من خلال مساحة (رمضان في بلادهم) تلتقون بسعادة السفير اللبناني بالسودان السيد أحمد الشماط في حوار مختلف بعيداً عن السياسة، حوار الوجه الآخر، يحكي عن الفرق بين رمضان في السودان ولبنان وما هو أكثر شيء أعجبه في رمضان في السودان. كما يحكي سعادته عن المائدة اللبنانية ولماذا أعجبه مشروب الأبري ولم يستسغ طعم الويكة، كل هذا وأكثر تطالعونه في الحوار.. { أهلاً ومرحباً بك سعادة السفير وكل عام وأنت بخير ورمضان كريم؟ كل عام والأمة العربية والإسلامية بألف خير، وأهنئ الشعب السوداني بحلول شهر رمضان المعظم أعاده الله على الأمة الإسلامية بالخير والصحة والعافية. { سعادة السفير نحن اليوم نصطحبك في دردشة رمضانية وبعيداً عن السياسة، احكي لنا ما الفرق بين رمضان في السودان ولبنان؟ رمضان في لبنان لياليه جميلة وتتنوع السهرات وتكون هنالك خيم رمضانية ويمضي الشهر بسرعة، أما في السودان فيتميز رمضان بحرارة الطقس ولا تكثر السهرات الرمضانية فيكون عبارة عن عشاء وصلاة. { هذا رمضان الخامس الذي تحضره في السودان، ما أكثر ما أعجبك فيه؟ «ضحك» ثم قال أكثر شيء أعجبني أنه يقسم إلى اثنين (حلو ومر). { هل أعجبك مشروب (الحلو مر)؟ أعجبني وتناولته كثيراً وأيضاً تناولت التبلدي والقضيم والعرديب والكركدي. { وماذا عن الأكل السوداني هل تناولته؟ قمت بتجريب الأكل السوداني مرتين ولكن لم تعجبني (الويكة) مع أنني أعشق البامية. { سعادة السفير صف لنا المائدة اللبنانية في رمضان وما أكثر الأطباق وجوداً طيلة الشهر الفضيل؟ تتكون (السُفرة) اللبنانية من الفتوش وهو عبارة عن طماطم وبقدونس وخل وصماغ وخبز ورجلة وفجل، وهو طبق ثابت كل يوم، ولكن رمضان أتانا في «آب» والتهبت الأسعار فنرجو من التجار أن ينظروا إلى إخوانهم في أن يخفضوا الأسعار وإلى جانب الفتوش يكون هناك صحن (الكِبة) وهي عبارة عن لحمة مفرومة وبرغل وجوز ولوز تقلى بالزيت، وأيضاً تضم (السُفرة) محشي ورق العنب وسلطة الطحينة والحمس والمتبل مع الباذنجان وشيخ المحشي وهو عبارة عن لحمة وأسود (البلما) مع الكوسا إلى جانب الشبولة وهي عبارة عن خضار الطماطم وبرغل وبقدونس وحامض وزيت الزيتون، وهنا أريد أن أبدي ملاحظة، وهي أن السودانيين دائماً ما يستخدمون زيت السمسم في طعامهم وأنصحهم بتناول زيت الزيتون لأنه صحي على المعدة، وأنصح أيضاً بممارسة رياضة المشي بعد تناول الإفطار. أما بالنسبة للمشروب المفضل لدينا فهو تمر هندي وعصير الجزر. { كيف يكون التجهيز لرمضان في لبنان؟ مثل ما يحدث هنا في السودان تجد الناس يتزاحمون على الأسواق والتجار يتزاحمون على جيوبهم، ولكن في لبنان نجد أن الإذاعة اللبنانية تحدد يومياً سعر الخضار ولذلك لا يمكن للتاجر أن يزيد السعر على مزاجه، فهناك جمعية لحماية المستهلك. { نراك تشرف على الطعام وتحضير السُفرة بنفسك؟ أحب أن أشرف على الطبخ بنفسي بالرغم من أنه يوجد لدي طباخ دارفوري (شاطر)، ولكني أفضل الأكل بدون ملح، فالرسول الكريم قال (أبعدوا عن الأبيضين، السكر والملح) إضافة إلى ذلك أننا لا نستعمل الخبز في طعامنا. { ما أكثر ما لفت انتباهك في رمضان في السودان؟ أكثر ما لفت انتباهي ونال إعجابي عملية الإفطار الجماعي، وهي عملية تكافلية جميلة يعزمون على بعضهم البعض بدون أن يتعارفوا، وأيضاً ما أعجبني هو أن المسلم يعزم المسيحي على الإفطار (ولذلك صار هون المسيحي لازم يصوم). { صِف لنا يومك سعادة السفير في رمضان، كيف يبدأ وكيف ينتهي؟ بعض الإخوة يبدأون يومهم في رمضان في الثانية عشرة ظهراً، أنا بالنسبة لي الأمر عادي ولا أغير دوامي بالسفارة، لأننا أصبحنا في صراع مع الزمن وحاجات الناس لا بد أن تلبى، فالصيام ليس هو صيام عن الأكل فقط، بالنسبة لي طعامي في رمضان فعندما أكون لوحدي فإنني أكتفي بالفتوش وصحن آخر وأمارس رياضة المشي بعد الإفطار. { هل هناك قنوات سودانية معينة تحرص على مشاهدتها؟ أشاهد الشروق والنيل الأزرق، وفي بعض الأحيان أشاهد برنامج أغاني وأغاني، ولكنني كنت أتمنى أن تكون هناك برامج توثيقية عن كل قبائل السودان، فأنا كنت أعتقد بأن كل السودانيين أصحاب بشرة سوداء ولكني وجدت الكثير من الألوان وفوجئت بمزيج من الحضارات والثقافات. { إلى أي مدى تأثرت لانفصال الجنوب؟ بالتأكيد أثرني انفصاله، فقد كنت أتمنى أن يظل السودان وطناً موحداً ولكني برغم الانفصال أعجبتني تسمية جمهورية جنوب السودان ولم يختاروا له اسماً آخر، ونأمل أن يعود ويتوحد السودان مجدداً. { هل تعتقد أن قرار الانفصال كان قراراً صائباً؟ أهل مكة أدرى بشعابها ونتمنى للرئيس البشير أن يعود رمضان عليه وعلى شعبه بالخير وأن يبعده الله عن المخاطر التي تمر في العالم ويجب على الشعب الالتفاف حول رئيسه وقيادته للوصول إلى شاطئ الأمان في هذا البلد، فأنا الآن صار لي خمس سنوات فيه، فهو بلد آمن بالنسبة إلى غيره من الدول ونسبة الجريمة به قليلة، بالإضافة إلى أن السودان بلد به تنمية، فمنذ الخمس سنوات التي قضيتها هنا نشاهد كل يوم شيئاً جديداً ولكن ما أطلبه من وزارة التخطيط العمراني هو أن يعمر السودان أفقياً حتى يحافظ على خصوصيات الأسر، فبصراحة كل أجنبي جاء إلى هذا البلد كان يبكي وعندما يذهب منه يبكي. { في كلمات، سعادة السفير، ما ضايقك وأعجبك في الشعب السوداني؟ أكثر ما أعجبني أن الشعب السوداني شعب (رايق) وقانع بما لديه ويحب أن ينام في الحوش. أما أكثر ما ضايقني، قيادة السيارات و(قرصة قرصة ليهو)، فالقيادة ذوق وأدب وأتمنى من إدارة المرور أن تضع عدداً من رجال المرور في الشوارع حتى ينصلح الحال. { أخيراً سعادة السفير، كيف هو طعم العيد بعيداً عن الأهل؟ أنا في الحقيقة دائماً ما أحرص على أن أحضر العيد في لبنان إلى جانب والدي الكبير في السن وأحاول دائماً أن أكون إلى جانبه.