توفي أسطورة كرة القدم الهولندية سابقًا يوهان كرويف اليوم الخميس، عن عمر ناهز 68 عامًا متأثرا بإصابته بسرطان الرئة. هندريك يوهانيس أو "يوهان" كرويف هو أحد أفضل من داعبت قدماه الساحرة المسدتيرة، والذي لعب ودرب من قبل في صفوف كل من أياكس أمستردام الهولندي وبرشلونة الإسباني، كما كان أيضا مدربًا لمنتخب إقليم كتالونيا. ولد كرويف في العاصمة الهولندية أمستردام يوم 25 أبريل/ نيسان عام 1947، والتحق بمدرسة نادي أياكس وهو في سن العاشرة، قبل أن يخوض مباراته الأولى مع الفريق الأول تحت قيادة الإنجليزي فيك بوكنجهام، وكان ذلك يوم 15 نوفمبر/ تشرين ثان عام 1964. ومنذ ذلك الحين، قاد كرويف ناديه للعديد من الألقاب حيث توج بلقب الدوري في سبع مناسبات أعوام (1966 و1967 و1968 و1970 و1973)، كما فاز معه بلقب كاس هولندا أربع مرات أعوام (1967 و1970 و1971 و1972)، بالإضافة إلى فوزه بلقب هداف الدوري الهولندي عامي 1967 و1972. وعلى مستوى البطولات الدولية، فاز اللاعب الملقب ب"الجناح الطائر" بلقب كأس أوروبا للأندية ثلاث مرات متتالية أعوام (1971 و72 و73) بالإضافة إلى لقب بطولة الإنتركونتيننتال عام 1972 وكأس السوبر الأوروبي عامي 1972 و73. وعلى المستوى الشخصي، توج كرويف بجائزة "الكرة الذهبية" كأفضل لاعب في القارة العجوز عامي 1971 و1973، بالإضافة إلى فوزه بلقب أفضل لاعب في هولندا أعوام 1967 و68 و69 و73. وانتقل كرويف لصفوف برشلونة الإسباني عام 1973، وذلك بوجود مواطنه ومكتشفه رينوس ميتشيلز على مقعد المدير الفني. واستطاع كرويف قيادة الكتيبة الكتالونية للفوز بلقب الليجا موسم 1973-1974 والكأس موسم 1977-1978، قبل أن يترك النادي موسم 1977-1978 وبعد فترة وجيزة من انتخاب خوسيه لويس نونييز كرئيس للبلاوجرانا. ولعب كرويف مباراته الأولى مع منتخب بلاده في شهر سبتمبر/ أيلول عام 1966 ومع وجود ميتشيلز أيضا على مقعد المدير الفني، كان الثنائي أحد أضلاع مفهوم "الكرة الشاملة" لل"طاحونة الهولندية" إلى جانب كل من يوهان نيسكنز وجوني ريب وروب ريسينبرينك، وهي المجموعة التي تأهلت لنهائي كأس العالم عام 74 قبل أن تخسر اللقب لحساب الماكينات الألمانية، حيث تم اختيار كرويف كأفضل لاعب في هذه البطولة. وحمل كرويف شارة القيادة للمنتخب قبل أن يخوض آخر مبارياته معه في عام 1977، حيث لعب إجمالي 48 مباراة أحرز خلالها 33 هدفًا. وعاد كرويف لناديه الأصلي في هولندا موسم 1981-1982، حيث قاده للفوز بلقبين في الدوري ولقب في الكأس. واختتم الأسطورة الهولندية مسيرته الكروية في عام 1984، في صفوف فينورد الهولندي حيث قادة للفوز بالثنائية المحلية. وبدأ كرويف مرحلة جديدة من حياته الرياضية كمدرب، وكانت مع نادي أياكس في عام 1985، حيث قاده للفوز بلقبين في كأس هولندا ولقب في بطولة كأس الكؤوس الأوروبية عام 1987. وعاد إلى نادي برشلونة عام 1988 مرة أخرى ولكن كمدرب بعد رحيله عن أياكس، ليقود البلاوجرانا في حقبته الذهبية الأولى، حين كون "فريق الأحلام 1"، الذي ضم أساطير بحجم البرازيلي روماريو والدنماركي مايكل لاودروب والبلغاري خريستو ستويتشكوف والهولندي رونالدو كومان. وحصد كرويف خلال مواسمه الثمانية مع هذا الجيل العديد من الألقاب مثل الليحا في أربع مواسم متتالية (1990-1991 وحتى 1993-1994) وثلاثة ألقاب في كأس السوبر الإسبانية أعوام (91 و92 و94) وكأس الملك عام 1990 وكأس الكؤوس الأوروبية عام 1989 وأول لقب في كأس أوروبا في تاريخ النادي عام 1992 وكأس السوبر الأوروبي في نفس العام. وأقيل الأسطورة الهولندية من تدريب البلاوجرانا يوم 18 مايو/ أيار عام 1996. وظل كرويف مرتبطا مع ناديه الهولندي، حيث عمل معه كمستشار فني حتى نوفمبر/ تشرين ثان عام 2011 ، عندما قررت إدارة النادي التعاقد مع مواطنه لويس فان جال كمدير رياضي وهو الأمر الذي لم يلق قبول كرويف وقرر اللجوء إلى المحاكم التي أنصفته في النهاية. وأشرف كرويف على تدريب منتخب إقليم كتالونيا في الفترة ما بين نوفمبر/ تشرين ثان، وحتى يناير/ كانون ثان عام 2012 قبل أن يقود نادي تشيفاس جوادالاخارا المكسيكي. ومنحته إدارة نادي برشلونة بقيادة جوان لابورتا في هذا التوقيت لقب الرئيس الشرفي للنادي الكتالوني في شهر أبريل نيسان عام 2010. وخضع كرويف لعملية قلب مفتوح في عام 1991 إثر معاناته من قصور في الشريان التاجي، وذلك بسبب شراهته المفرطة في التدخين. وفي عام 1999 اختار الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء الجناح الطائر كأفضل لاعب في القرن العشرين والثاني على مستوى العالم عام 2000. وكان الاختبار الأقوى لكرويف في حياته في عام 2015، عندما تم الإعلان عن إصابته بمرض سرطان الرئة ليفارق الحياة بعد صراع دام نحو عام مع هذا المرض.
