الخرطوم اشتعلت التظاهرات في أحياء العاصمة السودانية الخرطوم وبعض مدن الولايات بعد مقتل طالب ثان في أقل من اسبوع بالرصاص، وتحول تشييع جثمان الطالب محمد الصادق بأم درمان لتظاهرة ضخمة فضّتها السلطية الأمنية بعنف. وقُتل محمد الصادق، وهوابن لاعب كرة سابق بالمنتخب السوداني ونادي الموردة، بطلق ناري بجامعة أم درمان الأهلية، التي يدرس فيها بكلية الآداب المستوى الثاني، بعد مخاطبة جماهيرية لرابطة طلاب النوبة. وهو الحادث الثاني في أقل من اسبوع بعد مقتل الطالب أبوبكر صديق الذي يدرس بالمستوى الأول بكلية الهندسة في جامعة كردفان غرب السودان. وأصدرت وزارة الخارجية البريطانية تعميما حذرت فيه رعاياها في السودان من موجات العنف على خلفية التظاهرات التي اندلعت في أنحاء متفرقة من العاصمة السودانية، خاصة مدينة أم درمان. وشهدت الخرطوم الكبرى تظاهرات طوال الليل منددة بالحكومة ومطالبة باسقاط النظام والقصاص من القتلة. فخرجت جامعات النيلين، وأم درمان الاسلامية، وجامعة القرآن الكريم، وجامعة بحري والعديد من أحياء العاصمة الوطنية مثل أم درمان وحي امتداد ناصر في الخرطوم، واندلعت احتجاجات في مدينتي كوستي ونيالا وشارك في تظاهرة أم درمان قيادات حزبية بارزة أبرزها القيادية بحزب الأمة، سارة نقد الله، ورئيس حزب المؤتمر السوداني، عمر الدقير، اللذين خاطبا تشييع جنازة الطالب القتيل وطالبا الجماهير بالثورة على حكم الإنقاذ. و دعا محمد ضياء الدين، الناطق الرسمي باسم حزب البعث، جماهير الشعب الخروج إلى الشارع. ونددّت العديد من القوى السياسية المعارضة بقتل الطلاب بالرصاص. وأصدرت الحركة الشعبية بيانا لمنسوبيها طالبتهم بالانخراط في الإنتفاضة. وقالت إن»الهبة الطلابية السلمية التي اندلعت في جامعة الخرطوم وامتدت إلى جامعة أم درمان الاسلامية وكردفان ونيالا والأهلية، إنما هي تعبير حقيقي عن عمق الأزمة التي يعاني منها السودان. وهي رفض واضح للنظام وسياساته القمعية التي أودت بحياة الآلاف من ابناء وبنات الشعب السوداني في كل ارجاء البلاد». وقال حزب المؤتمر السوداني:» لا مجال هنا لحيادٍ أو مخاتلة لتبرير التجاوزات والحماقات الدموية التي تعصف بأرواح الأبرياء العزل إلاّ من أصواتٍ تخرج من حناجرهم احتجاجاً على ظلمٍ واقع أو طلباً لحقٍ مهضوم. إن السبيل الوحيد لتلافي مثل هذه التجاوزات والحماقات هو التخلص من نظام الإنقاذ». وأصدر المكتب السياسي الحزب الشيوعي السوداني بيانا دعا فيه أعضائه في كل البلاد ليكونوا في مقدمة الصفوف العاملة والداعية لإسقاط النظام الذي وصفه بالقاتل. وقالت الجبهة الوطنية العريضة إن «السكوت على النظام ليس تقاعسا فحسب بل جريمة فى حق الوطن». واضافت في بيان لها»: «لم يعد ثمة مبرر لسوداني وطني حر أن يسكت على جرائم النظام المستبد. فقد ظلت تتصاعد و تتراكم وفقد النظام عقله الخرب عندما تحرك طلابنا و شبابنا ينادون بإسقاطه. فتجمع كل زبانيته من ميليشيات الموتمر الوطني و أمنه يطلقون النار الحية على أبنائنا الطلاب». واصدر التجمع النوبي التجمع النوبي بياناً يناشد جماهير الشعب السوداني النزول للشارع. وعلى مستوى الحكومة السودانية صدر بيان من وزارة الداخلية قالت فيه إن الطالب الصادق محمد عبد الله قُتل بعد إصابته في ركن نقاش بالجامعة. وقال بيان صدر عن المؤتمر الوطني أمانة الطلاب (وهو الحزب الحاكم في السودان) إن الجبهة الثورية هي التي تسببت في مقتل الطالب وطالب البيان بعدم إقحام الطلاب في الصراع ضد الدولة. «القدس العربي»: