500 عربة قتالية بجنودها علي مشارف الفاشر لدحر عصابات التمرد.. أكثر من 100 من المكونات القبلية والعشائرية تواثقت    مبعوث أمريكا إلى السودان: سنستخدم العقوبات بنظام " أسلوب في صندوق كبير"    حمّور زيادة يكتب: من الخرطوم إلى لاهاي    قيادي بالمؤتمر الشعبي يعلّق على"اتّفاق جوبا" ويحذّر    (ابناء باب سويقة في أختبار أهلي القرن)    عصار الكمر تبدع في تكريم عصام الدحيش    عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    قصة أغرب من الخيال لجزائرية أخفت حملها عن زوجها عند الطلاق!    الهلال يتعادل مع النصر بضربة جزاء في الوقت بدل الضائع    كيف دشن الطوفان نظاماً عالمياً بديلاً؟    محمد الشناوي: علي معلول لم يعد تونسياً .. والأهلي لا يخشى جمهور الترجي    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    تستفيد منها 50 دولة.. أبرز 5 معلومات عن الفيزا الخليجية الموحدة وموعد تطبيقها    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    حادث مروري بمنطقة الشواك يؤدي الي انقلاب عربة قائد كتيبة البراء المصباح أبوزيد    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    برشلونة يسابق الزمن لحسم خليفة تشافي    البرازيل تستضيف مونديال السيدات 2027    إسبانيا ترفض رسو سفينة تحمل أسلحة إلى إسرائيل    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كلمة الاستاذة سارة نقد الله الامينة العامة لحزب الامة القومي في ورشة عمل " المشاركة السياسية للمرأة .. حزب الامة نموذجا "
نشر في الراكوبة يوم 27 - 05 - 2016


بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة الاستاذة سارة نقد الله الامينة العامة لحزب الامة القومي في ورشة عمل " المشاركة السياسية للمرأة .. حزب الامة نموذجا " التي نظمها المركز القومي للسلام والتنمية بدار الامة 27-28 مايو 2016م.
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله واله وصحبه ومن والاه.
يطيب لي ان أخاطب حضراتكن/م في هذه الورشة المهمة، وأشكر الأحباب والحبيبات في المركز القومي للسلام والتنمية فقد عودونا علي مناقشة القضايا ذات البعد الاستراتيجي خاصة تلك التي تتعلق بالحوكمة.
مفهوم المشاركة السياسية للمرأة وما يرتبط بها من مفاهيم اخري مثل التمكين والجندر والعنف ضد المرأة وجدت رواجاً واسعاً لدي المهتمين بالعلوم الاجتماعية والانسانية والسياسية ودار حولها نقاش مستفيض في المؤتمرات وورش العمل المخصصة لهذا الأمر، وبالتالي سيكون تناولي بطريقة مباشرة دون الخوض في تفاصيل التاريخ والانغماس في انتكاسات الحاضر وإطلاق الاحلام بغد مشرق، وذلك عبر الاجابة علي أسئلة أساسية كمداخل للتفكير السياسي وتجسيد المشروع المنتج في إطار عملي قابل للتنفيذ والاختبار والتطبيق.
ماذا عن المشاركة السياسية للمرأة السودانية في الماضي؟
ما هو وضعها اليوم في ظل التحولات الكبيرة التي حدثت في السودان؟
ماهي ملامح المستقبل؟ المحددات، التحديات، المعوقات؟.
اقدم إجابات مختصرة لهذه الاسئلة من شانها أن تبين رؤية الحزب حول قضية المرأة ككل ومشاركتها السياسية بصفة خاصة، وبالتأكيد سيقدم الحبيب الامام الصادق المهدي رئيس الحزب رؤية عميقة للقضية وستغطي الاوراق المقدمة والمدخلات الموضوع بكل جوانبه.
