علينا (التحشيش) لنتحمل ما يدور!! لم أكتب تعليقاً قبل الآن حول خبر قرأته إذ توقعت ان يرُدّ عشرات سواي وان يثير لغطاً كبيراً وفوجئت بما يشبه الصمت. فقد قرأت في «القدس العربي» 29/1/2016 تقريراً إخبارياً من بيروت لمن لا أشك في أمانته في النقل هو الزميل سعد الياس حول مقابلة تلفزيونية في قناة لبنانية مع من دعاه «أكبر تاجر للحشيش في لبنان نوح زعيتر» وجاء فيها ذكر الاعلامية اللبنانية الشابة ديما صادق حيث «كال لها الشتائم.. مهدداً بتقطيعها وقال منعملها مئة شقفة اذا جاءت إلى المنطقة»!! المنطقة؟ وهل تلك المنطقة خاضعة لحكمه ام لحكم الدولة اللبنانية؟ هذا مع إعجابي بدعوته التشجيعية للجميع لتعاطي الحشيشة وموافقتي على ذلك لأنني اظن ان علينا ان نكون (مسطولين) كأي حشاش لنتحمل ما يدور في لبنان. مسرح اللامعقول العربي اما عن نصيحته للمجلس النيابي بتدخين الحشيشة فأظن أنها حقيقة فمعظم من في «المجلس» يتصرف كحشاش (مسطول) لا كمسؤول عن إمكانية ضياع وطن الحرية الفكرية العربية، برفضه انتخاب رئيس للجمهورية. علاقات صداقة إنسانية تربطني بآل زعيتر من خلال تعارفي مع نائب من آل زعيتر كنت ألتقيه مصادفة في مقهى «ماي فير» الذي لم يعد موجوداً وكان النائب زعيتر يتصف بالشهامة والنخوة والمودة كنائب آخر من آل العبدالله كنت أجالسهما حول مائدتهما، وكان زعيتر يسألني كسورية إن كنت بحاجة إلى أي مساعدة بكل شهامة أخوية ولم أكن قد حملت الجنسية اللبنانية بعد، وحين التقيت بالرجل الذي صار زوجي بعد شهرين من التعارف الاول احتفل النائب زعيتر بنا كما النائب العبدالله. وترك ذلك أجمل الأثر في نفسينا وحين دعانا زعيتر لزيارة (المنطقة) اعتذرنا لأنني كنت حاملاً! وتربطني أيضاً صلات صداقة بالعديد من شبان العشائر تعارفت معهم عن طريق الفنان البعلبكي الراحل رفيق شرف وتركوا أطيب الانطباع لدي. هل كلمتها (ثقيلة) لأنها امرأة؟ ولكل ما تقدم دهشت من عدوانية خطاب نوح زعيتر حين هدد الإعلامية ديما صادق بقتلها بطريقته الخاصة (تقطيعها مئة قطعة!). لماذا ديما صادق بالذات وعشرات الاعلاميين الذكور يوجهون خطاباً معادياً لحزب الله ويرد عليهم الاعلاميون الاذكياء في الحزب وبينهم من هو خريج جامعات فرنسا وسواها ولكن أحداً لم يهدد الآخر بفرمه في ماكينة «الكبة البشرية». فلماذا ديما صادق؟ ألأنها امرأة؟ ألانها كانت أكثر جرأة من الذكور وسمت الأشياء باسمائها في عالم سئم من (التعميم) المضلل؟ ولماذا لا يتم الرد عليها بلغة الحوار وربما إقامة الدعوى القانونية لا بالتهديد ب»ماكينة الكبة البشرية»؟ هل سبب هذا الهياج هو انها امرأة اقدمت على قول الحقيقة دونما وجل وبأي ثمن؟ دعم ديما هو دعم لحرية القول لم أقرأ دعماً لديما بعد هذا التهديد المبطن بقتلها. وربما كان ذلك بسبب إقامتي في باريس منذ أكثر من ربع قرن بدون تواصل مع القنوات العربية اللبنانية التلفزيونية والصحف اللبنانية التي لا يصلنا إلا القليل جداً منها. ولكن، لو حظيت تلك الإعلامية الرائعة بدعم كبير لسمعتُ بأصدائه.. ولم أقرأ لجمعية نسائية كلمة دعم لها.. ولا من اقلام نسوية تزعم الدفاع عن حرية الكلمة (بترول لبنان)، لكنها تدافع عن ذلك في أقطار أخرى انتقالية... وأجد فيما قاله نوح زعيتر الذي وصفه سعد الياس ب»أكبر تاجر للحشيشة في لبنان» إساءة إلى «حزب الله» بالذات الذي يباهي بأنه منه منذ يوم ولادته. هل يتبنى «حزب الله» خطاباً كهذا، وهل يغض الطرف عن نصب «مطحنة كبة بشرية» لخصومه في بعض الحقول حتى في حقل «الحشيشة»، هذا مع ابداء معظم الخصوم احترامهم لمرحلة صراع حزب الله مع العدو الاسرائيلي؟ هل يرضى الحزب بلعب دور حامي الخارجين على القانون بصمته؟ تحريض السلطة «الزوجية» ضد فكر المرأة لفتتني عبارة وردت في الهجوم على «الجموقة» كما لقبها زعيتر حيث استعدى زوجها عليها محاولاً الزج به في الحكاية «سائلاً اذا كان زوجها يقبل بوضعها». واحراج الزوج بفكر زوجته الذي قد يوافق او لا يوافق عليه حيلة عتيقة من حيل محاولة قمع آراء المرأة كإنسانة مستقلة فكرياً. ولعل هذه العبارة بالذات من نوح زعيتر استفزتني أكثر من سواها. ربما لأنني عايشت تجربة مشابهة مع اصدقاء سياسيين لزوجي خالفتهم علناً في آرائهم فطالبوا زوجي «بلجمي»! «بيت الطاعة» الفكرية! حدث ذلك يوم صدر في بلد عربي قرار بمنع «الأدب المظلم». وكتبت ضد ذلك المنع انا والشاعر المسرحي عصام محفوظ وسوانا. فعبارة «الأدب المظلم» ملتبسة وكل قانون ملتبس خطر. فهو يتيح للحاكم قمع كل من يخالفه في الرأي بذريعة انه يكتب «أدباً مظلماً». والناس لا تبتسم بمرسوم! وقامت القيامة علينا في هجوم يخص بالذات حياتي الشخصية لأنني امرأة من قبل (صحافيي) سفارة ذلك البلد والمناصرين واتصلوا بزوجي طالبين منه لجمي فقال لهم رحمه الله انني لست في حزبهم «ولا حزبية» وان فكري حر ومستقل!!.. ولن يفرض عليّ بيت الطاعة فكرياً!! أين الإعلاميات العربيات؟ هذا الموقف الجميل لزوجي الذي عشت معه طويلاً حتى رحيله لم أنسه له يوماً وتوهمت ان الزمان قد مر ولم يعد أحد في عصرنا يستعدي زوجاً على فكر زوجته ويحاول قسراً توريطه في الأمر كما فعل نوح زعيتر حين تساءل «إن كان زوجها يقبل بوضعها». ما دخل زوجها في الأمر إذا لم يكن راغباً بذلك؟ ولماذا محاولة توريط الزوج في الأمر سلباً أو إيجاباً؟ وتحية إلى «الجموقة» وهي عبارة لا اعرف معناها حتى كشامية عتيقة تلك «المرشحة» لمطحنة الكبة البشرية»!!.. وعتبي على كل إعلامي لا يدعمها ويدعم حرية الكلمة، وعلى الإعلاميات اللبنانيات بالذات. غادة السمان القدس العربي