ارتفاع مستوى هرمون الإجهاد أثناء الحمل يقلل من تدفق الدم إلى الجنين وتحرمه من وصول الأوكسيجين والمواد المغذية التي يحتاج إليها. العرب كاليفورنيا- تربط جل الدراسات بين التعرض للإجهاد، أثناء الحمل، وتأثيره على صحة الجنين وحياته ونموه، لكن الجديد في الأمر هو أن الإصابة به، حتى قبل دخول مرحلة الحمل، تبقى مخلفاته في الجسم ويمكن أن تنتقل، لاحقا، عبر المشيمة إلى الجنين. وكشفت دراسة أميركية، أن تعرض السيدات إلى مستويات مرتفعة من هرمون الإجهاد أو الكورتيزول قبل وأثناء الحمل، قد يؤدي إلى ولادة أطفال أوزانهم منخفضة، وتتعرض حياتهم للخطر. وقال الباحثون بجامعة كاليفورنيا الأميركية، إن المستويات المرتفعة من هرمون الإجهاد، مرتبطة أيضاً بتطور السرطان، وتصلب الشرايين، وأمراض أخرى، ونشروا نتائج دراستهم، في دورية هيلثي سايكولوجي العلمية. وبحسب الدراسة، يولد في الولاياتالمتحدة الأميركية وحدها سنوياً أكثر من 300 ألف طفل منخفض الوزن، أي يزن أقل من 2.5 كيلوغرام، ما يعرضهم لخطر أعلى للوفاة في سن الطفولة، ولمشاكل في نموهم وحالتهم الصحية، كما يزيد من إصابتهم بأمراض القلب والأوعية الدموية واضطرابات التمثيل الغذائي. وأشار الباحثون إلى أن هرمون الكورتيزول تفرزه الغدة الكظرية، بسبب الإجهاد، وهو ضروري للجسم ومفيد لأدائه في استخدام الطاقة وتخزينها، ولكن بشرط أن يتم إفرازه بمستويات منخفضة، ولكن إذا ارتفعت نسبة هذا الهرمون في الجسم، فإن ذلك يؤدي إلى أمراض خطيرة، منها أمراض في القلب وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري. وراقب الباحثون الحالة الصحية ل142 سيدة، لرصد مخاطر زيادة هرمون الإجهاد على الأطفال الجدد، وقاموا بقياس مستويات هرمون الإجهاد عند السيدات عبر عينات من اللعاب يوميًا، ووجدوا علاقة بين ارتفاع هرمون الإجهاد وولادة أطفال ذوي أوزان منخفضة. وأوضحوا أن المستويات المرتفعة من هرمون الإجهاد أثناء الحمل يمكن أن تقلل من تدفق الدم إلى الجنين في بطن أمه، وتحرمه من وصول الأوكسيجين والمواد المغذية التي يحتاج إليها. وكانت دراسة أميركية أخرى أفادت بأن تعرض السيدات للإجهاد، المتعلق بضغوط الحياة، مرة أو أكثر، خلال اليوم، قبل تناول وجبة عالية الدهون، يمكن أن يبطئ عملية التمثيل الغذائي في الجسم، ما يساهم في زيادة الوزن. وأظهر بحث طبي أن الحوامل يمكنهن نقل الآثار الضارة الناتجة عن الشعور بالإجهاد والقلق والتوتر من خلال المشيمة إلى الأجنة، وأن الأجنة الذكور بشكل خاص هم الأكثر حساسية تجاه الإصابة بنفس أعراض الإجهاد، ما يفسر شيوع إصابة الأطفال الذكور بالأمراض النفسية التي تنتقل من الأم إلى الجنين مثل التوحد والفصام.