دون الولوج في زخم التعريفات الأكاديمية الكثيرة لمفهوم المشاركة السياسية وتعدد الزوايا المختلفة التي ينظر بها المختصين، أعتمد تعريف بسيط تنطلق منه هذه المرافعة، إذ تعني المشاركة السياسية الانخراط الفاعل والمنتج في الحياة السياسية في المجتمع والدولة وبكل ما يربط بها من انتماء منظم أو عاطفي، ومن نشاط مستمر ومسئولية للحقوق السياسية، ونضوج سلوكي سياسي وامتلاك ثقافة موجة للتفكير والممارسة. وأشكال المشاركة كثيرة أهمها المشاركة في الانتخابات وتقلد الوظائف القيادية في الحزب أو الدولة وممارسة العمل في النقابات والمنظمات والجمعيات، والعمل الجماهيري من تظاهر واحتجاج ورفض سياسات السلطة التنفيذية والتشريعية، والتعبير السياسي في وسائل الاعلام المختلفة، وبناء التنظيمات الفئوية والقاعدية وغيرها. وبالتالي لابد من التفريق بين المشاركة السياسية كعملية طوعية اختيارية تعبر عن حرص الإنسان في أن يكون له دور إيجابي وبين التعبئة السياسية كعملية حشد الناس وتجميعهم لهدف معين دون الرغبة الذاتية. المشاركة السياسية جوهر العملية الديمقراطية، وقد زاد اهتمام العالم بمشاركة المرأة السياسية نتيجة للظلم الكبير الذي وقع علي المرأة جراء الهيمنة الذكورية وتغييب دورها في كثير من دول العالم خاصة دول العالم الثالث.
إضاءة علي تاريخ مشاركة المرأة السودانية في الشأن العام:
هناك إشارات لابد منها فقد تلاحظ أن كثير من الباحثين والكُتاب يؤرخون الي مشاركة المرأة السودانية من فترة الاستقلال الثاني ويربطونها باليسار، ولكن التاريخ يشيرالي أن المرأة السودانية شكلت وجودها ومسيرتها من قبل التاريخ فقد حكمت أمانجي ريناس مملكة كوش من سنة 40 ق.م-10م، وكانت المرأة السودانية مؤثرة وقائدة في المملكة المروية والسلطنة الزرقاء ومملكة الفور، كما لها وجود قيادي في العشائر والقبائل والطرق الصوفية. ولعبت دوراً أكبر في المهدية وشاركت منذ البداية، وقفت مع الامام المهدي وقد طالبها بالجهاد واستجابت فكانت رابحة الكنانية التي قطعت الفيافي لكي تنقل أخبار ومعلومات عن الجيش الغازي الي الامام المهدي في قدير، والتاريخ يحدثنا عن استعانة الامام المهدي بسفيرة لنقل رسالة خطيرة منه الي غردون مؤكداً ثقته فيها قائلاً لغردون في فحوي الرسالة" ان ما نريد ان نقوله لكم ستقوله لكم مرسولتنا اليكم" ، ومنهن من قاتلن العدو أمثال التومة مية، وست البنات أم سيف وغيرهن. والدور الكبير الذي قامت به عائشه بنت احمد شرفي التي تولت أمر من بقي من اسر الشهداء بعد كرري فأعدت لهم الرواكيب والمساكن. وقد شاركن في تكوين حزب الامة في الاربعينات ولعبن دوراً مقدراً في عملية التنظيم النسائي بقيادة الرائدة مدينة عبد الله ساعدنها عدد من بنات الأنصار، وعدد من نساء بيت الإمام المهدي، وعدد كبير من الشاعرات والمادحات علي سبيل المثال بنات ود التويم، الحاجة زينب بت عباس، وكلتوم بت أيوب، كّن يقومن بنشر الوعي السياسي بين النساء بقصائد ملحنة تمجد تاريخ البطولات والتضحيات، وتحرض على ارتياد طريق الآباء والجدود في الذود عن الدين والوطن. كما قمن عضوات الحزب المتعلمات بدور أساسي في تعليم المرأةوفي محاربة العادات الضارة والتقاليد البالية،وشأركن النساء في كل المحطات التاريخية وكان لهن مواقف بطولية مشرفة تتجلي في ثباتهن في أحداث مارس 1970 حيث أستشهدن فيها كل من الثريا بت الزاكي ونفيسة يحيي ومقبولة بت أحمدوكلثوم هارون وأمنة أحمد سعد وحليمة الشيخ حامد وقمر الزبير وزينب أبكر ومريم حقار وزينب شعبيبو والقائمة طويلة، وتواصل عطاء النساء المشرف في وجه كل الانظمة الشمولية وكان لهن نصيب في الملاحقات الأمنية والإرهاب والفصل التعسفي من الوظيفة بل حُكمن عسكرياً، وقد اظهرت المرأة في حزب الأمة كفاءة عالية في ادائها كمسئولة في مؤسسات الحزب أو مؤسسات الدولة التي عملت فيها، وظلت الاكثر أصواتاً في عملية التصويت لتقلد المناصب في الحزب. (لمعرفة المزيد منرؤية الحزب بالتفصيل الرجوع الي كتاب الحبيب الامام الصادق المهدي حقوق المرأة الاسلامية والانسانية، وورقة الاستاذة سارة نقد الله حول دور المرأة السياسي في مؤتمر المرأة بمركز محمد عمر بشير 1994م، وورقة التي قدمتها السيدة سارة الفاضل محمود حول المرأة في حزب الامة في دورة الرباط الاستراتيجي يناير 2008م).
