سأظل أعمل على دعم السودان ومصالحه العليا أديس أبابا: مها التلب على نحو غير متوقع وصل المدير السابق لمكاتب رئيس الجمهورية الفريق طه عثمان الحسين إلى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا مترئساً وفد مقدمة سعودي؛ للمشاركة في القمة الأفريقية التي انطلقت أمس. وانتزعت (التيار) تصريحات مقتضبة من طه، الذي بدا هادئاً وقال: "أنا بخير، وسأعود قريبا إلى أرض الوطن، وسأظل أعمل على دعم السودان ومصالحه العليا"، وتابع- ضاحكاً.. "أتابع باستمرار كل ما يُكتب عني". وقال طه ل (التيار): إنه مطلع على ما يبثّ عنه في "الواتساب"، ولا يريد الرد- الآن- على الكتابات الصحفية، التي تناولته، والتي يتابعها جيدا، وظل الغموض يكتنف مكان الفريق طه طوال الأيام الماضية بعد صدور قرار إقالته، وراجت أخبار عن وجوده في المملكة العربية السعودية، وانضمامه إلى موقع رفيع للدبلوماسية السعودية الرسمية. ويقطع ظهوره المفاجئ أمس الهمس الذي راج عن اعتقاله وآخرين، أو وجوده في السودان بأي شكل. وأُقيل الفريق طه منتصف الشهر الماضي، بُعيد مشاركته في القمة الإسلامية الأمريكية في الرياض، بعد اعتذار الرئيس البشير، وثار جدل كثيف عن أسباب إقالة طه، التي لم تُعلن- رسمياً- والتزمت السلطات صمتا مطبقاً، ولم يرد أي تصريح رسمي عن إعفاء طه، وراجت في وسائل التواصل الاجتماعي روايات مختفلة حول ملابسات إعفائه، انطلقت غالبيتها من موقف السودان إزاء أزمة الخليج، وكُلف طه بواسطة الرئيس بملف العلاقات السودانية الخليجية منذ بداية التقارب الخليجي، ويمثل ظهور طه الحسين في قمة أديس أبابا دحضا للشائعات التي تحدثت عن اعتقاله داخل السودان، وإخضاعه إلى التحقيق مع آخرين، ومن المنتظر أن يصل وزير الخارجية السعودي عادل الجبير اليوم للمشاركة في القمة الأفريقية، التي تأتي متزامنة مع انتهاء المهلة الممنوحة لقطر من قبل المحور الثلاثي، ووسعت السعودية حملة استقطاب حادة وسط دول المنطقة؛ لانتزاع مواقف ضد قطر في أعقاب أزمة الخليج، التي تفجّرت في العاشر من رمضان، وزار وزير الخارجية السعودية خلال الشهور الماضية عددا من الدول الأفريقية، رافقه فيها الفريق طه، الذي حصل على الجنسية السعودية مؤخراً، ونفى المدير السابق لمكاتب الرئيس- بشكل قاطع- تعرضه إلى مضايقات بعد إقالته، أو وجود عوائق تمنع عودته إلى البلاد، وعلمت (التيار) أن الفريق طه انخرط في لقاءات مكثفة مع كبار القادة الأفارقة، الذين وصلوا العاصمة الأثيوبية للمشاركة في القمة؛ لحشد الدعم الأفريقي لحلف السعودية ضد دولة قطر؛ حيث التقى الرئيس اليوغندي يوري موسفيني في مقر إقامته بفندق شيراتون، والتقى الرئيس التشادي إدريس دبي، قبل أن يجتمع بوزيرة خارجية كينيا أمينة محمد بمقر الاتحاد الأفريقي، واجتمع طه مع وزير الخارجية الأثيوبي ورقنا حنا لمدة (15) دقيقة- تقريبا- في مقر الاتحاد الأفريقي، الذي يشهد فعاليات القمة الأفريقية الحالية، وعلمت (التيار) أن الفريق طه قابل نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن في مقر السفارة السودانية بأديس أبابا، وخطف الفريق طه الأضواء بعد إقالته المدوية من منصبه وزير دولة، ومدير مكاتب رئيس الجمهورية في 14 يونيو الماضي، وسرت التكهنات بشأن حيثيات الإقالة المدوية، وظلت وسائل التواصل الاجتماعي مهتمة- على نحو لافت- بإقالة طه، وحيثياتها، ثم ما انفكت تُنقب عن مكان إقامته وسط صمت رسمي، وتقفت مواقع التواصل الاجتماعي أثر الفريق طه عثمان، الذي تحول إلى مادة دسمة، وحصدت صوره، وأخباره- بعد نبأ إقالته- معدلات متابعة غير مسبوقة، وحرص الوفد السوداني المشارك في القمة على التقاط صور تذكارية مع طه.