حالة من الذعر ودهشة ألجمت فريق التغذية بمؤسسة أمزار لخدمات المعسكرات ، الفريق المصاحب لبعثة الأممالمتحدة ( يونيميس ) ، في جولتهم بأطراف مدينة جوبا حاضرة جنوب السودان وهم يشاهدون ذلك الصبي الذي تلامس أطرافه أرجل الضب والفئران ، وذيول الثعابين دون أن تهتز منه شعرة واحدة من جسمه ، ورغم غرابة المشهد إلا أن الأمر الذي كان أكثر غرابة زهد هذا الصبي عن المغريات التي قدمت له مقابل شرح ما أقدم عليه ولكنه زهد عن الكلام في أنفة وهو يكتم أسرار المهنة ومصير حصيلته اليومية من الفئران والثعابين والضب بأنواعه المختلفة ، وعلاقته بتلك الحيوانات غير المستساقة الأكل أو التربية إطلاقاً في عالم البشر. * حكاية عماد ..والإكتشاف الخطير .. ظل عماد فهيم المصري مدير الأغذية بشركة أمزار، ومدير موقع الأممالمتحدة بمدينة جوبا يرصد العديد من المشاهدات والملاحظات نادرة الحدوث ، في رحلة عمله التي جاب خلالها جنوب السودان ، وولايات دارفور الثلاث ، ورافق فيها شخصيات رسمية سودانية منها وزير الخارجية السابق الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل، وعالمية بارزة منها المبعوث الأمريكي للسودان يانك برونك ، ومواقف برونك الطريفة داخل معسكرات النازحين ، غير أن عماد أورد هذه المرة قصة صياد عجيب ..فهو طفل لم يتجاوز الثانية عشر من عمره غير أنه زار أغلب ولايات الجنوب السودان وكان سلاحه الوحيد هو ( النبلة ) ، التي يعلقها على صدره في رحلة البحث عن فريسة ،هذا الصبي الغريب حسب _عماد _ يكره الكلام وكأنه من عالم الصم رغم مهارته العالية في تسلق الصعاب وتجاوزها في ذات الوقت ، يرفض كل الهبات التي تقدم اليه حتى لا يعرف سره الآخرون ، وكل ما جاد به على من حوله إلتقاط صورة معه وهو يحمل حصيلة يومه من الصيد الثمين المتمثل في مجموعة من الثعابين والفئران والزواحف شاكلة الضب الصحراوي المتسلق للأشجار ، دون أن يبوح ذلك الصياد العجيب بمصير تلك الغنيمة التي كان ثمنها العرق ، وإهدار يوم كامل ،وقد رجح البعض أنه يشوي تلك الفريسة ويأكلها ، خاصة أنه يمارس تلك الهواية يومياً ، دون أن يجرؤ على استنطاقه أحد ، لأنه يكره الحديث ويكتفي بالموافقة في أغلب إجاباته ، كما يفضل الإنزواء لوحده وعدم الإجتماع مع أقرانه ، الذين في السن ، وعن حدوث مثل هذه الظاهرة وإمكانية أكل الحيوانات المحرمة أو غير المستساقة يقول ضابط في سلاح المظلات _فضل حجب اسمه _ إن هنالك دورات خاصة في التعايش مع البيئة منها دورات الصاعقة والقوات الخاصة عموماً ، تهدف الي التعلم على ركوب الصعاب قبل وقوعها تجعل الفرد يقدم على أكل الذي أمامه عند الإضرار حتى لو كان ذلك محرماً ، لإكمال واجبه الوطني والرسالي . السوداني