أوضاع مشاركة المرأة في ظل التحولات الراهنة:
علي المستوي الدولي: هناك إتفاقيات دولية تنص على مشاركة المرأة في الحياة العامة والسياسية، ومنها الإعلان العالمي لحقوق الانسان في عام 1948، العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسي 1966 والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية 1966، واتفاقية القضاء علي جميع اشكال التمييز ضد المراة (CEDAW) 1979م، وقرار مجلس الامن 1325(2000) الخاص باشراك المرأة في عملية السلام وحمايتها من النزاعات المسلحة ، بالاضافة الى بروتوكول حقوق المرأة في افريقيا 2003 الملحق بالميثاق الافريقي لحقوق الانسان1981، بالاضافة الى المواثيق الحديثة مثل لجنة وضع المرأة 2006م والمؤتمر الثالث للنساء في العالم مؤتمر نيروبي 1985والذي وصف بانه "ولادة الحركة النسوية العالمية" والمؤتمر الرابع في بكين 1995، وهناك قرارات مجلس الأمن التي ناقشت العنف ضد المرأة، لجنة وضع المرأة التي تناقش قضايا المرأة في كل عام وتعمل على تقييم العهود والمواثيق التي تعزز مشاركة المرأة في النهاية نجد ان كل هذه العهود الدولية تنص على حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين وتكافوء الفرص في الحياة العامة. يبقي العامل الدولي محدد أساسي لمدي مشاركة المراة في البلدان وفق هذه المواثيق.
وقد شهدت ثورات الربيع العربي مشاركة واسعة من قبل النساء في الميادين والشوارع وفي الانتخابات وفي الأحزاب والمجتمع المدني وفي الجمعيات القاعدية والقطاعية. بل أن المرأة لعبت دوراً كبيراً في تحويل حالة الفوضى التي خلفتها حكومات الطغيان الي ضبط أزمات المنطقة وتقديم الحلول والشواهد كثيرة.
علي المستوي السوداني: اجتازت المرأة السودانية عقبات الجهل والعادات والتقاليد البالية منذ أكثر من نصف قرن، وتدرجت في كل مجالات العمل حيث نالت الاجر المتساوي للعمل المتساوي 1968م وبعض الدول الأوروبية لم تناله حتي الان، وأثبتت جدارتها في ظل الدساتير التي تساوي بينها وبين الرجل دون تمييز، رغم رسوخ مكاسب المرأة السودانية إلّا أنّ وضعها الراهن في ظل حكومة الانقاذ يواجه إقصاء واضح للنساء عن دائرة العمل السياسي وتوزيع الفرص حسب الولاء إلى المؤتمر الوطني. وعلي الرغم من استهداف النظام الممنهج عبر قانون النظام العام الذي وضع لقهر المرأة، الا إنهن ما زلن يواصلن نشاطهن للحفاظ على مكتسباتهن ومواجهة النظام، والتقدم بخطى ثابتة والمشاركة في العمل السياسي والمجتمع المدني بصورة أكبر، واستطعن إن يقدمن تضحيات جسام في مقاومة الظلم وإرهاب النظام وسياساته القمعية التي تهين المرأة وتنتهك كرامتها، واستطعن عزله وكشف جرائمه، وفشل النظام في كسب تأييد النساء مما جعل وجودها الحالي في البرلمان والجهاز التنفيذي رغم كثافته يعتبر وجودا صوريا وديكور الا يساهم في صنع وتنفيذ القرار.
