أجرت قناة فضائية تشيكية لقاءً مطولاً مع الصحفي التشيكي بيتر ياشك والذي كان قد مر بتجربة اعتقال طويلة وقاسية في السجون السودانية روى خلالها قصة اعتقاله و ما تعرض له من تعذيب و شتائم و تهديد أثناء فترة الاعتقال.بعد التحقيق معه بتهمة التجسس قدم للمحاكمة.بعد المداولات حكم عليه بالسجن المؤبد و الغرامة المالية . المواطن التشيكي بيتر ياشك مسيحي الديانة يعمل كداعية في إطار الكنيسة و قد زار عدة بلدان أفريقية و تعرف على أحوال المواطنين فيها .أخر زيارة له كانت في أديس أبابا العاصمة الإثيوبية حيث شارك في مؤتمر خاص بحقوق الإنسان في السودان.أثناء المؤتمر تعرف على بعض السودانيين المشاركين في المؤتمر كما أنه رأى صورة لأحد الطلاب في دارفور و الذي تم حرقه نتيجة الغارات التي يقوم بها سلاح الطيران العسكري السوداني التي يتم من خلالها حرق القرى و المواطنين . في ضوء ذلك قرر المواطن التشيكي زيارة السودان و التعرف على أوضاع حقوق الإنسان فيه و كان هدفه من وراء ذلك كداعية مسيحي النظر في تقديم العون و المساعدة للمظلومين الذين يعانون من سياسة النظام .أستطاع أن يستخرج تأشيرة دخول سياحية بصورة سهلة كما أشار أثناء المقابلة التليفزيونية التي أجريت معه. وصل إلى الخرطوم و أقام في احد الفنادق و قبل أن يشرع في تنفيذ المهمة التي جاء من أجلها ،ذكر أن لديه معلومات عن حقوق المسيحيين و ما يتعرضون له من مضايقات و ظلم.على سبيل المثال يحاكم المسلم بالإعدام إذا تزوج مسيحية. كنت أتوقع صعوبات جمة و أن أتعرض للتفتيش و التحقيق. بعد وصولي للمطار تعرضت للتفتيش و التحقيق و الاعتقال.أثناء التحقيق برزت مشكلة لغة التفاهم لان المحققين لا يعرفون غير اللغة العربية ،حاولت الحديث معهم بالانجليزية و الروسية ولكن دون طائل.تم إرسالي إلى السجن حيث وضعت في زنزانة ضيقة بها سبعة أشخاص في ظروف غير صحية . قدمت للمحاكمة و كانت نتيجة الحكم بالمؤبد و الغرامة. التهمة التي وجهت لي و تم الحكم على أساسها هي أنني أدخلت سلاح للسودان و قمت بتصوير أماكن عسكرية محظورة.من خلال المقابلة التليفزيونية طرح عليه السؤال الأتي: هل كنت خائف؟ أجاب لا،لان هذا السؤال مضحك لأنني لم أرتكب أي جريمة أعاقب عليها .بعد ذلك تأكدت أن خروجي من السجن لا يعلمه إلا الله.تنقلت في عدة سجون كل واحد أسوا من الثاني.تعرضت للشتيمة و الإساءة من قبل الإسلاميين الموجودين داخل السجن و المدعومين من قبل الإدارة .الظروف البيئية في السجن سيئة للغاية مليئة بالحشرات و الأوساخ و لا يوجد بها ماء.وجه لي سؤال من قبل أحد المسجونين و هو:ما الجديد في الحياة؟ أجبت حدث تفجير في باريس و كان ضحيته 129 شخص و بعد سماعهم الخبر ردد الجميع الله أكبر الله أكبر .هذا يعني دعمهم للموت كما وجهت لي سيل من الشتائم خنزير ,وسخ,فار و ضربت على الرأس .أثناء تواجدي بالسجن سمح لي بمقابلة ممثلين لحقوق الإنسان و هم ناس كويسين جداً. ذكروا لي عادة يطلق سراح السياسيين بعد خمسة سنوات من حبسهم. بعد ذلك و أخيراً جاء دور الحكومة التشيكية .أثناء الاتصالات بين المسئولين التشيك في السفارة بالخرطوم و وزارة الخارجية طلب من المسئولين السودانيين أن يعاملوه معاملة إنسانية.بعد مفاوضات طويلة بين الطرفين التشيكي و السوداني وصل وزير الخارجية التشيكي على متن طائرة خاصة للخرطوم. كانت نتيجة المحادثات بين وزير الخارجية و المسئولين السودانيين إطلاق سراحه.ذكر وزير الخارجية أنه جاء مدعوماً من قبل دول الاتحاد الأوروبي .أثناء المفاوضات و بعد إطلاق سراحي طلب المسئولين السودانيين من الوزير ضرورة إنعاش العلاقات التجارية بين البلدين!.أخذت لصالون الحلاقة لان شكلي كان غير لائق، شعر و أظافر طويلة . عُمل لي ماكياج في الوجه لتغطية أثار السجن والتعذيب، كنت أتمنى أن أصل إلى بلادي بالحالة التي خرجت بها من السجن دون ماكياج لكي يرى المواطنون ما حدث لي. هذا ما جاء في المقابلة التليفزيونية التي أجريت مع المواطن التشيكي بيتر ياشك في مارس 2017 .في اعتقادي أن موضوع اعتقال المواطن التشيكي بيتر ياشك من قبل النظام السوداني و ما بُذل من مجهود من قبل الحكومة التشيكية و دول الاتحاد الأوروبي لإطلاق سراحه ذو دلالة كبيرة تعبر عن اهتمام الدولة التشيكية بمواطنيها.أنعكس ذلك في وصول وزير الخارجية التشيكي بطائرة خاصة للعمل على إطلاق سراح بيتر ياشك و العودة به بنفس الطائرة لوطنه في المقابل إذا نظرنا إلى اهتمام الدولة السودانية بمواطنيها نجد العكس.المطاردة ،الاعتقال و التعذيب لمن يعارضون سياسة النظام سواء أن كانوا داخل أو خارج السودان سمة ملازمة لدور نظام الإنقاذ في عدم احترام حقوق الإنسان و مصادرة الحريات و غياب الأمن و الاستقرار. خديجة الرفاعي - براغ أبريل2017