قال ويليام جاتجيث، المتحدث العسكري باسم نائب رئيس جنوب السودان رياك مشار، اليوم إن "جنوب السودان يعود إلى حالة الحرب"، على إثر الاشتباكات العنيفة التي اندلعت مؤخرا وقتل فيها مئات الأشخاص. وأضاف جاتجيث، في تصريح نقلته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أن "رئيس جنوب السودان، سلفا كير ميارديت، غير جاد بشأن اتفاق السلام"، مشيرا إلى ان المئات من قوات مشار قتلوا في اشتباكات مسلحة وقعت يوم الأحد، وأن القوات الموالية لمشار تتقدم على العاصمة جوبا من اتجاهات مختلفة. وتقول القوات الموالية لنائب رئيس جنوب السودان أن مواقعها في جوبا تعرضت لهجوم من قبل قوات حكومية. وفي المقابل، قال وزير الإعلام بدولة جنوب السودان مايكل ماكوي لويث إن "الوضع طبيعي وتحت السيطرة"، موضحا أن القوات الحكومية تجاوبت بعد أن شنت القوات الموالية لمشار هجوما على نقطة تفتيش أمنية. وتأتي هذه الاشتباكات عقب يومين من قتال عنيف اندلع في الدولة الأحدث نشأة في العالم بين قوات موالية للرئيس سلفا كير ونائبه رياك مشار، يوم الجمعة الماضي، قتل على إثره 150 شخصا على الأقل، قبل ان يعود الهدوء مرة أخري أمس السبت. وذكرت محطة الراديو المحلية "تامازوج" اليوم أن إجمالي عدد ضحايا الاشتباكات ارتفع ليبلغ زهاء 271 قتيلا. وتقول بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان ان أضرار لحقت بمنشآتها جراء القتال، مضيفة أن مئات المواطنين سعوا للاحتماء في مجمعاتها السكنية. وأثارت أعمال العنف الجديدة مخاوف متزايدة من تجدد عدم الاستقرار في جنوب السودان، في وقت يبدو فيه اتفاق السلام الذي وقع بين طرفي الصراع في عام 2015 غير قادر على إعادة الاستقرار وكبح الاضطرابات المتتالية في البلاد. وتقول تقارير أن الاشتباكات التي وقعت يوم الجمعة الماضي جاءت نتيجة لتبادل إطلاق نار وقع بين الحراس الأمنيين لكل من سلفا كير ومشار، حيث التقى كلا الرجلين في القصر الرئاسي في هذا اليوم ودعوا للهدوء. جدير بالذكر أن حربا أهلية ضروسا اندلعت في ديسمبر عام 2013 في جنوب السودان، بعد أن قام الرئيس سلفا كير ميارديت بإقالة الحكومة واتهم نائبه رياك مشار بالتخطيط للانقلاب عليه، واشتعلت الحرب الأهلية على نطاق واسع بين أكبر قبيلتين في البلاد: "الدنكا" التي ينتمي إليها سلفا كير و "النوير" التي ينتمي إليها مشار. وتسببت هذه الحرب الأهلية في مقتل عشرات الألاف من المواطنين وتشريد أكثر من 2.2 مليون آخرين. وكالات