** مطلع الأسبوع الماضي أعلنت شركة زين للهاتف السيار عن صفقتها لشراء أسهم شركة كنار للاتصالات. قابلها في ذات الاتجاه إعلان بنك الخرطوم لشراء ذات الأسهم، مع مجموعة جديدة من رجال الأعمال، باعتبار أن البنك يملك (حق الشفعة). منذها وآراء المراقبين لا تفارق التأكيد على أن الإعلان والإعلان المضاد يحملان بين جنبيهما ربما نذر معركة تعتمل في الأفق بين العديد من الكارتيلات.. لم يخب حدس أولاء، إذ سحبت (زين) جميع أرصدتها من بنك الخرطوم بينما رد بنك الخرطوم بالقول: "أرصدة زين في البنك أقل من (1%) من محفظة البنك".. لاستجلاء الحقائق أجرت (اليوم التالي) مواجهة بين طرفي الأزمة. اتصلنا في البدء بفضل محمد خير، نائب رئيس مجلس إدارة بنك الخرطوم هاتفيا، لاستقصاء ومعرفه دوافع البنك وراء شراء أسهم كنار، ولماذا أعلن عن الأمر عقب إعلان زين، خاصة وأنه المساهم رقم (2) كما ذكر أثناء حديثه؟ * أستاذ فضل؛ تحدثت في بيان صادر باسمك عن أن هناك مجموعة جديدة يقودها بنك الخرطوم، وأنكم تمتلكون (حق الشفعة) في شراء أسهم كنار المعروضة للبيع.. هل بالإمكان أن توضح لنا أكثر حول الأمر؟ - تحدثنا في البيان من ناحية العقد ولائحة التأسيس أن بنك الخرطوم مساهم في كنار، وهو تقريباً المساهم رقم (2). * إذن كم تبلغ قيمه أسهم بنك الخرطوم في شركة كنار؟ - لا أعرفها، ولكن بحسب ترتيب المساهمين اتصالات رقم (2)، ونحن كما ذكرت لك رقم (2). * أنت تحدثت عن أن بنك الخرطوم خاطب الجهات ذات الصلة برغبته في شراء حصة شركة اتصالات الإماراتية في شركة كنار.. من هي الجهة التي تمت مخاطبتها؟ - نحن قدمنا الطلب لكل الجهات ذات العلاقة المعنية بالأمر، وأن إدارة الشؤون القانونية والإدارات المختصة في بنك الخرطوم قدمت لها طلبات إضافة إلى شركة كنار نفسها. * هل كانت صفقة (زين) مفاجئة لكم؟ - لم تكن مفاجئة.. من قال ذلك؟! أنت حق الشفعة متى تستخدمه؟ (بعد ما يكون الواحد عايز يشتري، ويحدد سعرو، وهو مثل ميزة إضافية للمساهمين؛ يمكن واحد عايز يشتري.. مثلاً إنتي مساهمة في شركة وواحد من المساهمين التانيين عايز يبيع نصيبو.. لما يتفق مع زول ب(14) إنتي ممكن تجي تقولي (14.1)، لكن إذا ما في زول إنتي ما بتقدري تقيمي الصفقة قدر شنو..)، وحق الشفعة لا يمكن أن تستخدمه إلا أصلاً بعد ما يكون الشخص نوى وعزم أن يبيع وتلقى عرضا من جهة أخرى، إنت بتقول ليهو: "أنا موجود وبشتري منك بنفس هذا المبلغ". * طالما لديكم أحقيه الشراء كما ذكرت، فلماذا لم يطلب بنك الخرطوم الشراء قبل إعلان صفقه زين بصوره واضحة، وانتظرتم حق الشفعة كما ذكرت؟ - لو نحن مشينا قدمنا حنقدم بي كم؟ حق الشفعة لازم تكون عارف جهة قدمت وقدمت بكذا، نحن قاعدين ومساهمين داخل كنار ولدينا أسهم فيها، وهناك اتصالات مساهمة وتريد أن تبيع أسهمها عشان تستخدم حق الشفعة.. مثلا جارك عايز يبيع بيتو القانون يعطيكي حق الشفعة إنك تشتريهو لكن لازم شخص يتقدم عشان يشتريه وتعرفي السعر وتقولي والله أنا بدفع أكثر منه.. هذا بحق الشفعة، وميزته بخليك بعد ما تشوف حتى تقدم، مثلاً هناك صفقة بعشرة، وإذا قدمت براك ممكن تشتري بعشرين، لكن لما تعرف بعشرة بتقدم بعشرة زايد حاجة قليلة. * ممن تتشكل المجموعة المساندة التي ذكرتها لتنفيذ الصفقة؟ - طبعا نحن كبنك واحد من أدوارنا أن نحشد موارد وأي مشروع خاص نحولو لمشروع عام مما يحقق المصلحة العامة للبلد.. نحن تحدثنا مع مجموعة واسعة من رجال الأعمال والمهتمين.. ورجال الأعمال أقصد بها الناس الذين يمارسون البزنس، والمهتمين ممكن يكون واحد زيك كدا، لديه مدخرات تبييض مهني، وشخص مغترب لديه مدخرات يريد إنزالها، وكدا ببقوا مساهمين. * إذن هلا كشفت لنا عن أسمائهم؟ - لا أستطيع أن أعطيك اسم جهة لأن المفاوضات لازالت جارية وحتى هم لا يرضون والموضوع في مراحله الأولى. * لماذا تبحثون عن رجال أعمال كمساهمين؟ وهل بنك الخرطوم عاجز عن شراء أسهم كنار لوحده؟ - أبدا البنك ليس عاجزا لوحده لكن عشان يحقق الشمول المالي والقصة نريد أن تصبح شركة مساهمة عامة، فالشركة لا يمكن أن تكون بشخص واحد.. لابد أن يكون هناك مساهمون.. مثلا هل يمكن أن تعملي شركة لوحدك؟ * علمنا بأن زين سحبت كافه أرصدتها من بنك الخرطوم هل هناك خلافات بينكما؟ - لا توجد أي خلافات بيننا وزين، وهي شركة كبيرة وتدار بمهنية عالية وافتكر أن حركة سحب أرصدتها عادية في الحسابات وأي شخص لديه حساب في أي بنك من حقه أن يسحبه ويودعه أينما شاء وكيفما شاء. * هل سحب أرصدة زين من بنك الخرطوم له علاقة بإعلانكم شراء أسهم كنار؟ - كما ذكرت لك نعتبر زين شركة كبيرة وتدار بمهنية عالية، وأن الأمر حصل فيه تزامن فقط، ولا نعتقد أن له علاقة بأي حاجة، وما حدث بيننا وزين موضوع صفقة عادية في السوق. * لكن يبدو أن هناك صراعا بينكما؟ - لا يوجد أي صراع بيننا، ونحن لا نرغب في أن نحوله إلى صراع، أو ما شابه ذلك.. أما إذا كان غرض زين من سحب رصيدها أو المبلغ المذكور التأثير على بنك الخرطوم فهذا المبلغ لا يسوي شيء وهو اقل من 1 % من محفظة بنك الخرطوم. اليوم التالي