في مشهد لفت انتباه الكثيرين، ابتكر البعض طريقة عرض جديدة لتسويق البضائع، وعلى جدار نادي الخريجين الذي زُيّن بألوان علم الحزب الاتحادي الديمقراطي، وقبالة المسجد الكبير بأمدرمان، نُسجت حبال بأبعاد مختلفة علق عليها التجار ملابس على طوال ذلك الحائط. يأتي بعض الناس منذ الصباح الباكر يسترزقون من عائد منتجاتهم، حيث لم يكتف التجار بالأزياء المعلقة في الجدران، بل شرع طيف منهم في وضع الملابس على ترابيز حديد اعتراها صدأ من طول الزمان. تفرد خاص أزياء ذاك الشارع تلفت الانتباه، ليست لأنها من الماركات الجديدة، فربما تجد فيها ثقوب تجعلك ترى ما خلفها نتيجة سوء التخزين أو تجدها باهتة الألوان وبالمقابل فهي بضائع لا توجد إلا عند هؤلاء حتى لو أدى الأمر للتجوال في السوق بأكمله، وكذلك فهم لا يستأجرون تلك المحلات، ولا يلاحقهم أفراد المحلية ربما تكون هي الميزة الوحيدة لها الأسلوب. طريقة العرض كغيره من الباعة الذين يجذبون زبائنهم بالاستحلاف أو التفضيل الذي تسبقه ابتسامة كمفتاح طمأنينة، يظهر التاجر آدم للجميع بطريقته المميزة، فهو كمثله من الناس الذين لا يملكون ثمن استئجار المحلات أو أن يدفع مع آخر لكي يشاركه في دكان ثان، فعليه أعباء أخرى، يقول آدم ل (اليوم التالي): أنا لست من المبتكرين لترويج أسلوب البيع ذلك بقدر أنني أقوم بجلب الملابس المستعملة وغسلها وتنظيفها كي تبدو أجمل مما عليه. ويضيف: أشتري بأسعار زهيدة لأن عملية البيع تبدأ من الباعة المتجولين في الأحياء، ومن ثم يستبدلون الأواني بالملابس، فنأتي إليهم ليبيعونها مرة ثانية، ويشير إلى أن حركة البيع تقتصر على سكان السوق من محدودي الدخل أو ما دونهم. معاناة المحلية والضرائب ويواصل آدم حديثه قائلاً: بجانب الشراء من المتجولين، فنحن نستجلب البضائع من سوق الإخوان بسوق ليبيا أو المخازن التي تقوم بالجرد نهاية كل عام، إضافة إلى بعض الملابس التي يقوم أصحابها بالتخلص منها كفائض وبيعها في جولات، أما وليد أنور فيقول: كنت أعمل في إحدى شركات الغلال قبل أن يطاح به ويُسرح العمال. ويضيف: أشتري الملابس من الدلالة أو من أصحابها الذين يأتون بها إلى السوق إضافة إلى الحاويات التى تأتي من الخارج عن طريق بورتسودان، فنشتريها ونوزعها فيما بيننا. واستطرد: نعاني من ضغوط المحلية التي تقوم بالضغط علينا من حين لآخر دون أسباب مبررة. وزاد: في بعض المرات تكون هناك ضرائب أعلى من أسعار البضاعة في حد ذاتها. العودة إلى الزراعة البائع جعفر لم ير سوى بيع الملابس المستعملة عملا يسترزق منه رغم أنه لا يكفيه كمصروف يومي إلا أنه لا يجد غيره، حيث يقول: وصلت الخرطوم بمعية أسرتي وكونا فيما بعد أسرة صغيرة، فأصبح الصرف مقسوماً على اثنين. جعفر لا يستطيع أن يستأجر محلا إلا أنه لا يتخلى عن مهنته مهما تعرض لضغوطات من سوء العمل أو من المحلية أو غيره. وأضاف: مجيئي إلى العاصمة يأتي بسبب سوء الأوضاع الأمنية بدارفور، لولا ذلك، فإنني أفضل العودة إلى هناك بدلاً من ضجيج العاصمة، وعن ترويج البضاعة بتك الطريقة التي لم يبتكرها أشار إلى أن الملابس المعروضة لها روادها من عمال، وبعض من المواطنين المتسوقين لأنها تحتوي على ماركات ملابس عالمية خصوصا الجينز، كما أنها تباع بزيادة بضع جنيهات كهامش ربح اليوم التالي