"أربعة أيام دون مياه، أسواق فارغة من المواد الغذائية، سكان يعانون من المجاعة ومجموعات من الجنود السكارى ينهبون آلاف المدنيين الفارين من بين الجثث المنتشرة في أنحاء المدينة". بهذه الكلمات نقلت صحيفة "الموندو" الإسبانية الصورة التي تعيشها شوارع جوبا، عاصمة جنوب السودان، بعد أيام من المعارك بين القوات الموالية للرئيس سالفا كير ميارديت وأنصار نائبه الأول رياك ماشار. "في انتظار فتح المطار لإجلاء الموظفين الأجانب" يقول عامل بالمطار للصحيفة، فيما قامت الولاياتالمتحدةالأمريكية، الداعم اﻷكبر لانفصال جنوب السودان، بإفراغ سفارتها وترك أفراد الأمن فقط قبل خمس سنوات. الرئيس سلفا كير زعيم أغلبية "الدينكا" أصدرا أومره بوقف إطلاق النار - تكتب الموندو- لكن الأمر نفسه أصدرة السبت الماضى, ولكن لم يستمع اليه أحد. وأشارت الصحيفة إلى أن نائب الرئيس, ريك ماشار, فعل نفس الشيء، لكن الهدوء لم يستمر سوي 90 دقيقة. فيما تعرضت مساكن كلا منهما لهجمات من قبل جنود الجانب الآخر. من جهته دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، مجلس الأمن،الاثنين، لحظر السلاح في جنوب السودان، ومعاقبة القادة السياسيين والعسكريين الذين يعرقلون تنفيذ اتفاق السلام، كما دعا أيضا لتعزيز قوة حفظ السلام التابعة للمنظمة الدولية. "لكن ليس كير ومشار وحدهما اللذان لم يفيا بالتزاماتهما. فمن بين أسباب اندلاع العنف هذا، النموذج الفاشل لحكومة الوحدة التي شجعتها الأممالمتحدة، والتي تضمنت نقل جزء من القوات المتمردة مع جميع أسلحتهم إلى العاصمة مع مشار (اثنين من الديكة في منزل الدجاجة)". تقول الموندو. وتضيف "قد يكون السبب الثاني حول دور الجنرال بول مالونج، رئيس هيئة الأركان بالجيش الشعبي، الذين يسحب البساط من الرئيس. بالنسبة لكثير من المحللين انقلاب متعمد ضد سلفاكير وعملية السلام المتعثرة". ووصلت القوات الحكومية أمس إطلاق النار ليس فقط على المدنيين العزل الفارين من المعارك، ولكن أيضا ضد مقار تابعة للأمم المتحدة، تشير الصحيفة- فيما تعرض مقارها في جوبا لإطلاق نار خلال القتال الدائر بين الطرفين، ما تسبب في مقتل اثنين من الجنود الصينيين العاملين ضمن مهمة حفظ السلام. لكن الموندو تؤكد أنه "في هذه المرحلة لا أحد يفسر لماذا أوغندا، الحليف التقليدي لجنوب السودان، نشرت قواتها في جوبا أو أي زعيم ستدعم". واختتمت تقريرها بالقول "قبل خمس سنوات، أطلقت أعيرة نارية في شوارع جوبا، عاصمة جنوب السودان. احتفالا بإنهاء عقود من الحرب مع جارتها في الشمال والحصول على استقلالها من خلال استفتاء دعمته الولاياتالمتحدة. واليوم تلك الطلقات تسببت في مقتل المئات". مصر العربية