ذكر مصدر يمني مسؤول في العاصمة السعودية الرياض أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح يتعافى وسيعود قريبا لليمن. وقال المصدر القريب من الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ل«رويترز» إن الرئيس اليمني أصيب في وقت سابق من الشهر الحالي إثر انفجار قنبلة كانت مزروعة في مسجد داخل القصر الرئاسي، لكنه يتعافى وسيعود لليمن قريبا. وظلت صحة صالح ومصيره مثار تقارير متضاربة خلال الأسابيع الثلاثة التي مضت منذ الهجوم الذي دفعه إلى العلاج في مستشفى بالعاصمة السعودية الرياض. وملابسات الهجوم الذي وقع في الثالث من يونيو (حزيران) غير واضحة. وقال المصدر الذي كان مع صالح أثناء الهجوم: «القنبلة انفجرت في مكان كان قريب جدا من صالح ومن حسن حظه أنه نجا». واتهم مسؤولون يمنيون اتحاد قبائل حاشد بقصف القصر وهو ما نفته حاشد قبل أن تعود الرئاسة اليمنية وتتهم تنظيم القاعدة بالوقوف وراء تفجير مسجد الرئاسة. ورفض المصدر تحديد الجهة التي يعتقد أنها زرعت القنبلة. ومضى المصدر يقول إن أقل من 40 في المائة من جسم صالح أصيب بحروق في إشارة إلى المعلومات التي كانت متداولة على نطاق واسع بشأن تفاصيل إصابات صالح. كما أصيب نحو 39 يمنيا آخرون بينهم رئيس الوزراء واثنان من نواب رئيس الوزراء ورئيسا مجلسي البرلمان ونقلوا للعلاج في مستشفيات مختلفة بأنحاء المملكة العربية السعودية. وتابع المصدر الذي أصيب أيضا في ساقيه وصدره أثناء الهجوم بعد انفجار القنبلة: «أطلقت عدة صواريخ في اتجاه المسجد لكن أشخاصا من الخارج كانوا قد أخرجوا الرئيس بالفعل». وذكر المصدر في الرياض أن صحة صالح تحسنت في المستشفى بشكل يسمح له بالعودة إلى اليمن قريبا. وأردف قائلا صالح يريد مخاطبة الشعب اليمني عبر التلفزيون اليمني قريبا جدا. وكان أحمد الصوفي السكرتير الإعلامي للرئيس اليمني قال في صنعاء أمس إن صالح سيظهر أمام وسائل الإعلام خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة. وفي الأسبوع الماضي قال دبلوماسي غربي ل«رويترز» إن من غير المرجح أن يعود صالح لوطنه قريبا نظرا للضغط الذي يواجهه صالح من قبل المحيط الإقليمي والولايات المتحدة لنقل السلطة بموجب اقتراح قائم رعته دول مجلس التعاون الخليجي لنقل السلطة في اليمن. وقال المصدر إن صالح ظل على معرفة وثيقة بالأحداث في اليمن وهو على فراشه في المستشفى وكان يجري اتصالات هاتفية بشكل منتظم. وأضاف أنه لدى عودته فإنه يعتزم اقتراح حلين جديدين. ومضى يقول: «الأول هو نقل كل السلطات إلى البرلمان وأن يصبح رئيسا صوريا»، مضيفا: «وثاني أمر سيكون السماح بتشكيل حكومة ائتلافية ثم يجري انتخابات رئاسية مبكرة ويرحل في هدوء». وكان مصدر يمني مسؤول في السفارة اليمنية في العاصمة السعودية الرياض أكد أمس أن الأوضاع الصحية للرئيس اليمني علي عبد الله صالح تشهد تحسنا ملحوظا وطمأن القنصل اليمني العام في السفارة اليمنية في الرياض السفير علي العياشي اليمنيين المقيمين في المملكة العربية السعودية على صحة الرئيس علي صالح وكافة المسؤولين اليمنيين الذين أصيبوا خلال القصف الذي استهدف جامع الرئاسة. وقال السفير علي العياشي: «الجميع بخير، وتشهد أوضاعهم الصحية تقدما ملحوظا سواء لفخامة الرئيس (علي عبد الله صالح) أو لكافة المصابين الذين يتلقون العلاج في المستشفيات السعودية، في الرياضوجدة والطائف». وظل صالح شخصية لا يمكن التكهن بنواياها وتراجع ثلاث مرات عن اتفاق نقل السلطة الذي رعته دول مجلس التعاون الخليجي في اللحظة الأخيرة. ويدعو اقتراح مجلس التعاون الخليجي إلى أن ينقل صالح السلطة إلى نائبه عبد ربه منصور هادي الذي يقوم حاليا بأعمال