لسنا محايدين ولكن نبحث عنه مصالحنا.. ولولا جهود السودان ما وصلنا إلى ما نحن فيه أعلن السفير السودان فى القاهرة، ومندوب بلاده الدائم فى الجامعة العربية، عبدالمحمود عبدالحليم، انتهاء الترتيبات النهائية لزيارة الرئيس السودانى عمر البشير للقاهرة والتى تبدأ الأربعاء القادم، وتعد «السابعة لمصر خلال عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، وتتوج بانعقاد اللجنة العليا المشتركة، لأول مرة على مستوى الرؤساء، بعد ان كانت على مستوى رؤساء الوزراء». وقال عبدالحليم، خلال اللقاء الذى عقده مع مندوبى عدد من الصحف المصرية، بمناسبة الزيارة، أن القاء الرئيسين «يبحث جميع المستجدات على الساحتين العربية والدولية، وعلى رأسها الأوضاع فى سوريا وليبيا واليمن، ومكافحة الارهاب، علاوة على توقيع عدد من الاتفاقيات والبروتوكولات الخاصة بالزراعة والصناعة والاتصالات والتكنولوجيا والمواصلات والتعليم»، متوقعا أن يسهم اللقاء «فى زيادة التبادل التجارى بين البلدين عبر معبر أرقين البرى الذى افتتح الخميس الماضى، ومعبر أسطل البحرى». واضاف السفير السودانى فى القاهرة أن «اللجنة العليا المشتركة على مستوى الرؤساء تعد نقلة نوعية فى تاريخ العلاقات بين مصر والسودان، بعد انقطاع دام خمس سنوات»، لافتا إلى أنه «رغم هذا الانقطاع، إلا أن الرئيسين التقيا نحو ست عشرة مرة، منها ستة لقاءات للبشير فى القاهرة وشرم الشيخ، علاوة على أن الرئيس السيسى زار الخرطوم ثلاث مرات». وحول ما يتردد عن «انحياز السودان لإثيوبيا فيما يتعلق لمباحثات سد النهضة»، أوضح عبدالحليم أن بلده منحاز لمصالحه، ويؤمن بضرورة ان يكون النهر ساحة للتعاون وليس للصراع، ولولا وجود السودان لما وصلنا لما نحن فيه الآن من اعلان مبادئ وتشكيل لجنة سداسية تجمع وزراء الرى والخارجية فى الدول الثلاث، وأخيرا توقيع مع المكاتب الاستشارية، وهى جهود لعب فيها السودان دور محورى. ونفى عبدالحليم الاتهامات التى توجه للخرطوم بأنه «تدعم جهات فى ليبيا تهدد أمن مصر القومى»، وقال إن بلاده «تدعم حكومة فايز السراج المعترف بها دوليا، والوفاق الليبى، وتؤيد التوافق بين أبناء ليبيا، ونأمل أن تتمكن دول الجوار من حسم المشاكل داخل ليبيا»، مضيفا ان الاتهامات ضد السودان فى هذا الصدد «ليست جديدة، وبعض الاتهامات تطال مصر أيضا، ولكن نؤمن بآلية دول الجوار، ووجوب ان تلعب دورا فى تعزيز الحوار بين الليبين، وعدم إعطاء الفرصة لبعض الأطراف لإشعال الوضع داخل ليبيا، وتابع: «لقد اتفقنا مع مصر على ان ما يدور داخل مصر شأن مصرى، وعليها هى أيضا ان تقبل الخيارات السودانية، ونحن لا نتدخل، ولا نستضيف أى معارض مصرى على ارض السودان، وبالتالى لا نقبل ان تقوم أطراف معارضة بنشاط معادٍ للسودان فى مصر.