ساهمت منظمات المجتمع المدنيفي مشاركة المرأة في العمل السياسي بالتركيز على قضايا المرأة والتنمية والنوع والمساواة والعدالة الاجتماعية وحقوق المرأة والتصدي للانتهاكات التي تتعرض لها المرأة والمشاركة السياسية المستندة على تحقيق الديمقراطية المستدامة والاسهام في تنوير النساء وتوعيتهن بالقضايا الصحية والثقافية والسياسية. وتبقي النظم الشمولية أكبر معوق للمشاركة السياسية للمرآة.والان تقود المرأة السودانية عبر تنظيماتها المختلفة خط المقاومة الاول لنظام الانقاذ فحق لنا أن نقول ( أن المرأة هي أداة التغيير).
علي المستوي الحزبي: وضع المرأة في حزب الامة القومي متطور جداً في الفكر والسياسة والتنظيم.
في الفكر:
تبني الحزب اجتهادا متقدماً حول تحرير المرأة وقضاياها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وقاد فكرة التوقيع علي سيداو عقب الورشة التي عقدتها هيئة شئون الانصار التي تدارست اتفاقيةسيداو في يوليو 2004م والتي اكدت علي "أن لا تناقض بين الاتفاقية ومقاصد الشريعة" وتضع كافة أطروحات الحزب المرأة في مساواة تامة مع الرجل في الحقوق والواجبات.
في السياسة:
تبني الحزب المشاركة السياسية الواسعة للمرآة في أجهزة الدولة وبادر بنظام الكوتا وتحديد نسبة 30% والتمييز القصدي في اجهزة الأحزاب، وتبني فكرة تمكين المرأة في صنع القرار في كافة المستويات، وحرص علي تأهيل وتدريب المرأة سياسياً، والعمل علي تعزيز مشاركتها ومقاومة القوانين المقيدة لحريتها والمنتهكة لكرامتها مثل قانون الاحوال الشخصية وقانون النظام العام. وعقد الحزب ورشة استراتيجية لتنمية المرأة (السياسات، البرنامج، الشكل التنظيمي) في مارس 2001م وأصبحت توصياتها أساس في كل مؤتمرات الحزب العامة. (للاطلاع علي هذه التوصيات الرجوع الي مؤلف ادبيات حزب الامة في الفترة ما بين يونيو 1989 الي أغسطس 2002م الحل السياسي الشامل).
في التنظيم:
بادر الحزب بالتمييز القصدي للمرأة في مؤسسات الحزب لتقريب الشقة في مشاركة المرأة وكان أول حزب يضع الكوتا في دستوره 1986 بنسية 10% وقد تطور تمثيل المرأة في هياكل الحزب في 1988 الي 20% وفتح الباب واسعاً لمشاركتها في كل مؤسسات الحزب وليس محصورة في قطاع المرأة فحسب، ووصلت النسبة الي 25% في المؤتمر السابع 2009م والمنشور التنظيمي 2014 نص علي تمثيل لا يقل عن 25% للمرأة في المؤسسات المحلية والولائية، علي المستوي القيادي المرأة نائبة رئيس ومقررة الهيئة المركزية ومقررة المكتب السياسي وأمينة عامة ومساعدة للأمينة العامة وأمينة أمانة.
مستقبل مشاركة المرأة السياسية والمطلوب عمله:
هناك اتفاق علي أن النظم الشمولية تقضي علي كل أشكال المشاركة، وأن مستقبل المشاركة الفاعلة للمرأة في الشأن العام مربوط ومرهون بالتحول والتطور الديمقراطي.
