* إرتفعت علامات الدهشة ممزوجة بإبتسامات شامتة، ونظرات فرحة عندما تناقلت المواقع مساء أمس خبر سرقة (لصوص) لشقة محافظ بنك السودان السابق ورئيس القطاع الإقتصادي بحزب المؤتمر الوطني صابر محمد الحسن، والتي يستخدمها كمقر لإدارة أعماله، حيث بلغت قيمة المبالغ المسروقة (28) ألف يورو و(32) ألف دولار، بجانب بعض المبالغ بالعملة المحلية والعملات الاجنبية، يعني(سيدي بي سيدو) * هذه السرقة التي تعرض لها (صابر) وتلك التي تعرض لها (قطبي) من قبل تثير تساؤلاً مهماً ماسر إحتفاظ الرجلين بهذه الأموال من العملات الصعبة. وهل هم يضاربون فيها وبالتالي وراء إنتعاش السوق المواز؟ ، وهم يعلمون ذلك.. فقطبي كان وزيراً ومديراً للمخابرات ، وما أدراك ما صابر وبنك السودان. *والغرابة في هذه السرقات أن السارق كأنه لم ينفذها عن فراغ وأنما نتيجة خطط مدروسة ، جمع فيها معلومات ورصد المكان ، وإستغل الوقت (الميت) فأجهز على الفريسة ، فمن هو اللص الذي يتكئ على كل هذه المقدرات وتتنامى عنده الفرص للحصول على هذه المعلومات وتأمين عملية سرقته؟ * وفي المقابل الغرابة أصبحت جزء في كثير من التجاوزات التي لا تخلو من شبهات فساد ، فعبدالرحمن الخضر والي الخرطوم السابق، غادر بعد فضيحة موظفي مكتبه، وتوالت الأحداث عاصفة بعد وفاة المتهم الأول غسان، ثم جاء دور اليسع عثمان القاسم، وما تبع ذلك من فضيحة دكاكين جاكسون وشارع النيل، وبعدهما نالت يد (بعض) نافذي الوطني الطولي من نائب رئيس الحزب بالخرطوم محمد حاتم سليمان، وهي تودعه الحراسة في قضية تجاوزات في المال العام، وقبل كل هذه الحوادث حادثة سرقة منزل القيادي بالوطني أيضا وجهاز الأمن السابق قطبي المهدي وسرقة مبالغ مهولة وصلت إلى (40310) يورو و (11,336) فرنكاً سويسرياً و(5) آلاف جنيه استرليني، و(26) ألف دولار و(91) ألف جنيه سوداني وغيرها من العملات الأخرى والتي فضحت حقيقة الوضع الذي يعيشه الرجل في ظل وضع بائس لوطن منهوب من كل الإتجاهات. *السرقات باتت تكشف إلى مدى يتعامل من هم مسؤولين عن الاقتصاد كيف يتعاملون معه ، وهذا من شأنه أن يدفع بمزيد من الافتراضات التي تشير إلى أن قيادات النظام لازالت تدير كثير من الأمور خارج الدولاب الحكومي ..هذا إن كان الإفتراض إيجابياً أم في حالة العكس (الباقي تمو خيال). *عموماً كثير من المحاكمات بدأت تترى وتتحقق بعدالة السماء التي تكشف المستور بقوة العادل رب الكون ، ونسأله أن مزيد من الكشف عن الحقائق فنحن عجزنا عن فك كثير من الطلاسم في ظل الحراس الذين يحاولون بكل قوة حجب هذه الحقائق عنا. الجريدة