نيويورك – سنغافورة – وكالات الأنباء: ارتفعت أسعار النفط أمس الخميس عقب أنباء عن توقف خط أنابيب روسي لنقل الخام، متجاهلة ارتفاع مخزونات الخام الأمريكية لمستوى قياسي، وقال بعض المحللين ان صعود الخام على مدى أربعة أيام يتحدى العوامل الأساسية. وتراجعت أسعار الخام بشكل حاد في أوائل التعاملات، لكنها تعافت بعدما قالت «روسنفت» أكبر منتج للنفط في روسيا ان خط أنابيب ينقل الخام إلى الصين تعطل بسبب مشكلة في الكهرباء. وأضافت أن من المتوقع إصلاح الخط خلال 24 ساعة. وارتفع سعر خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 11 سنتا إلى 37.04 دولار للبرميل بحلول الساعة 1624 بتوقيت غرينتش، بعدما هبط إلى 36.35 دولار في وقت سابق من الجلسة. وزاد سعر الخام الأمريكي في العقود الآجلة 30 سنتا إلى 34.96 دولار للبرميل، بعدما نزل إلى 34.19 دولار للبرميل في وقت سابق. وزاد الخام الأمريكي نحو عشرة دولارات أو حوالي 30 في المئة خلال أقل من شهرين . وارتفعت مخزونات الخام الأمريكية بواقع 10.4 مليون برميل إلى مستوى قياسي جديد بلغ 517.98 مليون برميل الأسبوع الماضي. ويأتي ارتفاع المخزون نتيجة لفائض في الإنتاج العالمي يتراوح بين مليون ومليوني برميل من الخام يوميا فوق حجم الطلب، وهو ما أسفر عن هبوط الأسعار 70 في المئة منذ منتصف 2014. وقال دانيال آنغ، المحلل لدى مجموعة «فيليب فيتشرز» في سنغافورة «اعتقد ان المؤشر الايجابي الوحيد للسوق حاليا هو انتاج الخام الأمريكي». واضاف «عندما ننظر الى هذا التراجع، نتصور اننا سنشهد خفضا جديدا (في الانتاج) قد يصل الى 500 الف برميل يوميا». وكانت وزارة الطاقة الأمريكية اعلنت أمس الأول تراجع الإنتاج للاسبوع السادس على التوالي، ليصل الى تسعة ملايين برميل يوميا. كما اعلنت ارتفاع الأحتياطي الامريكي اكثر من عشرة ملايين برميل ليبقى الاكبر منذ 85 عاما، وكذلك ارتفاع مخزونات المشتقات النفطية مثل الفيول. لكن آنغ رأى ان المستثمرين لم يعودوا يكترثون بارتفاع المخزونات الذي يشكل مؤشرا لانكماش الطلب في اكبر بلد مستهلك للنفط في العالم. وأكد انه «لخفض المخزونات على الأمد الطويل، يجب ان ينخفض الانتاج»، مشيرا الى ان «السوق تتطلع الى ابعد من ذلك». وكانت السوق التي تتأثر بالعرض المفرط منذ حوالى سنتين، سجلت بعض التحسن بعد الاتفاق على تجميد الانتاج بين السعودية كبرى دول منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك»، وموسكو غير العضو في المنظمة، وإن كانت الاسواق تأمل في خفض حقيقي للانتاج. لكن المحللين يشككون في ان يكون لذلك تأثير حقيقي على الاسعار التي تراجعت بنسبة سبعين في المئة عن مستوياتها في منتصف 2014. وقال ريك سبونر، المحلل لدى مجموعة «سي.إم.سي ماركِتس» الاستشارية «سيكون من الصعب على أوبك ان تفعل اكثر من ذلك، اي اكثر من تجميد الانتاج عند المستويات الحالية، وهذا لن يكون له تأثير كبير على الأسواق».