رفضت أمس مصادر أميركية التعليق على حكم محكمة عسكرية في موسكو، أول من أمس، بالخيانة العظمى على الكولونيل ألكسندر بوتييف، الجاسوس الروسي الذي هرب إلى الولاياتالمتحدة في السنة الماضية، وكشف عن شبكة تجسس روسية عملاقة ومتشعبة في الولاياتالمتحدة. وكانت محكمة عسكرية في موسكو قد أدانت، أمس، غيابيا، بوتييف بتهمة الكشف عن خلية «نائمة» من 10 جواسيس طردوا من الولاياتالمتحدة العام الماضي. وأدين بوتييف بالخيانة والتهرب من الخدمة، حسبما قالت وكالات الأنباء الروسية. كان الادعاء قد طالب بالحكم بالسجن 25 عاما على بوتييف الذي يعتقد أنه في الولاياتالمتحدة بعد ما تردد عن فراره من روسيا قبل أيام من الكشف عن الجواسيس في الولاياتالمتحدة. ورفضت المصادر تحديد مكان بوتييف، وحتى الاعتراف به، وأنه موجود في الولاياتالمتحدة. وأيضا، رفضت المصادر التعليق على تصريحات من مسؤولين روس بأن الاستخبارات الروسية أرسلت جواسيس ليقتلوا بوتييف، الذي يعتقد أنه موجود في مكان ما في الولاياتالمتحدة. وقال مراقبون في واشنطن: إن هروب بوتييف، حتى قبل محاكمته، سبب حرجا كبيرا للروس، خاصة لأن الشبكة التي كشف عنها تعتبر أكبر شبكة تجسس منذ بداية الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي والشرقي، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية قبل 70 سنة تقريبا. وزاد حرج الروس لأن الشبكة الروسية اكتُشفت، في يونيو (حزيران) الماضي، بعد أيام قليلة من زيارة الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إلى واشنطن، واجتماعه مع الرئيس باراك أوباما، وتصريحات ميدفيديف عن رغبته في تحسين العلاقات بين البلدين بعد سنوات علاقات باردة خلال إدارة الرئيس السابق بوش الابن. وقالت وكالة «رويترز»، من موسكو: إن القاضي الذي حكم في محكمة عسكرية على الجاسوس بوتييف بالخيانة العظمى قال إن بوتييف «أحدث ضررا كبيرا للأمن الروسي». وحكم عليه بالسجن 25 سنة. ورفض نشر وقائع المحاكمة لأنها كما قال «جزء من أسرار الوطن». كان بوتييف ضابطا كبيرا برتبة كولونيل في الاستخبارات العسكرية الروسية. وقال القاضي إنه نقل «معلومات حساسة» إلى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه). وكان يعرف كثيرا عن الشبكة لأنه كان مدير قسم «إس في آر» (الجواسيس الأكثر سرية). وأمام القاضي، قرأ المدعى العسكري أدلة الإدانة. وقرأ خطابا تليفونيا من الجاسوس بوتييف إلى زوجته بعد هروبه من روسيا، قال فيه: «يا ماري، حاولي أن تتقبلي هذا الخبر الذي سأقوله لك بكل هدوء. لست مغادرا روسيا لفترة قصيرة. أنا مغادر روسيا إلى الأبد. يا ماري، ما كنت أريد أن أفعل هذا، لكن كان لا بد أن أفعله. سأبدأ حياة جديدة. سأحاول أن أساعدك وأساعد أولادنا». كان رئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين، وهو نفسه جاسوس سابق في الاستخبارات الروسية (كي جي بي)، قد قال في العام الماضي: إن الجاسوس بوتييف «سبب خسائر كبيرة للوطن. إنه خائن كبير». وأضاف: «الخونة دائما مصيرهم سيئ». الشرق الاوسط
