع الدعم عن السلع الأساسية، وأن الموازنة الجديدة لا تتضمن أي رفع للدعم عن السلع الأساسية والمحروقات". *المضحك حد البكاء هو السؤال الذى يواجه وزير المالية عن ماذا سيفعل لوأن القيادات العليا رفضت زيادة الأجور؟ واذا كان هو وزير المالية ويحتاج للرجوع (لقيادات عليا ) ؟ اذن هو مجرد صراف وليس وزير صاحب خطة واضحة؟ فكيف يثق فى كلامه التعيس الاخر رئيس اتحاد العمال الذى يسوق لعمال السودان الوهم ويأخذ وعداً مِن مَن لايملك ، وكما الببغاء يردد ان الوزير أكد له أن لا اتجاه لرفع الدعم ، ربما هذا الزعم صحيح مائة بالمائة ، إذ أنه لايوجد دعم يرفع إنما اتجاه الوزير لزيادة الأسعار، وقد ذكرنا احد القراء بماكتبناه على هذه الزاوية ونحن احوج لإعادته الان عسى يتذكر الوزير .. * ورد إقرار السيد وزير المالية ( وهو نائباً لمحافظ بنك السودان إذ أقر بدر الدين محمود بمسئوليته ومسؤولية الحكومة فيما وصل اليه الإقتصاد السودانى وصعوبة معالجة أوضاعه الراهنة وقال إن صعوبة اوضاع الإقتصاد تستوجب ليس إقالتهم فقط بل إعطائهم إجازة مدى الحياة .. وإعترف بأن البنوك السودانية تعرضت لخسائر كبيرة فى النقد الأجنبي فضلاً عن فقدان عدد كبير من المواطنين لقيمة أصول ممتلكاتهم ) كان هذا الإعتراف من السيد بدرالدين محمود فى الملتقى الإقتصادى وهو نائباً للمحافظ ولم تنطفئ نيران اعترافه حتى تم تعيينه وزيراً للمالية ، وظللنا نرقب بحذر هذا التعيين لرجل رأيه فى كل الحكومة ( أنه لاينبغي إقالتهم فحسب إنما إعطاؤهم أجازة مدى الحياة ) فهل ينفذ الوزير ماطالب به نفسه وحكومته ؟ وبالنسبة لنا : أكذوبة الدعم ورفعه لم تعد تفرق!! وسلام ياااااااوطن.. سلام يا ميزانية قناة النيل الأزرق للعام 2014التى تم سلقها بليل ، بعد ان اختفت أسهم الأوقاف ، نتابع الفضيحة الكبرى عن كيفية نهب المال العام .. الذى يريدون اخفاؤه بالمطالبات المليارية تارة وتارة بفتح البلاغات بحثاًعن شريحة وشيكات لم تقدم للتحصيل ولاتوجد فى الميزانية كمستحقات .. وياآلية مكافحة الفساد ..سلام يا.. ِالجريدة السبت 12/12/2015
