انتزع ريال مدريد لقب دوري أبطال أوروبا للمرة 11 في تاريخه، بسيناريو مكرر أمام جاره أتلتيكو مدريد، الذي أضاع مدربه دييجو سيميوني فرصة غالية لرد الاعتبار من خسارة 2014، وانتزاع اللقب للمرة الأولى في تاريخ "الروخيبلانكوس". ارتكب سيميوني أكثر من خطأ فني وتكتيكي في اللقاء، حيث بدأ المواجهة بدفاع ضاغط على غير المعتاد، مما منح ريال مدريد مساحات واسعة لتشكيل خطورة على أطراف الملعب، والحصول على 3 ركلات حرة، جاء منها الهدف الأول لسيرجيو راموس. أما زيدان فكان الخطأ الأكبر له استنفاذ التبديلات الثلاثة قبل الشوطين الإضافيين والتأخر في إخراج كريم بنزيمه من الملعب، وإبقاء كريستيانو رونالدو رغم شكواه أكثر من مرة من إصابة عضلية، وكذلك استبدال توني كروس مما نقل التفوق الهجومي لأتلتيكو مدريد في الشوط الثاني، ليهدد المرمى بأربع فرص حتى سجل التعادل في الدقائق الأخيرة. خطأ زيدان كلّف ريال مدريد 4 إنذارات في الأشواط الإضافية نتيجة الإرهاق الشديد وعدم إيجاد وسيلة لإيقاف كاراسكو وتوريس وجريزمان سوى بالاحتكاكات البدنية. ورغم التراجع الشديد في اللياقة البدنية لريال مدريد إلا أنه كان الأكثر خطورة، عبر 3 فرص مؤكدة أهدرها كريستيانو رونالدو وكريم بنزيمه. أما أتلتيكو مدريد، فقد تباطأ سيميوني في إجراء التبديلات لتنشيط صفوفه وتوجيه ضربة لريال مدريد "المرهق" في مقتل. ركلات الترجيح أيضاً كشفت كارثة فنية أخرى لدييجو سيميوني، هي عدم الاهتمام بتدريب حارس المرمى يان أوبلاك عليها قبل المباراة، حيث اهتزت شباك الحارس السلوفيني بخمس ركلات في زاوية معاكسة لاتجاهه، منها 4 ركلات بسيناريو "كربوني" في الزاوية اليسرى. وتعد أحد الإيجابيات القليلة لسيميوني هي الدفع باللاعب البلجيكي كاراسكو الذي سجل هدف التعادل، وكان مصدر إزعاج لدفاع "الميرينجي". فيما تميز زيدان في التعامل النفسي الجيد وتحفيز لاعبيه لتجاوز أزمة اللياقة البدنية المتدهورة، مما جعل الريال أكثر تماسكًا. المؤشرات السلبية امتدت أيضاً للحكم الإنجليزي مارك كلاتنبرج الذي ارتكب عدة أخطاء طوال 120 دقيقة، أبرزها احتساب ركلة جزاء مثيرة للجدل لصالح أتلتيكو مدريد، إضافة إلى هدف ريال مدريد الذي أكد عدة خبراء أن سيرجيو راموس كان في وضع تسلل عند تسجيل الكرة في المرمى.