هناك عدة معوقات تحد من المشاركة السياسية للمرآة، كلها بفعل النظام منها: (قوانين النظام المنتهكة لحقوق المرأة، العقلية المنكفئة للجندر والصورة النمطية السلبية، الفقر والبطالة، ضعف الوعي بحقوق المرأة، المناخ السياسي غير المشجع وغياب الحريات وغيرها).
ومع كل هذه المعوقات الا ان المحددات التي تشير الي حتمية التغيير ومبشرات مشاركة عادلة وفاعلة للمرأة السودانية في مستقبل الوطن، من هذه المحددات: (التحولات السياسية الكبرى علي المحيط الدولي والإقليمي والمحلي، فشل النظام في كسر شوكة المقاومة خاصة النسوية، الحيوية في المجتمع المدني السوداني والمشاركة الواسعة فيه للنساء، تزايد عدد النساء في الاحزاب السياسية، المناصرة الواسعة للنساء في مناطق النزاع والحرب وبروز قيادات نسوية في هذه المناطق يعبرن عن رفض الحرب، مبشرات وحدة المعارضة في نداء السودان). وقد نص الميثاق السياسي لقوي نداء السودان لإعادة هيكلة وبناء الدولة السودانية الموقع في ابريل 2016م فيما يختص بوضع المرأة في الفترة الانتقالية (تعرضت المرأة السودانية لمعاملة قاسية واستهداف ممنهج من قبل نظام الانقاذ، والنساء أكثر الفئات تضرر من هذا النظام ولذا علي السلطة الانتقالية إزالة ما لحق بهن من مظالم واعتماد التمييز الايجابي لمصلحتهن. تلتزم الدولة بصيانة كرامة المرأة السودانية وتؤكد دزرها الايجابي في الحركة الوطنية السودانية. وتعترف بكل الحقوق والواجبات الواردة في المواثيق والعهود الاقليمية والدولية التي صادق ويصادق عليها السودان في هذا المضمار. تعزيز دور المرأة وإشراكها في العملية السياسية وكافة القطاعات علي أن لا يقل تمثيلهن في مؤسسات اتخاذ القرار عن نسبة 30%. القاء كافة القوانين المقيدة لحرية المرأة والمصادرة لحقوقها وعلي راسها قانون النظام العام ما يحقق كرامتها ويدعم دورها في الحياة وضمان حقوقها المتساوية في الكرامة الانسانية والمواطنة. سن قوانين لحماية النساء من التحرش والاستهداف. محاربة العادات والتقاليد الضارة التي تحط من قدر وكرامة النساء).
سيواصل حزبنا في تسويق " الميثاق النسوي" الذي طرحه الي القوي السياسية مع توسعة الدعوة للتوقيع عليه كمشروع نهضوي للمرأة السودانية.( مرفق نسخة من الميثاق).
سيواصل الحزب دعمه المبادرات النسوية الهادفة لإحداث عملية التغيير وحملات المناصرة والدعم ضد عملية استهداف النساء لا سيما تضامن نساء السودان ومبادرة لا لقهر النساء ومنبر نساء الاحزاب السياسية ومبادرات المرأة في مناطق النزاع.
سيواصل الحزب مجهوداته في محاربة ختان الاناث والتحرش الجنسي وتجريم زواج القاصرات وتجريم كل اشكال العنف ضد المرأة ومحاربة تغيير البشرة والاستغلال المهين للمرأة في الدعايات التجارية واستكمال استراتيجيته الخاصة بحماية الامومة والطفولة، وحقوق المرأة في العمل، والمساواة الكاملة بين الجنسين وعدم التمييز الا في إطاره الايجابي، والتشديد علي مشاركة المرأة السياسية كصمام أمان للممارسة السياسية الراشدة.
سيدعم الحزب جهود المرأة في التغيير السياسي ومواجهة الظلم وقيادة المقاومة السلمية للتخلص من نظام الظلم والاستبداد.
ختاماً: نأمل من هذه الورشة الخروج بتوصيات قوية في قضية المرأة ومشاركتها السياسية، وسنجعل هذه التوصيات ضمن برامج عمل الحزب في هذا المضمار، ووعداً بان تجد منا كامل الاهتمام في التنفيذ والتطبيق.
وشكراً علي حسن الاستماع، مع تمنياتنا بالتوفيق والسداد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.