* واصل التلفزيون القومي «صيامه» عن تقديم دراما محلية في رمضان، ليثبت فشله المتواصل في إنتاج دراما سودانية، كانت تميّز شاشته في رمضان في أوقات سابقة. حيث كان المشاهد «مبرمج» على متابعة نجومه المحليين في الفترة المسائية الأولى، قبل أن يعود ويسهر مع الدراما العربية في المسلسل الثاني، في وقت لم يكن فيه الفضاء مفتوحاً كما هو الحال الآن. ولا زالت مسلسلات رمضان المحلية راسخة في أذهان الكثيرين، بأبطالها وقصصها رغم مرور سنوات على توقفها. من مِنا لا يذكر مسلسلات «سكة الخطر»، «الدهباية»، «المال والحب»، «الغول»، «اللواء الأبيض»، وحتى «أمير الشرق»، وغيرها من الأعمال. المفارقة أنه وبعد انتشار الفضائيات، و كثرة المسلسلات العربية في الفضاء المفتوح، وبدلاً من أن يركّز التلفزيون القومي على انتاج دراما محلية، فإنه يشتري «بالعملة الصعبة» دراما عربية مصرية غالباً، ليعرضها في رمضان، في الوقت الذي يمكن للمشاهد أن يتابعها على أي فضائية أخرى! * وبمثلما غابت الدراما عن شاشة التلفزيون القومي، يغيب برنامج «أغاني وأغاني» عن محبيه ومتابعيه في موعده المعتاد عقب الافطار، وأقول يغيب لأن مسألة تغيير زمن بث البرنامج إلى موعد السهرة، يعني ببساطة شديدة نهايته، وفقده لبريقه ونجاحه الكبير الذي حققه منذ بدء بثه، بسبب الموعد الذي تم اختياره له، «الفترة التي تلي الافطار مباشرةً»، وهي أعلى فترة مشاهدة في كل تلفزيونات العالم. إذن موافقة النيل الأزرق على تغيير زمن البرنامج تعني أول ما تعني، إنهزام القناة لفكرة «تسفيه» الغناء، واعتباره سبباً في إلهاء الناس عن العبادة، وهي بالتالي «تقر» ضمنياً بأنها تقدّم للمشاهدين ما لا يجوز تقديمه، وإلا لأصرّت على تقديم البرنامج الناجح في موعده، حتى لو أدّى ذلك لإيقافه، ولكانت كسبت احترام مشاهديها.. أكاد أجزم بأن كثيرين لن يتابعوا البرنامج في موعد بثه الجديد عند الحادية عشرة مساءً، لأنهم ارتبطوا بالبرنامج وبالسر قدور عقب الافطار. * ويقيني أن هذا الموسم سيكون الأخير للبرنامج، ولو جاءت الدعوة لإيقافه قبل تسجيله، لما تمت الموافقة على بثه من الأساس، ولكن القناة صرفت على تسجيله واتفقت من المعلنين، حيث يعد البرنامج الأكثر جذباً للإعلان. * لن نحزن على ذهاب «أغاني وأغاني»، بقدر حزننا على مستوى تفكير المسؤولين، الذين تركوا كل شيئ، وتفرغوا لإيقاف برنامج تلفزيوني!! الاحداث