رائد صالحة: كتبت ابتهاج يوجين محمد سطراً جديداً في التاريخ الامريكي فهي أول امراة أمريكية مسلمة محجبة تخوض منافسات رياضية على مستوى دورة الألعاب الأولمبية ولكن هذا النجاح بالنسبة الى أبناء بلدة «مابلوود» في ولاية نيوجرسي، مدعاة للفخر لأجيال قادمة لأنها ليست فقط قصة أولمبية فريدة من نوعها بل حكاية عالمية للتفوق. ابتهاج محمد التي شاركت في نهائيات رياضة المبارزة، معروفة في مسقط رأسها «مابلوود» كطالبة مجتهدة وسيدة أعمال ناجحة في مقتبل العمر وهي ايضاً ابنة لشرطي متقاعد رفض ان يسمح لابنته بالتفكير للحظة بأن هناك أي قيود على ما يمكن إنجازه. فازت ابتهاج على منافستها الأوكرانية في المبارزة ولكنها خرجت من التصفيات في الجولة الثانية أمام الفرنسية بيردر. وبالنسبة لوالدها يوجين محمد الذي خدم في سلك الشرطة لسنوات طويلة في مدينة جيرسي ستي فهي «الذهب الخالص»، إذ قال ان وجودها في الأولمبياد هو إنجاز كبير ومدعاة للاحتفال داخل القلوب وإنارة للنفس، واضاف أنه يفتخر بتجربته السعيدة التي تتمثل في ذهاب ابنته الى دورة الألعاب الأولمبية التي تضم أفضل الرياضيين في جميع أنحاء العالم مشيراً إلى ان ابنته قضت سنوات عمرها وهي تتدرب من أجل هذه اللحظات. النجاح الحقيقي لابتهاج وفقاً للصحافة الامريكية كان في تمكنها من استخدام القدرات الرياضية في مباراة صعبة خارج الحلبة حيث أوضحت منذ البداية أنها أرادت كسر المعايير الثقافية لتبين للناس خارج مجتمعها أن للمرأة المسلمة صوتاً وأنها قادرة مثل الأخريات على تحقيق التميز في ألعاب القوى، وبدورها تشعر ابتهاج بأنها تعيش لحظات كبيرة في أولمبياد ريو دي جانيرو، لحظات متوهجة بالنسبة للفريق الامريكي والمجتمع الإسلامي ولحظات أكبر من شخص واحد. ومن الأمثلة على اللحظات السعيدة لمشاركتها في الأولمبياد ما حدث في حفل الافتتاح حينما سارعت المشاركات في الفريق النسائي السعودي إلى التقاط صورة تذكارية معها إذ قالت إنها تشعر بنعمة لأنها تمثل الكثيرين ممن لا صوت لهم. مصدر آخر لسعادة ابتهاج في الاولمبياد جاء بسبب حضور أفراد عائلتها وبلدتها الى ريو دي جانيرو لمشاهدتها حيث قال شقيقها «كاريد» إنها بطلته بلا منازع في حين قالت شقيقتها «فايزة» بأنها شريكتها في التدريب أما ابن اخيها «زيد» فهو لا يفهم المبارزة ولكنه يدرك أن عمته تفعل شيئاً كبيراً في حين تشرح دموع وابتسامات والدتها «دينيس» مشاعر الافتخار التي تنتابها بغض النظر عما يحدث.