الرئيس كخطوة نحو تشكيل حكومة جديدة والاستعداد للانتخابات. وقال المصدر: «المسألة المهمة هي أن صالح يريد تسليما سلميا للسلطة وهذا لن يحدث بين يوم وليلة وتشكيل حكومة ائتلافية يستغرق وقتا». وفي غضون ذلك أكد نائب وزير الإعلام اليمني عبده الجندي أمس رفض أي مناقشة لمسألة انتقال السلطة في اليمن طالما يتلقى الرئيس علي عبد الله صالح العلاج في السعودية. وقال الجندي لوكالة الصحافة الفرنسية: «في قيمنا الأخلاقية لا يمكننا مناقشة انتقال السلطة والرئيس على فراش المرض». إلا أن الجندي أكد أن «الرئيس في صحة جيدة ويتعافى» لكنه أشار إلى أن «خروجه من المستشفى يقرره أطباؤه». ويأتي ذلك فيما يسود الشارع اليمني ترقب حذر، غداة دعوة المعارضة إلى ما سمّته «المظاهرة المليونية» لإسقاط ما وصفته «بقايا النظام». الشرق الاوسط نجل "صالح" يؤكد أنه يأتمر بأوامر الرئيس اليمني المؤقت وينفذ تعليماته في تطور لافت منذ غادر الرئيس اليمني علي عبدالله صالح للعلاج في السعودية, قال نجله أحمد إن قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة التي يقودها تأتمر بأمر نائب الرئيس الفريق الركن عبدربه منصور هادي الذي يقوم بأعمال صالح حاليا, وتنفذ كل ما يصدره من تعليمات وتوجيهات شأنها شأن باقي وحدات القوات المسلحة التي تدين بالولاء المطلق على حد قوله لله والوطن والثورة والوحدة ومتمسكة بالشرعية الدستورية. وأعرب نجل الرئيس صالح الذي يعد تصريحه لموقع "سبتمبرنت" المقرب من الرئاسة, هو الأول منذ اندلاع الاحتجاجات في اليمن, عن تأييده للجهود التي يبذلها نائب رئيس الجمهورية "الرئيس المؤقت" ومعه عدد من أعضاء الحكومة والسياسيين ولقاءاتهم مع قادة المعارضة ومع ممثلي المجتمع الدولي بهدف الوصول إلى حل للأزمة التي تعيشها اليمن. وجدد أحمد علي عبدالله صالح التأكيد بأنه كقائد عسكري يؤدي واجبه الوطني والدستوري ويقوم بالمسؤوليات التي تقع على عاتقه وعاتق كل ضباط وصف وجنود القوات المسلحة والأمن في الدفاع عن سيادة الوطن واستقلاله وسلامة أراضيه والحفاظ على الثورة ونظامها الجمهوري الخالد والوحدة اليمنية المباركة وحماية المواطنين والحفاظ على المكتسبات الوطنية.. وتأمين السكينة العامة للمجتمع بالإضافة إلى تأمين الحماية لقادة الدولة. وقال مصدر سياسي يمني مطلع ل "العربية نت" إن تصريحات نجل صالح وتأكيداته بأن السلطة الفعلية في يد نائب الرئيس والقائم بأعماله جاءت بعد ضغوط أمريكية وأوروبية وخليجية من أجل التهيئة الفعلية لانتقال السلطة في اليمن بشكل سلس وآمن. ورأى محللون سياسيون أن تصريح نجل الرئيس اليمني يحمل دلالات عميقة لجهة التأكيد على أن نائب الرئيس عبدربه منصور هادي هو القائد الفعلي للبلاد ويمارس صلاحيات صالح كاملة, وأن عائلة صالح لن تقف عقبة أمام انتقال سلمي للسلطة الى عبدربه منصور هادي كرئيس انتقالي يهيئ للخروج من الأزمة الراهنة. وأكد المحلل السياسي محمد الأطوعي ل "العربية نت" أن نجل صالح الذي يعد ظهوره الإعلامي نادرا كما أنه لم يدل من قبل بأي تصريحات تخص الشأن السياسي اليمني, يعتبر حديثه هذا رسالة قوية للداخل والخارج بأن عائلة الرئيس صالح التي تقود وحدات أمنية وعسكرية هامة, ليست هي من يدير شؤون البلاد في ظل غياب صالح كما يقول البعض وإنما من يدير دفة الحكم في اليمن هو نائب الرئيس الذي يمارس صلاحيات الرئيس الذي يتلقى العلاج في السعودية. وتابع قائلا: الدلالة الأخرى هي أن هذا الحديث يوحي بأن صالح لن يعود قريبا الى اليمن وربما لم يعد قادرا على الاستمرار مجددا في السلطة إذا ما عاد, وبالتالي هناك مخاض وترتيبات لانتقال السلطة الى نائب الرئيس الفريق الركن عبدربه منصور هادي.