اِﻧْﺒِﻄﺎﺡٌ من [ ﺏ ﻁ ﺡ ] ، ﺍِﻧْﺒِﻄﺎﺡُ ﺍﻟﺮَّﺟُﻞِ هو ﺍِﺳْﺘِﻠْﻘﺎﺅُﻩُ ﻋﻠﻰ ﻭَﺟْﻬِﻪِ ﺫَﻟﻴﻼً ،ُ وﻟِﺒﺎسهُ ﺛَﻮْﺏِ ﺍﻟْﻤَﺴْﻜَﻨَﺔِ ﻭﺍﻟﺬُّﻝِّ ، والمصدر في ﺍﻧﺒﻄﺢَ ﺣﺮﻛﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳّﺔ تعني ﺍﻻﺳﺘﻠﻘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻄﻦ. الحديث عن الانبطاح مرده إلى حالة الانبطاح العامة التي عمت البلاد حتى يخيل الى المرء أنه في بلدٍ غير السودان وفي وطن آخر نشأ منبطحاً كسيراً ذليلا ، بلد غير بلد الخير (افريقيا ) مكاني زمن النور والعزة زماني ، أرض جدودي جباهم عالية مواكب مابتتراجع تاني اقيف قدامها واقول للدنيا أنا سوداني . هل ياترى مازلنا كما قال الشاعر جباهنا عالية ومواكبنا لاتتراجع ام جباهنا منبطحة و مواكبنا زاااته منبطحة . وللامانة فأن كلمات هذه الاغنية فقدت صلاحيتها للاستعمال منذ ستة وعشرون عاماً منذ حلول الانقلاب المشؤوم في 30 يونيو ، ذلك الانقلاب الذي حول كل شئ في البلد الى حالة من الانبطاح . في المفاوضات مع الحركة الشعبية بنيفاشا كنا منبطحين ، وفي مجلس الأمن منبطحين ، وعند محاولة رفع العقوبات الامريكية منبطحين ،وفي ملف احتلال حلايب منبطحين ، وفي مفاوضات سد النهضة منبطحين ، وعند مشاركتنا وبقواتنا وجيشنا في عاصفة الحزم برضو منبطحين. ياخي حتى نوابنا في البرلمان والذين دخلوهوا بانتخابات (كضب كضب ) منبطحين ، و جنيهنا منبطح امام الدولار ، خضارنا وفواكهنا ذابلة ومنبطحة امام المستورد ، حتى التمر انبطح في نخيله ولا ندري هل بفعل حاويات النفايات المدفونة ، ام بفعل سد مروي الماسورة ، وقس على ذلك كل شئ في حالة انبطاح. احيانا اشعر ان حالة الانبطاح هذه سببها ان هذه الحكومة في الاصل حكومة عسكرية وهي متعودة بشكل او آخر على الاستلقاء على البطن أو الوجه بإعتبارها حركة عسكرية . ولكن الشئ المؤسف حقا انه ومع هذا الانبطاح العام حدث انبطاح كبير في (الاعلام ) يوم أمس والذي ظهر جليا في خطوط وعناوين الصحف وذلك في اعقاب حدثين هامين. الأول كان تصريح للسيد رئيس الجمهورية عند مخاطبته للهيئة البرلمانية بقوله ان الجهات المعنية غير قادرة على السيطرة على الاعلام وانه سيتولى ملف الاعلام بنفسه ، والثاني تعليق صدور صحيفة التيار الى اجل غير مسمي ، عقب مقال ارفعوا الجلابية للأستاذ عثمان ميرغني ، ورغم ان عثمان تحدث عن رفع الجلابية دون انبطاح الا ان الايقاف كان حاضرا لينبطح فوق خدعة جميلة اسمها حرية الصحافة. وعلي ما يبدو ان الاخوة الاعلاميين عملوا بمبدأ ( اخوك لو حلقوا ليهو بل رأسك) ، فبدأوا بالانبطاح في المانشيتات وفي كل الخطوط مائة وثمانون درجة . وسبحان الله مغير الاحوال فبعد ان كانت مانشيتات الصحف ليوم امس الاول تحمل عناوين : المخابرات والجمارك تضبطان (جيوب) لداعش بمطار الخرطوم ،إنهيار مفاوضات سد النهضة دون التوصل لحل ، المناصير يتظاهرون و يغلقون شارع التحدي ، الشرطة توقف (12) متظاهراً ، عمال هيئة مياه الخرطوم يشكون من تأخر صرف الفروقات ، تحذير من خسائر في قطاع الثروة الحيوانية بالنيل الأبيض ،أسر ضحايا سبتمبر يلجئون للبرلمان ويطالبون الحكومة بالإعتذار ، جهاز المغتربين : مايقارب نصف مليون غادروا البلاد خلال العام. برلمانيون يطالبون بإستقالة الحكومة ، وكيل الموساد : إسرائيل تخطط لضرب السودان ، ضبط نجل وزيرة يقود سيارة والدته و بحوزته مخدرات ،العدل تحقق فى دفن مبيدات سامة بسنار ،طلب برفع الحصانة عن برلماني. تحولت عناوين الصحف بقدرة قادر إلى: المشاركون بالحوار الوطني يتفقون بنسبة (74 %) على حكومة قومية برئاسة البشير، منحة بريطانية ب (10) ملايين جنيه إسترليني، نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى (6.4%). (1.1 مليار دولار ) عائد الثروة الحيوانية .. خفض التضخم إلى (13%) ..زيادة إنتاج الذرة إلى (7.5) ملايين طن ..إنتهاء أزمة الرعاة والمزارعين شرق نيالا .الوطني : الميزانية تتضمن أكبر برنامج للدعم الإجتماعي في تاريخ السودان .السعودية تعلن تحالفا إسلاميا لمحاربة الإرهاب يضم السودان أبناء النوبة بقطاع الشمال يوافقون على المشاركة في الحوار مجلس الوزراء يجيز الموازنة وزيادة في المرتبات بنسبة (20 %) .مدير البنك الزراعي : ملتزمون بشراء إنتاج المزارعين من القمح .. ويزف عدد من البشريات . بصراحة شديييدة خجلت لي ناس الجرائد ، كيف يمكن ان تتغير العناوين مائة وثمانون درجة وكأن المانشيتات الاخيرة منشورة في صحف بدولة تركيا او ماليزيا وليست منشورة في السودان الواحد ده . خارج السور: انبطاح السياسيين شئ طبيعي جبلوا عليه ، ولكن انبطاح الاعلام غير مبرر على الاطلاق ، فعلى الاقل يجب علي احدهم ان يرفع رأسه.