اكدت دوائر سياسية وامنية ناشطة داخل حكومة حزب البشير، اعفاء الفريق طه عثمان من مناصبه كمدير لمكاتب رئيس الجمهورية في القصر الرئاسي وفي المؤتمر الوطني، وأشارت الى إختيار اللواء محمد حسن بخيت، بديلا له، وتوقعت صدور القرار رسميا عقب عودة الفريق طه من خارج السودان. وضجّت مواقع التواصل الاجتماعي ولا سيما تطبيق التراسل الفوري "واتساب" بمعلومات غزيرة عن اعفاء الفريق طه. وتبارى منسوبو حزب البشير في تأكيد الخبر، بينما انبرت مجموعة اخرى للدفاع عن الفريق طه. ورصدت (الراكوبة) تعليقات منسوبة لبعض كوادر حزب البشير وجهاز أمنه، أكدت صحة خبر اعفاء الفريق طه من مناصبه في القصر الرئاسي وفي وحزب البشير، وذلك على خلفية ما اسموه ضلوع الفريق طه في تسريب مكالمات بين رئيس الجمهورية المشير البشير وبين شخصية محورية وأساسية في معسكر الدول التي تقاطع قطر سياسيا ودبلوماسيا واقتصادياً. وأشار ناشطون في حزب البشير، إلى ان تركياوقطر تمكنتا من رصد المكالمة الهاتفية، مما ادخل البشير في الحرج، الامر الذي قاده لاتخاذ قرار بإبعاد طه بمزاعم انه من تورّط في تسريب المكالمة. هشام هباني: بضغط قطرى ابتزازي حاول البشير ارضاء لقطر اقالة (الفريق طه عثمان) رجل المملكة والامارات الاول في السودان ولكن جاءه الرد صاعقا من السعودية والامارات باستحالة إقالة طه بل طالبوه باتخاذ موقف واضح لا يحتمل اية حالة حيادية يا اما مع الحلف السعودي أو مع قطر. بينما اشارت تحليلات ومعلومات اخرى صادرة من بعض منسوبي حزب البشير الى ان اعفاء الفريق طه يعود إلى تسريب وثائق ومستندات تتحدث عن تحويل مبلغ (30) مليون دولار إلى حساب الفريق طه، من دولة الامارات العربية المتحدة. ومضى اصحاب هذا الرأي الى ان محافظ بنك السودان المركزي حازم امام ضالع في عمليات تسريب هذه الوثائق، الامر الذي جعل جهاز امن البشير يقوم باعتقاله، بتوجيهات صارمة من جهات عليا في قيادة الدولة. إلى ذلك، نشر الناشط والصحافي ناصف صلاح الدين في صفحته على "الفيسبوك" منشورا قطع فيه باعفاء الفريق طه وتعين اللواء محمد حسن بخيت، خلفا له. وأكد ناصف الذي يدير "وكالة مونتي كاروو" أن الخبر صحيح مائة بالمائة، وأن ما تبقى هو اعلان القرار رسمياً. وتضاربت الانباء عن مكان وجود الفريق طه، وتبارى صحافيون وناشطون ومقربون من حزب البشير في التكهن بمكان وجوده، حيث اشار بعضهم إلى انه موجود في واشنطن، بينما قطع آخرون بأنه في الامارات العربية، فيما جزم آخرون بانه في السعودية وانه في طريقه الى الخرطوم اليوم (الاثنين). وقطعت فئة اخرى بان طه سوف يصل الى اديس ابابا، للحاق برئيس الجمهورية المشير عمر البشير، الذي وصل الى هناك لحضور قمة الايقاد الخاصة بالاوضاع في جنوب السودان. إلى ذلك، انبرى السكرتير الصحفي السابق لرئيس الجمهورية "أُبي عز الدين" للدفاع عن الفريق طه، واستغرب من الاحاديث التي تتحدث عن اقالته من منصبه، وقال في مداخلة باحدى قروبات "الواتس": إن الخبر ليس صحيح، وتساءل قائلا: "هناك حديث حول ان قرار اعفاء الفريق طه سيصدر من رئيس الوزراء الفريق اول بكري حسن صالح، فكيف سيصدر القرار من جهة غير التي قامت بتعيين الفريق طه". ولكن سرعان ما تراجع عز الدين من موقفه، وقال إن كل انسان يمكن ان يتم اعفاؤه. في وقت نشر فيه دكتور اسامة حسن بخيت، على صفحته بالفيسبوك منشورا يفيد بأن الفريق طه سافر خارج السودان دون استئذان الرئيس البشير او اخطاره، وانه قام باغلاق هاتفه، واضاف بخيت الذي تربطه صلة قرابة وثيقة بالرئيس البشير: "إن الفوضى تضرب باطنابها في قمة الهرم". وأكد دكتور اسامة حسن بخيت وهو شقيق الصحفي كمال حسن بخيت والموظف النافذ بمجلس الوزراء حاتم حسن بخيت والناطق السابق باسم وزارة الصحة بولاية الخرطوم الدكتور المعز حسن بخيت، أن الاتصال انقطع بالفريق طه نتيجة لاغلاق هاتفه، واضاف قائلا: "المعلومات المتوفرة حاليا ان طه وصل الى الامارات طالبا وساطة الشيخ محمد بن زايد في فضيحته التي انكشفت، بعد ان قدّم مدير جهاز الامن الفريق محمد عطا ملف الاموال والعقارات التي حاز عليها الفريق طه من السعوديين والاماراتيين. وفي غمرة ذلك كله نشرت احدى الصفحات الموجودة في الفيسبوك باسم "الفريق طه عثمان"، منشورا نفت فيه خبر الاعفاء، وقالت ان كل ما تم تداوله مجرد اشاعة مغرضة من اصحاب النفوس الضعيفة واعداء النجاح، واكدت ان الفريق طه يمارس مهامه بصورة طبيعية. وفي الاثناء رجّح صحافيون ان تكون الحادثة سواء ان صحّت، ام ثبت انها غير صحيحة، تهدف الى محاصرة الفريق طه، بعدما قام بتغيير اتجاهات حكومة الخرطوم ناحية محور الرياض، وخاصة بعدما نأى البشير عن اتخاذ موقف داعم لقطر في الازمة الخليجية، كما يشتهي منسوبو حزبه. ولكن بالمقابل، قلل صحافيون من هذا الاحتمال، وقالوا إنه لا يوجد فرق بين الفريق طه وغيره، طالما انه جزء من هذا النظام.